لا يزال المسلسل السوري اللبناني “النار بالنار” محط نقاش وانتقاد من قبل أبطاله والقائمين عليه. فبعد انتقادات بطلة العمل، الفنانة السورية كاريس بشار، حول العمل والتغييرات التي حصلت عليه، بالإضافة إلى ردود المنتج والمخرج عليها، أشاد الفنان اللبناني جورج خباز بأداء كاريس وانتقد هو أيضا آخر عشر حلقات من المسلسل.

اللافت أن خباز نوّه إلى دوره في المسلسل واعتبر مشاركته في الموسم الرمضاني من خلال “النار بالنار” تعزيز لانتشار اسمه عربيا، ومن ثم قُدّمت له عشرات العروض من قبل المنتجين، وفق حديثه لموقع “العربية“.

انتقادات جورج خباز

الممثل والكاتب المسرحي اللبناني أكد قبل يومين للموقع الإعلامي أن زميلته السورية كاريس ممثلة محترفة جدا وشغوفة ومهنية، مبينا أنه منذ مشاركته في الموسم الرمضاني من خلال المسلسل الدرامي “النار بالنار” تعزّز انتشار اسمه وموهبته عربيا، وانهالت عليه العروض من المنتجين.

كما تحدث عن دور “عزيز” الذي جسده في المسلسل فقال إنه لا يريد أن يقيّم نفسه، لكنه كان راضيا بنسبة 80 بالمئة عن أدائه وليس بشكل كامل، وذلك يعود ربما إلى الخلاف الذي حصل بين الكاتب والمخرج في آخر عشر حلقات، ما تسبب بنوع من الإرباك وأدى إلى بروز شخصيات في المسلسل على حساب أخرى.

إلا أن خباز عاد وأكد أن نسبة كبيرة من المتابعين أحبّت شخصية “عزيز” بكل تناقضاتها، معتبرا أنه شكّل ثنائية رائعة مع كاريس التي جسدت دور “مريم”، في مسلسل “النار بالنار”.

كما وتطرّق خباز إلى إلقاء الضوء من خلال مسلسل “النار بالنار” على قضية المخطوفين التي بدا مقتنعا بعدالتها، ويتمنى لكل مخطوف أن يعود إلى أهله وبيته وأن يُعرف مصير المفقودين، لأنه ليس عدلا أن يبقى مصيرهم معلّقا بين السماء والأرض، على حد تعبيره.

انتقادات سابقة لـ”النار بالنار”

خلال الأيام الماضية كانت ثمة موجات من التراشق عبر الإدلاء بالتصريحات فيما يخص مسلسل “النار بالنار”، من قبل القائمين على المسلسل وأبطاله، فبعدما خرجت كواليس العمل إلى الجمهور، بدأ كادر المسلسل تبادل الاتهامات المتعلقة بالتعديلات التي وقعت على النص والخلاف بين الكاتب والمخرج، الذي بدأ منذ عرض القسم الثالث من المسلسل في رمضان الفائت.

التراشق بالتصريحات وصل إلى منتج المسلسل ومدير شركة “الصّباح” للإنتاج الفني صادق الصباح، وذلك بعدما انتقدت كاريس، سير العمل على المسلسل، والتعديلات على النص، معتبرة أن التعديلات وحذف وإضافة المشاهد، كل ذلك ساهم في ضياع الفكرة الرئيسية.

الصباح رد على الهجوم الأخير الذي شنّته كاريس، لا سيما عندما قالت إن الرسالة من العمل لم تصل بسبب “قلة الأمانة”، حيث اعتبر الصباح أن بشار خانها التعبير، وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية “النجم الحقيقي يبقي الكواليس لأهل البيت، لأن النقاشات تحدث في أي عمل لكن لا تظهر للعلن بهذا الشكل، خاصة بعد التفاخر بنجاحه”.

تصريحات كاريس يبدو أنها استفزت العديد من الأشخاص في كادر المسلسل، الأمر الذي دفع كذلك المخرج محمد عبد العزيز للرد، وقد هددها بفضح بعض المحادثات المتعلقة بالعمل، معتبرا أن “هذه المحادثات مخجلة لكاريس بسبب آرائها بحق من عملت معهم سابقا، بمن فيهم كاتب العمل رامي كوسا”.

عبد العزيز أضاف عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، “قلة الأمانة تكمن في الجحود والنكران والنميمة والوصولية، قلة الأمانة تكمن في الغيرة المجانية من زملائها وقلب الحقائق، لذا مع مثل هذه النماذج العدائية لا ينفع سوى نشر الحقائق بالصوت والصورة قريبا”.

الانتقادات التي وجّهت إلى مخرج المسلسل وصلت إلى حدّ خروج كاريس، التي لعبت دور البطولة في المسلسل، متحدثة عن التعديلات التي تمت على النص، لاسيما في الحلقات الأخيرة، معتبرة أن التعديلات وحذف وإضافة المشاهد، كل ذلك ساهم في ضياع الفكرة الرئيسية.

تصريحات كاريس تقاطعت مع تصريحات الكاتب رامي كوسا، حول مساهمة التعديل على النص في ضياع الفكرة الرئيسية من المسلسل، حيث أكدت بشار أن الرسالة لم تصل كما يجب، محمِّلة المسؤولية بشكل غير مباشر على مخرج المسلسل محمد عبد العزيز عن الأخطاء التي حدثت.

كاريس أضافت في تصريحات خلال برنامج “كلام نواعم” على قناة “أم بي سي”، “الأثر اللي المفروض يتركوه الشخصيتين الرئيسيتين، كان عم ينحرق ويستهلك، والرسالة لم تصل كما يجب أن تصل، وصحيح أنني كنت على اطلاع على كامل النص، لكن مع الأسف بسبب الحذف والإضافات، كان هناك تأثير كبير ورئيسي على المسلسل”.

