في ظل موجات الغلاء المتواصلة بأسعار مختلف السلع والخدمات في سوريا، أصبحت فواتير معظم المطاعم في البلاد تشكل ما يشبه صدمة للسوريين، الذين يتفاجؤون في كل مرة يرتادون المطاعم السورية بارتفاع جديد في أسعار المأكولات والمشروبات، ليتحول “مشوار المطعم” إلى صدمة يتحدّثون عنها للأصدقاء والأقارب.
على مواقع التواصل الاجتماعي دائما ما تجد السوريين ينشرون صورا لفواتير المطاعم، والتي تصل أحيانا لملايين الليرات السورية، حيث تنتشر هذه الصورة مرفقة بموجات من الغضب والاستنكار، وسط غياب الحلول الحكومية لوقف معدلات التضخم وعن الاستمرار بالارتفاع.
آخر مَن نشر صورة لفاتورة مطعم ولاقت انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، الممثل السوري بشار إسماعيل، الذي عبّر عن صدمته من المبلغ الذي دفعه مقابل وجبة في أحد المطاعم السورية، وكانت عبارة عن طعام لشخصين.
تجربة بشار إسماعيل
إسماعيل أشار إلى أن الفاتورة التي تلقّاها من إدارة المطعم، أدت إلى توقف قلبه عن الخفقان حسب تعبيره، حيث دفع نحو نصف مليون ليرة سورية، لقاء بعض الطعام لشخصين، حيث حاول الاعتراض على الفاتورة، لكنه لم يلقَ أية استجابة.
إسماعيل قال في منشور عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، “هذه الفاتورة التي أوقفت قلبي عن الخفقان، وحكيت بث مباشر غير مكتمل لعدم وجود تغطية لأحكيلكن القصة، الفاتورة لشخصين انا وزوجتي في مطعم الفيو، وقية لحمة صحن حمص صحن سلطة وصحن متبل و3 بيرة ان شاء الله سم الهاري وبكل كبرياء طلبت الفاتورة وكانت المصيبة الكبرى 466640 ألف إلا شوي شعرت بدوخه”.
إسماعيل ألمح كذلك إلى أن أصحاب هذه المطاعم غالبا ما يكونون من أصحاب النفوذ في سوريا، وهنا أردف قائلا “حاولت الإعتراض ولكن الجميع في السماوات والأرض قالولي هسس ولا حرف، سألتهم بخوف ليش قالولي بالإشارة المطعم لـ ورفعو اصبعهم لفوق نظرت لفوق ولم أرى احد فخمنت ان المطعم لعزرائيل فدفعت الفاتورة وأنا العن نفسي على هذه الغلطة وعرفت أن هذه المطاعم ليست لنا”.
قد يهمك: هل يُحذف يوم الجمعة من روزنامة السوريين؟
أسعار المطاعم في سوريا شهدت قفزات يصفها السوريون بـ”المرعبة” خلال السنوات القليلة الماضية، فأصبحت تكاليف ارتياد المطاعم خارج قدرة معظم العائلات السورية، حتى الشعبية منها والتي تبيع الوجبات السريعة شهدت قفزات غير منطقية خلال الأشهر الماضية.
ارتفاع شمل كل شيء
الارتفاع بالطبع لم يوفّر الأكلات الشعبية التي يلجأ إليها عادة السوريون من أجل الحصول على الغذاء بأقل تكاليف ممكنة، حيث ارتفع سعر قرص الفلافل ثلاثة أضعاف، وبحسب تقارير صحفية فإن تحضير وجبة من الفطور بأكلات شعبية خفيفة بات يكلّف نحو 50 ألف ليرة سورية، لشراء نصف كيلو فول ومثله مسبحة ونحو 30 قرص فلافل وكمية قليلة من المخلل وتضاف إليها تكلفة الخبز والشاي والسكر.
قرص الفلافل بلغ سعره في الأسواق السورية اليوم 200 ليرة سورية، في وقت أكدت فيه صحيفة “الوطن” أن هذا السعر مرشّح للارتفاع بحسب عدد من أصحاب المحال المختصة ببيع المأكولات الشعبية، وذلك كنتيجة طبيعية لارتفاع تكاليف إعداد المأكولات بأنواعها.
لم تعد خيارات السوريين في الغذاء مفتوحة، فالنزيف المستمر للرواتب والأجور أمام تكاليف الغذاء، أفضى إلى عدم قدرة النسبة العظمى من السوريين على تأمين الحدود الدنيا من الغذاء لعائلاتهم وأبنائهم.
أسعار الشاورما في سوريا على سبيل المثال شهدت خلال الأشهر الماضية سلسلة من الارتفاعات المتتالية، التي أثّرت بدورها على مختلف أسعار الوجبات الجاهزة التي تُعتبر الشاورما مكوّنا رئيسيا فيها إضافة لارتفاع أسعار السندويش، حيث يمكن أن يصل سعر السندويشة الواحدة إلى 20 ألف ليرة سورية.
موقع “أثر برس” المحلي، نقل عن أحد أصحاب محال “الشاورما” بالعاصمة السورية دمشق، قوله ”حركة الإقبال على أكلة الشاورما تراجعت كثيرا خلال الأسابيع الماضية”، مضيفا “سيخ الشاورما الذي كنا نطلبه كان يزن 120 كيلوغراما قبل دخول الشهر، اليوم وزن السيخ 50 كيلوغراما وبالكاد ينتهي، أحيانا نبقى لساعات منتصف الليل حتى ينتهي”.
كذلك تراوح سعر كيلو الشاورما بين 100 – 125 ألف ليرة تبعا للمطعم وموقعه، بينما بقي سعر الفروج البروستد أرخص من كيلو الشاورما بسعر 75 ألف ليرة سورية، كأقصى حدّ يمكن أن يصل إليه في دمشق، ما جعله خيارا أفضل للأُسر التي ترغب بتناول الطعام الجاهز.
- كيف يمكن للمشاركة السورية في اجتماعات الربيع أن تنجح وتحقق مكاسب للسوريين؟
- نضال الشعار.. خبرة عالمية: هل تكفي لإنعاش اقتصاد سوريا؟
- إلهام شاهين وبوسي شلبي تدعمان سلاف فواخرجي: التوجه للدراما المصرية؟
- الأمن السوري يعتقل قياديين في “الجهاد الإسلامي” بدمشق.. ما دلالات ذلك؟
- اختطاف النساء في الساحل السوري و”سبيهن”.. ما القصة؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
الأكثر قراءة

