الفنان والممثل السوري باسم ياخور، كان قد وضع نفسه في مرمى الانتقادات بعد أن عبّر عن رأيه بزميله الممثل مكسيم خليل، كذلك بعد أن انتقد ما سماها “الحالة الفنية” التي ذهب إليها المسلسل الذي لعب فيه خليل دور البطولة خلال موسم دراما رمضان الفائت “ابتسم أيها الجنرال”.

الانتقادات التي وُجّهت لياخور تمحورت حول أحقّيته في تحديد المنطق الفني، وبما أن المسلسل تناول قصة العائلة الحاكمة في سوريا بشكل غير مباشر، فقد اعتبر ياخو أن هذا التوجه خارج نطاق “المنطق الفني”، الأمر الذي عرضه لانتقادات، لكنها وصلت إلى حد التهديد مؤخرا.

يبدو أن باسم ياخور سئم من الانتقادات والهجوم عليه مؤخرا بسبب رأيه بمسلسل “ابتسم أيها الجنرال”، حيث شارك ياخور بعض الرسائل التي تصله عبر صفحته الشخصية في “انستغرام”، وعلّق عليها قائلا “مجرد رأي فني لا يسيء لأحد، رداً على سؤال في برنامج مراحل، هل كان يستوجب كل هذه التهديدات وفيديوهات تحريف الكلام والفبركة”.

ياخور وهجومه على “ابتسم أيها الجنرال”

ياخور، كان قد عبّر مؤخرا عن انتقاده لمسلسل “ابتسم أيها الجنرال”، واصفا إياه بأنه يفتقر إلى المنطق الفني. ففي حديث أجراه مؤخرا في برنامج “مراحل” مع الصحفي علي العلياني، لم يتراجع ياخور عن آرائه حول المسلسل، وكذلك بطله الرئيسي مكسيم خليل.

ياخور، المعروف بأدائه القوي والدقيق، قال إن “ابتسم أيها الجنرال” لا يتبع قواعد التعبير الفني ويركز بشكل أكبر على النجاح التجاري بدلاً من الجدارة الفنية. كما انتقد كتابة وإخراج المسلسل، مشيرا إلى أنه يفتقر إلى العمق ولا يجسّد الجوهر الحقيقي للتجربة السورية.

قد يهمك: “أزمة يوتيوبرز“.. غيث مروان يرد على إدعاءات منع بيسان من دخول حفل زفافه

إضافة إلى انتقاداته للمسلسل نفسه، علق ياخور على أداء مكسيم خليل الذي يلعب الدور الرئيسي في فيلم “ابتسم أيها الجنرال”، فبينما اعترف ياخور بمواهب خليل كممثل، أشار إلى أن الشخصية التي يلعبها لها هدف مباشر للتناول الشخصي في المسلسل ولا تخدم بالضرورة الرؤية الفنية الأكبر.

تعليقات ياخور أثارت الكثير من الجدل في الوسط الفني السوري، حيث وافق البعض على آرائه، بينما دافع آخرون عن المسلسل باعتباره عرضا ناجحا وشعبيا يتردد صداه لدى المشاهدين.

بغض النظر عن الجدل الدائر حول “ابتسم أيها الجنرال”، يرى مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي أن ياخور يظل أحد أكثر الشخصيات احتراما وتأثيرا في الفن والثقافة السورية. آراؤه لها وزنها وقد ألهم تفانيه في مهنته عددا لا يحصى من الفنانين والفنانات في جميع أنحاء المنطقة.

في المقابل يرى آخرون، أنه مع استمرار المجتمع الفني السوري في مواجهة التحديات المستمرة للحرب والنزوح وعدم الاستقرار السياسي، من المهم أن يكون لديهم أصوات مثل مكسيم خليل يتحدث علانية ويقدم وجهات نظر الفئة المعارضة، كالعمل الذي تمّ عرضه في الموسم الرمضاني.