انسحاب الكاتب من العمل

أما عن الكاتب رامي كوسا، فأكدت كاريس أن كوسا بقي مع كادر المسلسل حتى الحلقة 24، إلى أن قرر الانسحاب بعد الضغط الناتج عن حذف وإضافة المشاهد وأضافت “رامي كان معنا وعم نشتغل من فترة التحضير، بعدها انسحب لما وصل الخلاف لطريق مسدود”، واصفة ما حدث من قبل مخرج العمل بـ”قلة الأمانة”.

العديد من المنشورات نشرها كوسا عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أثناء عرض المسلسل في رمضان، وهاجم خلالها صنّاع “النار بالنار”، الذي ساهم في كتابة ثُلثيه قبل الانسحاب من العمل ليتم مواصلة العمل بدونه، لافتا إلى أن المسلسل تعرّض للتلاعب على مستوى الأحداث الأخيرة، وهو ما كشفه الجمهور الذي وصفه بالذكي.

رامي كوسا مؤلف العمل وبعد أن انتقد سابقا التعديل في الأحداث، أعلن في منشور سابق، عن أن انسحابه في الجزء الثالث من العمل وبالتالي الحلقات الأخيرة، ستظهر ضعفها مقارنة بالحلقات العشرين الأولى من العمل الذي حاك المؤلف الأساسي خيوطه.

بعض النّقاد وصفوا المسلسل بأنه “يتحول بعد الحلقة العشرين إلى مهزلة درامية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”، إلا أن ذلك لا يعني أن الأخطاء بدأت تظهر في المسلسل في مرحلة متأخرة، لكن أثرها كان محدوداً بالبداية أمام الطرح الجريء لقضايا وأفكار كانت تُعتبر “تابو”.

كما أن موقع “الحل نت”، بعد متابعته للأعمال الدرامية في موسم دراما رمضان 2023، وجد تقاطعات وتماثلات واضحة ومباشرة بين مشاهد من مسلسل “النار بالنار”، ومسلسل “مع وقف التنفيذ” الذي عُرض العام الماضي. مصادر خاصة مقربة من القائمين على العمل أكدت في وقت سابق لموقع “الحل نت”، أن كاتب المسلسل، كان قد حدد مهنة شخصية عابد فهد بأنه بائع البنزين و”مرابي” يحصل على المال والمسيطر على كهرباء الحي وما إلى ذلك، وشخصية طوني عيسى كانت مرسومة على أساس أنه سائق سيارة أجرة متشدد دينيا فقط وليس له علاقة بفكرة الاستحواذ على الحي، ولكنه فوجئ هو أيضا بتغير الشخصيات بعض عرض أولى حلقات المسلسل.

المسلسل وفق ما يقوله القائمون عليه إنه قدّم قصة جديدة ويتناول مواضيع لم يجرِ تناولها سابقا من قبل الدراما السورية اللبنانية، ولكن هذا التقاطع والتطابق مع مسلسل “مع وقف التنفيذ” يجعله محط تساؤل من جهة، والخلافات والانتقادات والردود من قِبل أبطاله وكاتبه ومخرجه وأخيرا منتجه يدلل مدى التخبط الذي حصل فيه، وغير مفهوم كل الذي جرى، بعد أن انطلق المسلسل بقوة في بداية حلقاته.

آخر أعمال جورج خباز

إلى ذلك، سيطل خباز قريبا من خلال فيلم “الواوي” وهو من كتابته، ويتحدث فيه عن البيئات الحاضنة اجتماعياً والتي يمكنها أن تنتج لصوصاً ومجرمين أو رسامين ومبدعين، كما يظهر في فيلم آخر يحمل اسم “يونان”، لكنه ليس من كتابته.

خباز أوضح أن فيلم “يونان” سيصوّر في هامبورغ، تشاركه فيه الممثلة الألمانية آنا شيغولا التي تُعدّ من أهم الممثلات في بلدها، ويتحدث فيه باللغتين الألمانية والإنجليزية، وسيكون هناك مشهدان باللغة العربية. يجسد في الفيلم شخصية رجل عربي مهاجر في ألمانيا يُصاب بحالة إحباط قد توصله للانتحار، إلى أن يلتقي الممثلة الألمانية وتنقذه.

بعد غياب طويل عن المسرح، أكد خباز أنه عائد إلى المسرح في كانون الأول/ديسمبر القادم بعد فترة غياب قسرية عنه بسبب جائحة “كورونا” والأوضاع الاقتصادية السيئة في لبنان، بين يديه نص مسرحي يكتبه حاليا، بنكهة اجتماعية كوميدية إنسانية ويتضمن بعض الفلسفة.

أيضا سيحضر خباز في مهرجانات البترون من خلال حفلين، مع أوركسترا، والأغنيات ستكون من كلماته وألحانه وهي ضمن ألبوم بعنوان “جايي الأيام”. وعرض لجورج خباز مؤخرا مسلسل بعنوان “براندو الشرق” الذي شارك فيه بجانب عدد كبير من الفنانين منهم أمل عرفة وزينة مكي وفؤاد يمين وإيلي متري.

• الإرهاب والهجرة والتسلل الحدودي معضلات تواجه الاتحاد المغاربي
• ضربة استباقية أميركية تُفشل مخططا إيرانيا لاختراق وزارات حكومية
• قصة الحرب بين أميركا والصين حول “تيك توك”
• “حزب الله” قضى على كل معالم الحياة في لبنان: آخر ضحاياه الثقافة!
• “الكبتاغون 2″.. ضربة جديدة لـ”محور المقاومة”