واشنطن تتسلّم رد دمشق على متطلبات تخفيف العقوبات.. تفاصيل

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

مسؤول أميركي: لا ثقة بدمشق حتى الآن وهذه أولوياتنا في سوريا

مرهف أبو قصرة: من حقول حلفايا لوزارة الدفاع السورية.. رحلة مثيرة للجدل!

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا
المزيد من مقالات حول اقتصاد

كيف يمكن للمشاركة السورية في اجتماعات الربيع أن تنجح وتحقق مكاسب للسوريين؟

نضال الشعار.. خبرة عالمية: هل تكفي لإنعاش اقتصاد سوريا؟

صناعة سوريا في أزمة وتلفظ أنفاسها الأخيرة.. هل تسعفها الحكومة الانتقالية؟

“الإدارة الذاتية” في سوريا تشعل غضب الأهالي بزيادة أسعار المحروقات 50%.. ما مبرراتها؟

وفد سوري يغادر إلى أميركا للمشاركة في اجتماعات صندوق النقد.. لماذا لم يرافقه وزير الاقتصاد؟

ارتفاع جنوني في أسعار الذهب بسوريا.. هل يشهد تراجعًا؟

شبح الإفلاس يهدد شركات الصرافة.. ومخاوف بشأن تحكم مُقربين من “الشرع” بالسوق