“ابتسم أيها الجنرال” تحت مرمى الانتقادات

مع بدء عرض حلقات المسلسل، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الأفعال المتباينة، بين من عبّر عن خيبة أمله بما شاهده من تناول سطحي للقصص المتعلقة بحكم سوريا، هذا فضلا عن الأداء المتواضع لمعظم الممثلين في أدوار البطولة، بينما اقتصر الأداء المقبول على نجوم الصف الأول من المسلسل بحسب آراء النقاد.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدوا كذلك تمحور الحلقات الأولى حول قصة واحدة تتعلق بفضيحة جنسية لزوجات المسؤولين إلى جانب أخت الرئيس، مع ضابط متقاعد كان يعمل في البحوث العلمية، وقد هدد بنشر فضائح أخرى في حال لم يتم تلبية مطالبه وأبرزها الإفراج عن سجين يدعى نادر زين الدين.

كذلك فإن جزءا من خيبة أمل المتابعين، كان من جراء حذف اسم سوريا من المسلسل وعدم التطرق مطلقا لأي شخصية حقيقية من عائلة الأسد أو ضباط المخابرات ورجال الدولة، حيث لجأت الجهة المنتجة إلى خلق دولة مهينة تحت اسم “الجمهورية الغربية”، ورئيسها فرات وأخوه عاصي، وتركت المشاهد أمام مهمة إسقاط كل شخصية في المسلسل على الشخصية التي تناسبها في الواقع السوري.

لكن بالمقابل فإن المسلسل حظي كذلك بإشادات واسعة من قبل فئة من جماهير الدراما السورية، خاصة وأنه العمل الأول من نوعه الذي يتناول خفايا وكواليس ما كان يجري في القصر الجمهوري في تلك الحقبة، وليس من الصعب إسقاط شخصية فرات مثلا على الرئيس السوري بشار الأسد، وأخيه عاصي على ماهر.

المسلسل غاص كذلك في طريقة نظرة العائلة الحاكمة للبلاد، فـ”الجمهورية الغربية” هي واحدة من ممتلكات فرات وأخيه وعائلته، كذلك فإن تحرك جيش الفرات، يأتي بالدرجة الأولى لحماية اسم العائلة قبل البلد، فالمهم بالنسبة لفرات هو اسم العائلة بعيدا عن أية اعتبارات وطنية.

أحداث المسلسل تناولت كذلك الصراع بين الشقيقين على السلطة، بين فرات الرئيس الحريص على سمعة العائلة، وهو كرئيس شخص دبلوماسي يميل إلى الهدوء في حل المشاكل، بينما عاصي الشقيق الأهوج الذي يلجأ لحماية اسم العائلة بقوة السلاح وسطوته، حتى وإن اضطر إلى مواجهة شقيقه الرئيس، فعاصي يملك من القوة ما يجعله قادرا على مواجهة أوامر الرئيس، وتحت يديه من القوات لا تعترف أصلا برئيس غير القائد عاصي.

باسم ياخور تصدر خلال موسم دراما رمضان الفائت، قائمة أبرز الممثلين في الدراما السورية، وذلك بعد لعبه دور البطولة في مسلسل “العربجي”، وقد استطاع المسلسل أن ينافس بقوة في الماراثون الرمضاني الحالي 2023، ويتصدّر قائمة المسلسلات الأكثر متابعة في هذا الموسم نظرا لأحداثه المؤثرة ومشاهده الصادمة بجرأتها وقساوتها بعض الأحيان.

قصة العمل تمحورت حول “عبدو العربجي”، الذي أدى دوره ياخور، وهو رجل يعمل في نقل البضائع على العربة في دمشق، يقع في غرام “ناجية”، التي تعمل مغسلة أموات، لكنها لا تبادله الأحاسيس ذاتها، ما شكّل محور انطلاق واستمرارية لأحداث العمل، حيث يحوي الكثير من التعقيدات والصراعات الوحشية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات