في الوقت الذي تعاني فيه المدارس الحكومية في سوريا من تدني مستوى الخدمات التعليمية المُقدّمة للطلاب، تلجأ بعض العائلات السورية إلى تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة، لكن ارتفاع رسوم هذه المدارس جعل معظم العائلات يستغنون بشكل نهائي عن تعليم أبنائهم في المدارس.

مع بدء الموسم الدراسي هذا العام، تؤكد شهادات أهالي التلاميذ زيادة وتيرة تدني مستوى الخدمات في المدارس العام، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول جدوى التعليم المجاني في سوريا، إذ اعتبر العديد من أهالي الطلبة أن ذهاب أبنائهم للمدرسة هو عبارة عن “مضيعة للوقت” في معظم المدارس الحكومية.

إذاعة “المدينة إف إم” نشرت الخميس، صورا أظهرت افتقاد عدد من مدارس مدينة حلب لمقاعد التلاميذ، حيث يضطر قسم من الطلبة في المدارس الابتدائية إلى الجلوس على الأرض في قاعات المدرسة لعدم توفر مقاعد كافية.

كتب مهترئة للطلبة

بحسب تقرير الإذاعة المحلية، فإن العديد من المدارس الحكومية في سوريا، سلمت الطلبة لديها هذا العام كتب مهترئة ولا تصلح للاستخدام، هذا فضلا عن المرافق التي تحتاج صيانة واسعة، ومع ذلك فإن مديريات التربية وإدارات المدارس لم تعمل على صيانتها خلال عطلة الصيف.

خلال السنوات الماضية، شهدت البلاد زيادة في المدارس التعليمية الخاصة، وذلك بسبب تراجع مستوى الخدمات التعليمية في المدارس الحكومية المجانية، إذ يقول ذوو الطلاب أن أبنائهم أصبحوا يضيّعون وقتهم في المدارس الحكومية التي لم تعد تقدم خدمات تعليمية جيدة كما كان الوضع سابقا.

“متل ما عم يروحوا عم يرجعوا” قالت هنادي بسوت وهي أم لثلاثة تلاميذ في مرحلتي الابتدائية والإعدادية، مؤكدة أنها عملت على تسجيل أكبر أبنائها هذا العام في مدرسة خاصة، بسبب تدني مستوى الخدمات التعليمية المقدمة في المدارس الحكومية.

قد يهمك: تكاسي في سوريا متوقفة عن العمل.. الأسباب صعوبة الحال في البلاد!

بسوت أضافت في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “المدارس الحكومية الخدمات فيها متدنية وأحيانا معدومة والخاصة بالملايين، بالتأكيد لا أستطيع تسجيل جميع الأولاد في مدرسة خاصة بسبب ارتفاع الرسوم، ربما سأعمل على ذلك في المراحل المتقدمة بعد انتهاء الابتدائي”.

التعليم الحكومي لا يكفي

مؤخرا يؤكد الأهالي، أنهم لا يستطيعون إرسال أبنائهم في مختلف المراحل إلى الامتحانات النهائية، لا سيما إذا كانت امتحانات شهادتي التعليم الأساسية والثانوية، بدون الخضوع لسلسلة من الدروس الخصوصية، حيث أن المدرسة وحدها لا تكفي لتجهيز الطالب لخوض الامتحانات .

المشوار التعليمي للأطفال في سوريا، أصبح يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على الأهالي، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لدفع مبالغ مالية بشكل سنوي من أجل حصول الأطفال على حقهم بالتعليم في البلد التي لطالما تغنّت حكومتها بمجّانية التعليم على مدار العقود الماضية.

عاما بعد آخر تشهد رسوم  تسجيل المدارس الخاصة بمختلف مراحلها، ارتفاعا في الأسعار، حيث أصبح تدريس الأطفال في هذه المدارس يحتاج إلى ميزانية خاصة تُقدّر بالملايين، وذلك رغم وجود قرارات تقضي بوضع أسقف سعرية لرسوم المدارس الخاصة في البلاد.

تقرير لصحيفة “قاسيون” المحلية، أشار إلى أن غالبية المدارس الخاصة لم تعلن بشكل رسمي عن رسوم التسجيل السنوية لديها، لكنها علمت من مصادر قريبة من ذوي الطلاب أن رسوم التسجيل في المدارس السورية الخاصة لا تقل عن مليوني ليرة سورية.

خلال السنوات الماضية، شهدت البلاد زيادة في المدارس التعليمية الخاصة، وذلك بسبب تراجع مستوى الخدمات التعليمية في المدارس الحكومية المجانية، إذ يقول ذوو الطلاب أن أبنائهم أصبحوا يضيّعون وقتهم في المدارس الحكومية التي لم تعد تقدم خدمات تعليمية جيدة كما كان الوضع سابقا.

بحسب منظمات دولية، فإن هناك نحو 2.5 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 عاما – ثلث السكان في سن الدراسة – خارج المدرسة. وهم غير قادرين على ممارسة حقهم الأساسي في التعليم على النحو المنصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل “1989”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات