مع قرب انعقاد قمة “البريكس” في آب/أغسطس القادم، بات من المهم الاعتراف بالواقع الصادم المتمثل في أن تطلعات الجزائر للانضمام إلى المجموعة، التي كانت تُعتبر في يوم من الأيام دلالة على عودة القوة للقيادة السياسية في البلاد، تتبخر تدريجيا. حيث يشعر قادة الجزائر بصدمة وانزعاج عميقين بعد استبعادهم من قائمة الدول المدعوة للانضمام إلى الكتلة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

خلال الفترة السابقة ركزت الجزائر بشكل كبير على علاقاتها الوثيقة مع الصين وجنوب إفريقيا وروسيا من أجل تحقيق هذا الهدف. ومع ذلك، فإن خطط الرئيس عبد المجيد تبون، على الصعيدين المحلي والدولي، بدأت تنهار شيئا فشيئا. إذ كان تبون يأمل أن يكون الانضمام إلى “البريكس” وسيلة لتحقيق أهدافه السياسية وتحسين صورة الجزائر على الساحة الدولية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المهمة.

الحكومة الجزائرية وضعت رهاناتها على قوة وتماسك علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع الدول الأخرى الأعضاء في “البريكس”. وأعرب تبون عن ثقته في دعم روسيا والصين وجنوب إفريقيا لانضمام الجزائر إلى المجموعة. بل إنه أشار إلى أن عودة الرئيس البرازيلي السابق لولا دا، سيلفا إلى السلطة من شأنه أن يسهّل مسار الجزائر للانضمام إلى المجموعة، وسلط هذا التلميح الضوء على التقارب الأيديولوجي بين الجزائر والدول الأعضاء، خاصة بعد زيارة قائد الجيش الجزائري، الجنرال سعيد شنقريحة، إلى البرازيل.

لسوء حظ القيادة الجزائرية أنها راهنت واعتمدت فقط على العلاقات الثنائية مع الدول الأعضاء في “البريكس”، وهنا تثار تساؤلات حول كيف ستؤثر هذه الصدمة على حسابات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وما النتائج المحتملة لعدم تحقق حلم الجزائر بالانضمام إلى “البريكس” على المستوى الداخلي والخارجي، وهل يعكس هذا الغياب تحوّلا في العلاقات الدولية والتحالفات الإقليمية.

تجاهل متعمد للجزائر؟

بينما كان السياسيون في الجزائر يتباهون بدعوتهم للانضمام إلى مجموعة “البريكس”، وأنها تعني تقدما دوليا للبلاد ومكانة بين الكبار، تم الكشف عن قائمة المرشحين للانضمام وللأسف الجزائر غير مدرجة فيها، وهذا ليس مفاجأة.

ضربة تحت الحزام ، الجزائر ، حلم ، بريكس ، تتلاشى ، قمة ، تطلعات ، انبعاث ، قيادة سياسية ، تتبخر ، قادة ، مستبعدون ، مدعوون ، تكتل ، البرازيل ، روسيا ، الهند ، الصين ، جنوب أفريقيا ، علاقات ، قريب ، الصين ، جنوب إفريقيا ، روسيا ، الانهيار ، تبون ، خطط ، محليًا ، دوليًا ، انتخابات رئاسية ، حكومة ، رهانات ، قوة ، تماسك ، سياسي ، دبلوماسي ، دعم ، انضمام ، الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا ، السلطة ، التسهيل ، المسار ، التقارب الأيديولوجي ، الجيش الزعيم اللواء سعيد شانيقريحة صدمة حسابات تداعيات داخلية وخارجية تغييب تحول علاقات دولية تحالفات اقليمية. تطلعات الجزائر البريكس حلم البريكس يتلاشى للجزائر حقيقة مروعة: استبعاد الجزائر من دول البريكس القيادة السياسية الجزائرية في أزمة تبخر الآمال: أحلام بريكس الجزائرية انهيار مخططات الرئيس تبون صورة الجزائر على الساحة الدولية على المحك الرهان على بريكس: العلاقات الدبلوماسية الجزائرية عدم تحقيق نتائج حلم الجزائر تحول في العلاقات الدولية: غياب الجزائر عن البريكس
الرئيس تبون خلال ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الروسي بوتين بموسكو – إنترنت

