في ظل استمرار أزمة الكهرباء في سوريا، وصعوبة تشغيل الأجهزة الكهربائية، اتجهت فئة واسعة من العائلات السورية إلى الاستغناء عن العديد من الأجهزة المنزلية، لا سيما بعد الارتفاع الكبير في أسعارها مؤخرا.

أسعار البرادات في سوريا شهدت مؤخرا ارتفاعات كبيرة في أسعارها، وسط إقبال ضعيف جدا على شرائها بسبب عدم وجود إمكانية لتشغيلها، حيث تصل ساعات التقنين في بعض المناطق السورية إلى 22 ساعة يوميا، الأمر الذي يصعّب من إمكانية الاستفادة من معظم الأجهزة الكهربائية.

سعر البراد المنزلي في سوريا سجل أسعارها قياسية مؤخرا، حيث أصدرت “الشركة العامة للصناعات المعدنية” في سوريا لائحة جديد بأسعار البرادات، حيث بلغ سعر البراد تبريد عادي قياس 24 قدم 3 ملايين و710 آلاف ليرة، في حين بلغ سعر البراد 16 قدما  3.4 مليون ليرة.

أسعار البرادات المنزلية

أما البراد من اللون الفضي انفيرتر 22 قدما، فقد بلغ سعره 3 ملايين و840 ألف ليرة، والبراد الأبيض انفيرتر 22 قدما بسعر 3 ملايين و775 ألف ليرة، والبراد الأبيض 22 قدما بسعر 3.5 مليون ليرة، والفضي منه 3.8 مليون ليرة.

في معرض تبريره للارتفاع في الأسعار أوضح مدير عام الشركة علي عباس في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أن إصدار هذه اللائحة الجديدة من أسعار البرادات جاء بسبب ارتفاع أسعار المواد والقطع الداخلة في عملية التصنيع محليا، مؤكدا أن هذه الأسعار ما زالت أقل من أسعار البرادات المثيلة في السوق المحلية بأكثر من 20 بالمئة.

“لم استغرب من هذا الارتفاع ولا اهتم” قال ياسين شيخ حسن، وهو أب في عائلة مكونة من خمسة أفراد يعيش في ريف العاصمة دمشق، مؤكدا أنه استغنى عن البراد المنزلي منذ عدة سنوات بسبب أوضاع الكهرباء المتردية في منطقته، حيث لم يعد وجود البراد المنزلي الكبير نافعا في المنزل.

قد يهمك: حرق السيجارة أغلى من حرق العملة“… ارتفاع جديد لأسعار الدخان في سوريا

شيخ حسن قال أضاف في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “منذ ثلاث سنوات تعطل البراد في المنزل، ولم أهتم أبدا بشراء براد جديد، أولا بسبب الأسعار المرتفعة وثانيا لعدم نفع البراد في ظل انقطاع الكهرباء لمعظم الوقت، الكهرباء لا تأتي سوى 4 ساعات يوميا، لقد اشتريت براد صغير جدا ولا يكفي احتياج المنزل، لكن البراد الصغير أستطيع تشغيله عبر اشتراك الأمبير فهو لا يحتاج إلى جهد عالي”.

في ظل انقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود إمكانية لحفظ الطعام، اضطر كثير من العائلات السورية إلى طبخ كميات قليلة من الطعام بما يكفي أفراد العائلة ليوم واحد فقط، حيث يضطر الأهالي إلى رمي الطعام الزائد في حال عدم استهلاكه في اليوم ذاته بسبب صعوبة حفظه، لا سيما خلال أيام فصل الصيف.

الكثير من الأدوات الكهربائية تم الاستغناء عنها في المنزل السوري بسبب وضع الكهرباء، ومع اقتراب دخول فصل الصيف وبدء ارتفاع درجات الحرارة في سوريا، يعاني السوريون عادة من مشكلة حفظ وتبريد الطعام، وعادة ما تلجأ العائلات السورية إلى شراء قوالب الثلج للمساعدة في حفظ الطعام.

لكن هذا العام ومع ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات، تضاعف سعر قالب الثلج في دمشق نحو خمسة أضعاف، حيث أفاد تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، أن سعر قالب الثلج هذا العام بلغ 25 ألف ليرة سورية، الأمر الذي يهدد الكثير من العائلات بتوقف استهلاكها لهذه المادة.

فصل الصيف تحول مؤخرا إلى عبء إضافي على السوريين بسبب قلة الكهرباء، حيث تعمل العائلات السورية هذه الأيام، على تفقّد أجهزة التكييف في المنازل بهدف إصلاحها، عسسى أن تستفيد من بضع ساعات التغذية خلال فصل الصيف الحار.

اسعار المراوح والمكيفات

أسعار المراوح والمكيفات في أسواق دمشق، سجّلت هذا العام أرقاما قياسية، حيث كان واضحا من خلال الأسعار المدوّنة أنها ارتفعت بنسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي مع توقعات بزيادة يومية حسب حركة السوق وسعر الصرف ونوع وحجم المروحة وآلية عملها سواء بطارية خارجية أم داخلية.

بحسب تقرير لـ”أثر برس”، فقد بدا واضحا، أن المراوح العاملة على البطارية هي الحل الوحيد لمواجهة حرّ الصيف في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وقد بلغ سعر المروحة شكل الدولفين قياس “16 إنش” 700 ألف ليرة، بينما يتراوح سعر المروحة الصغيرة التي يمكن أن تعمل على الكهرباء والبطارية بين 550 إلى 600 ألف ليرة.

أما بالنسبة للمكيفات فقد أصبح شراء مكيف جديد، ضربا من البذخ بالنسبة للكثيرين، بسبب أسعارها الباهظة التي تبلغ أضعاف مضاعفة لراتب المواطن العادي، حتى بالنسبة للنوعيات الوسط، حيث يبلغ سعر المكيف 2 طن نحو 5 مليون ليرة سورية، ومكيف طن واحد 2 مليون، علماً أن ذلك لا يشمل كلفة تركيب المكيف التي تتراوح بين 250 إلى 300 ألف ليرة.

الحكومة السورية بدورها، لا تملك حتى الآن أي رؤية لحل مشكلة الكهرباء، وذلك رغم مرور أكثر من ست سنوات على الاستقرار العسكري الذي عاشته المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث قدمت الحكومة خلال هذه الفترة عشرات الوعود المتعلقة بتحسين التغذية الكهربائية في البلاد، لكن السوريين سئموا بالنهاية من المطالبة باستمرار بتحسين وضع الكهرباء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات