“الليلة بـ 400 ألف وكله محجوز“.. إقبال غير متوقع على الفنادق في اللاذقية

مع بدء الموسم السياحي في سوريا، سجّلت المنتجعات السياحية والفنادق في مناطق الساحل السوري، أسعارا وصفها سوريون بـ”الفلكية”، في وقت سجّلت بعض الفنادق امتلاء حجوزاتها لعدة أيام، الأمر الذي يوضح مدى الهوّة بين شرائح السوريين.

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة معدلات التضخم في سوريا، يبدو أن النشاطات الصيفية ستنضم هي الأخرى إلى قائمة السلع والخدمات “المحرّمة” على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، بعدما شهدت هي الأخرى ارتفاعات جديدة تجاوزت قدرة معظم السوريين.

أسعار الفنادق شكّلت للسوّاد الأعظم من السوريين صدمة، فعلّق أحدهم قائلا “أحتاج راتب 5 أشهر لأستطيع قضاء ليلة واحدة”، حيث أفاد تقرير لموقع “كيو ستريت جورنال” المحلي، أن أسعار حجز غرفة ليوم واحد في فنادق الدرجة الممتازة في مدينة اللاذقية وصلت إلى 390 ليرة سورية.

الفنادق ممتلئة!

تقرير الموقع أوضح كذلك أن حجز الغرفة في هذه الفنادق، قد يتطلب الانتظار ليوم أو يومين، وذلك لامتلائها بمعظم الأوقات، في وقت عمدت فيه الفنادق إلى إخفاء أسعار المبيت في إعلانات فنادق الأربع والخمس نجوم.

لكن هذا الامتلاء في الحجوزات لا يعود فقط لكثرة مرتديها، أو الأشخاص القادرين على تحمّل تكاليف الإقامة في هذه الأماكن، بل كذلك إلى قلتها، إذ تؤكد المصادر أن عدد الفنادق من هذا النوع لا يتجاوز عدد أصابع اليد، وذلك لقلة السوريين القادرين على تحمّل تكاليفها.

بحسب تقرير الموقع المحلي، فإن أسعار هذه الفنادق والمنتجعات تقترب من بعضها، إذ إن سعر حجز الغرفة الواحدة في فندق “اللاميرا” يتراوح بين 325 ألف ليرة و385 ألف ليرة سورية، والفارق يعود لإكساء بعض الغرف التي طالها التجديد، فيما يصل حجز الجناح العادي إلى 850 ألف ليرة سورية.

هذا الارتفاع الكبير في الأسعار جعل معظم العائلات السورية تبحث عن بدائل للمنتجعات والفنادق، فمنهم من لجأ إلى الشاليهات الخاصة، التي تعتبر أرخص إلى حد ما من الفنادق، حيث تتراوح أسعار اليوم الواحد من 50 ألف إلى 300 ألف ليرة سورية، حسب قرب الشاليه من البحر و الخدمات الأساسية فيها، وإن كانت معظمها لا تتوفر فيها الكهرباء على مدار الساعة، وتستطيع عائلة كاملة المبيت فيها.

الرحلات السياحية ارتفعت تكلفتها أيضا، رغم أنها قد تبدو خيارا أقل كلفة، كون المواصلات وأماكن الإقامة تكون مشتركة وتنظّمها الشركات السياحية، حيث وصل متوسط تكلفة الرحلة للشخص الواحد لثلاثة أيام مع إقامة ليلتين إلى 500 ألف ليرة.

بدائل لرحلة الساحل

ارتفاع أسعار المحروقات، أثّر أيضا على أسعار النقل والمواصلات، حيث يشتكي الأهالي من ارتفاع تكلفة الوصول إلى الساحل السوري، حيث أن استئجار “سرفيس” من رأس البسيط، إلى اللاذقية وصل اليوم إلى 300 ألف ليرة.

كذلك يلجأ الأهالي للمزارع الصيفية في المناطق الريفية كبديل عن قضاء عطلة الصيف في المناطق الساحلية، حيث يتم تأجير هذه المزارع بشكل يومي أو أسبوعي، لكن ونتيجة لارتفاع أسعار المحروقات ومختلف السلع والخدمات في سوريا، فقد شهدت هذه المزارع هي الأخرى ارتفاعا في أسعار استئجارها مقارنة بالعام الماضي.

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، أفاد أن متوسط تكلفة استئجار مزرعة في ريف دمشق بلغ 350 ألف ليرة سورية هذا العام، وقد يكون هذا السعر مرشحا للارتفاع خلال الأسابيع القادمة مع ارتفاع معدلات الطلب عليها.

بحسب تقرير الموقع المحلي، فإن الأسعار تختلف من منطقة لأخرى، وتلعب الخدمات المُقدَّمة داخل المزرعة دورا في تحديد سعر إيجارها اليومي، في حين يكون للكهرباء الدور الأكبر في تقييم إيجار المزرعة، وذلك في حال توفرت مولدة كهربائية داخل المزرعة.

فأسعار إيجار المزارع الواقعة في منطقة الغوطة الشرقية، لليوم الواحد فقط ودون نوم تبلغ حوالي 300 ألف ليرة، أما في أيام العطلة تبلغ أسعار إيجارات مزرعة صيفية صغيرة تتسع لأسرة واحدة في تلك المناطق حوالي 250 ألف ليرة وهو الوقت المناسب للذهاب للسباحة وبعضها لا يتوفر فيها كهرباء أو مولدة.

قد يهمك: كيلو الكرز بـ12 ألف.. هل تتحول المربيات إلى كماليات مع ارتفاع أسعار الفواكه والسكر؟

أما سعر إيجار المزارع الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي أي في مناطق الريف الشرقي، تتراوح بين 300 ألف إلى 400 ألف لليلة الواحدة، في حين بلغت أسعار إيجار المزارع الواقعة في بعض مصايف بلودان والزبداني ومضايا حوالي 450 ألف ليرة، وبعضها يصل إلى 800 ألف وأحيانا مليون ليرة، بحيث يزداد السعر تبعا للخدمات التي تقدمها المزرعة.

المزرعة في سوريا هي عبارة عن فيلا صغيرة، أصبح تأجيرها تجارة رائجة من قبل أصحابها في فصل الصيف والمناسبات والعطل الرسمية، حيث يفضّل البعض استئجار مزرعة بسبب توفرها في الأرياف، لا سيما في المحافظات البعيدة عن البحر.