الحكومة الجزائرية تلقت صفعة جديدة ومؤلمة، حيث فشلت رسميا في الانضمام إلى مجموعة “البريكس”. حيث أكد مسؤول حكومي على مستوى عالٍ في الهند أن دول “البريكس” قد توافق على انضمام خمسة أعضاء جدد في القمة المقبلة في جنوب إفريقيا، ومن بين الدول المرشحة للانضمام ليست الجزائر. وبينما من المرجح انضمام السعودية، إلا أن الدول الأخرى هي إندونيسيا والإمارات العربية المتحدة ومصر والأرجنتين.

الخبيرة في الاقتصاد الجزائري، وفاء حمدي، أوضحت لـ”الحل نت”، أن قرار “البريكس” باستبعاد الجزائر من العضوية، هو إشارة إلى أن البلد الذي يبلغ ناتجه الداخلي الخام 163 مليار دولار ويعتمد بشكل كبير على إيرادات الطاقة، يُعتبر ضعيفا لا يمكنه تقديم قيمة مضافة لمجموعتهم. فالمجموعة تتألف من 3.2 مليار نسمة، أي ما يعادل 42 بالمئة من سكان العالم.

يمكن أن تكون الأسباب الكامنة وراء غياب الجزائر عن قائمة المرشحين للانضمام إلى “البريكس” متعددة الأوجه، بحسب حمدي. فقد يُعزى ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك الاعتبارات الجيوسياسية، والجدوى الاقتصادية، والتوافق مع مبادئ المجموعة وأهدافها. كان اعتماد الجزائر الاقتصادي على عائدات النفط والغاز، وناتجها المحلي الإجمالي الأصغر نسبيا مقارنة بدول المجموعة الأخرى، وتنويعها المحدود للصناعات قد أثّر على القرار.

صدمة غياب الجزائر عن قائمة ترشيح “البريكس” سيكون لها على الأرجح آثار كبيرة على حسابات الرئيس عبد المجيد تبون. حيث يقوض ذلك خططه للاستفادة من عضوية “البريكس” كأداة للشرعية المحلية والدولية. وستواجه طموحات الرئيس في استغلال هذه الفرصة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ومحاربة العزلة الدولية للجزائر بسبب تحالفها مع الصين وروسيا.

يبدو أن الحسابات الاقتصادية لا تخضع بالضرورة للنوايا السياسية والتصريحات الدبلوماسية، حيث لم تتأثر التطمينات التي قدمها المسؤولون الروس لنظرائهم الجزائريين أمام براغماتية المجموعة. وهذا فتح الباب للدول المعروفة بنموها واستقرارها ومكانتها الاقتصادية العالمية، مثل السعودية والإمارات، لتتبوأ مكانة في الانضمام إلى “البريكس”.

المسؤولون الروس الذين كانوا يطلقون التطمينات بشأن طلب الجزائر، يبدو وفقا لحمدي، إما أن لبلادهم لم يعد لها موقف مؤثر داخل المجموعة، أو أنهم يغيّرون موقفهم تجاه شريكتهم الاستراتيجية في شمال إفريقيا، أو أن الحسابات الاقتصادية داخل المجموعة لا تعترف بالمواقف السياسية والدبلوماسية. وهذه التحولات تشير إلى أنه قد تم إعطاء الأولوية للعوامل الاقتصادية والاستقرار في اتخاذ القرارات المتعلقة بانضمام الدول إلى “البريكس”.

التوجه نحو المعسكر الغربي

من وجهة نظر الخبيرة الاقتصادية، فيمكن أن يكون للفشل في تحقيق حلم الجزائر في الانضمام إلى “البريكس” عواقب على المستويين الداخلي والخارجي. داخليا، قد يقلل من قدرة الحكومة على تقديم العضوية كرمز للتقدم والاعتراف الدولي. 

ضربة تحت الحزام ، الجزائر ، حلم ، بريكس ، تتلاشى ، قمة ، تطلعات ، انبعاث ، قيادة سياسية ، تتبخر ، قادة ، مستبعدون ، مدعوون ، تكتل ، البرازيل ، روسيا ، الهند ، الصين ، جنوب أفريقيا ، علاقات ، قريب ، الصين ، جنوب إفريقيا ، روسيا ، الانهيار ، تبون ، خطط ، محليًا ، دوليًا ، انتخابات رئاسية ، حكومة ، رهانات ، قوة ، تماسك ، سياسي ، دبلوماسي ، دعم ، انضمام ، الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا ، السلطة ، التسهيل ، المسار ، التقارب الأيديولوجي ، الجيش الزعيم اللواء سعيد شانيقريحة صدمة حسابات تداعيات داخلية وخارجية تغييب تحول علاقات دولية تحالفات اقليمية.
العلاقات الدبلوماسية لا تكفي للانضمام إلى المجموعة – إنترنت

خارجيا، يمكن أن يعزز مفهوم عزلة الجزائر ويُحتمل أن يؤثر على نفوذها الدبلوماسي في الشؤون الإقليمية والعالمية. وقد تواجه الدولة قيودا من حيث الشراكات الاقتصادية والتعاون مع الدول الأعضاء في “البريكس”، مما قد يؤثر على التجارة والاستثمار والوصول إلى أسواق جديدة.

غياب الجزائر عن “البريكس” يمكن أن يؤثر على مكانتها في الساحة الدولية التي تحاول فرض نفسها عليها. وقد يؤدي الفشل الملحوظ في الانضمام إلى كتلة اقتصادية وسياسية كبرى إلى تعزيز الشعور بعزلة الجزائر، لا سيما إذا لم يتم السعي وراء تحالفات أو شراكات إقليمية بديلة. ويمكن أن يحد من تأثير الدولة في تشكيل الديناميكيات الإقليمية وقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية والفرص التجارية.

طبقا لحديث حميدي، فإنه لا يعكس غياب الجزائر عن دول “البريكس” بالضرورة تحولا في العلاقات الدولية أو التحالفات الإقليمية. “البريكس” هي مجموعة محددة بمعاييرها الخاصة للعضوية. 

مع ذلك، فإنه يسلّط الضوء على التحديات التي تواجهها الجزائر في التوافق مع المبادئ والمعايير التي وضعتها المجموعة. وقد تحتاج الدولة إلى إعادة تقييم نهجها في التحالفات الإقليمية والدولية، والبحث عن سبل بديلة للتعاون والمشاركة.

من الصعب التكهن بما إذا كانت الجزائر ستميل إلى التحالف الغربي للتعويض عن ضياع الفرصة مع دول “البريكس”، تبعا لما تراه حميدي. حيث تقوم السياسة الخارجية الجزائرية تقليديا على الانحياز تجاه بعض القوى الإقليمية والدولية المنعزلة. لكن الغياب عن دول “البريكس” قد يدفع الجزائر إلى استكشاف شراكات بديلة، فمن المرجّح أن تركز الجزائر على تعزيز التحالفات الثابتة والسعي وراء فرص اقتصادية جديدة تتماشى مع مصالحها الوطنية وأهدافها التنموية.

مراهنة خاسرة

ترشيح الجزائر الذي لم يكن سوى فقاعة إعلامية تناقلتها الرئاسة، تبين أنه لم يثير اهتمام الدول الخمس في مجموعة “البريكس”. فالخبراء المسؤولون عن إعداد التوسع لاستقبال دول جديدة لم يكونوا مهتمين بترشيح الجزائر، وسيقدّمون الملف الخاص بالتوسع إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في الأيام القادمة.

ضربة تحت الحزام ، الجزائر ، حلم ، بريكس ، تتلاشى ، قمة ، تطلعات ، انبعاث ، قيادة سياسية ، تتبخر ، قادة ، مستبعدون ، مدعوون ، تكتل ، البرازيل ، روسيا ، الهند ، الصين ، جنوب أفريقيا ، علاقات ، قريب ، الصين ، جنوب إفريقيا ، روسيا ، الانهيار ، تبون ، خطط ، محليًا ، دوليًا ، انتخابات رئاسية ، حكومة ، رهانات ، قوة ، تماسك ، سياسي ، دبلوماسي ، دعم ، انضمام ، الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا ، السلطة ، التسهيل ، المسار ، التقارب الأيديولوجي ، الجيش الزعيم اللواء سعيد شانيقريحة صدمة حسابات تداعيات داخلية وخارجية تغييب تحول علاقات دولية تحالفات اقليمية. تطلعات الجزائر البريكس حلم البريكس يتلاشى للجزائر حقيقة مروعة: استبعاد الجزائر من دول البريكس القيادة السياسية الجزائرية في أزمة تبخر الآمال: أحلام بريكس الجزائرية انهيار مخططات الرئيس تبون صورة الجزائر على الساحة الدولية على المحك الرهان على بريكس: العلاقات الدبلوماسية الجزائرية عدم تحقيق نتائج حلم الجزائر تحول في العلاقات الدولية: غياب الجزائر عن البريكس
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون – إنترنت

خلال زيارته الأخيرة لروسيا، طلب الرئيس تبون بشكل عاجل دعم موسكو لجهود الجزائر للانضمام إلى المجموعة. وأبدى تبون هذا الطلب خلال كلمته أمام الرئيس بوتين بـ”الكرملين” في 15 حزيران/يونيو الماضي. وأكد أن الجزائر تسعى للانضمام بسرعة إلى “البريكس” والابتعاد عن تأثير اليورو والدولار في ظل الوضع الدولي المضطرب بشكل كبير.

في الوقت الذي كانت الصحف الجزائرية تشيد بانضمام البلاد إلى “البريكس” منذ قرابة عام وتبني قصورا من رمال، توقفت فورا عن تكرار هذا الدور بمجرد ذكر بعض وسائل الإعلام الدولية أن المجموعة ستتوسّع بالفعل وتستقبل دولا جديدة، لكن الجزائر لم تكن من بينها.

بعض وسائل الإعلام الجزائرية وصلت في الآونة الأخيرة إلى مرحلة تصفية ذهنية، حيث قاموا بتسمية المجموعة الجديدة بـ “بريكسا” (BRICSA)، وزادوا الجزائر ضمن قائمة الدول المكونة لهذا التكتل، إلى جانب البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وهذا الأمر خدع الرأي العام وجعلهم يعتقدون أن انضمام الجزائر إلى “بريكس” أمر مؤكد.

وطأة الانكسار الذي تعرضت له الجزائر تزداد بسبب اختيار ثلاث دول عربية في المنطقة العربية-الإفريقية للانضمام إلى بريكس، وهم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر. وهذا يضيف المزيد من التحدي للجزائر ويؤكد على أهمية فشلها في التأثير والاندماج في هذا الإطار الدولي المهم.

في حُلمه الذي تبخّر بسرعة، أعتقد النظام الجزائري أنه يستطيع الاعتماد على دعم دولتين لتحقيق ترشيحه لعضوية “بريكس”. حيث حاول الرئيس الجزائري خلال زيارته إلى موسكو أن يُظهر الانضباط تجاه السلطات الروسية بهدف الحصول على دعمها لانضمام الجزائر.

استبعاد الجزائر من دول “البريكس” ينبغي أن يكون بمثابة دعوة للاستيقاظ للقيادة السياسية لتقدير التحديات المقبلة واستكشاف سبل جديدة. ويجب أن يدفع هذا الحدث إلى إعادة تقييم السياسة الخارجية ووضع استراتيجية مستقبلية تركز على التنويع وتقوية العلاقات مع البلدان الأخرى في المجتمع الدولي.

تفويت فرصة الانضمام إلى “البريكس” ليس مجرد مسألة فهم، بل هو مؤشر واضح على حجم التحديات التي تواجه الجزائر وضرورة إعادة تقييم سياستها الخارجية وإعادة بناء تحالفاتها الدولية. وإذا كانت الجزائر تعتزم الحفاظ على نفوذها كقوة إقليمية، فلا بدّ من اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لتعزيز مكانتها في الشؤون العالمية والمحافل الدولية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات