طوال فترة الصيف كان السوريون يشتكون باستمرار من الارتفاع “الفلكي” في تكاليف السياحة الصيفية في سوريا، حيث أصبحت السواحل والمنشآت السياحية حكرا على فئة قليلة من السوريين، بعدما أصبحت تكاليف رحلة سياحية لعائلة صغيرة، تقترب من متوسط لا يقل عن 3 ملايين ليرة سورية، فضلا عن ارتفاع أجور النقل إلى المناطق الساحلية.

مع اقتراب انتهاء الموسم السياحي في البلاد، فقد سجلت المنشآت السياحية ارتفاعا في معدل الإقبال، الأمر الذي يطرح التساؤلات حول أسباب هذا الارتفاع، في ظل عزوف معظم العائلات السورية عن فكرة الرحلة الصيفية إلى السواحل والشواطئ السورية.

مدير السياحة في محافظة اللاذقية فادي نظام، أعلن أن نسبة الإشغال في المنشآت الصيفية قبل أيام خلال العطلة، وصلت إلى مئة بالمئة على مستوى المحافظة، واصفا الموسم السياحي الحالي بـ”الجيد”، حيث سجّلت السواحل إقبالا جيدا خلال عطلة الصيف.

إقبال خارجي

نظام، أشار كذلك في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية، إلى وجود إقبال واسع من السّياح المغتربين، وهذا يبرّره ربما الفرق في أسعار الصرف، حيث أصبحت السياحة في سوريا جاذبا لسكان الجوار بسبب الأسعار المنخفضة مقارنة بقيمة العملة المحلية، وقد أكد كذلك على وجود اهتمام حكومي لدعم السياحة الخارجية “وتوفير ما يلزم لتقديم الخدمات فيها بشكل لائق”.

حول ذلك أضاف، ” تم تسجيل حجوزات عديدة في المنشآت السياحية من فنادق ومنتجعات لمغتربين سوريين، إضافة للسياح من دول عربية أبرزها لبنان والعراق والأردن والإمارات، السياحة كانت نشطة هذا الموسم بشكل جيد مقارنة بمواسم سابقة”.

الاهتمام الحكومي بالسياحة الخارجية، كان بالطبع على حساب السّياح السوريين من الدّاخل، خاصة مع انضمام الأنشطة الصيفية ورحلات السياحة إلى الساحل السوري إلى قائمة “المحرّمات” بالنسبة لمعظم السوريين، حيث تركّز الاهتمام الحكومي على تجهيز منشآت سياحية مناسبة للسياح الأجانب، وبسبب أسعارها المرتفعة فهي ممنوعة عن معظم العائلات السورية.

قد يهمك: “استهلاك رديء“.. ما تبعات انخفاض الطلب على السلع في سوريا

التكاليف المرتفعة في الخدمات المقدمة في المناطق الساحلية، أفضى إلى افتتاح العديد من المشاريع السياحية لـ”السياحة الشعبية” بمبادرات فردية، حيث تم تشييد العديد من المشاريع في منطقة وادي قنديل في اللاذقية، التي تتضمن افتتاح أكواخ خشبية وتأجيرها للعائلات، بتكلفة تصل إلى 60 ألف ليرة سورية لليلة الواحدة، وكذلك تم افتتاح مشروع مماثل في محافظة طرطوس حيث تكلفة الليلة الواحدة 80 ألف ليرة سورية، ويتسع لأربعة أشخاص، وهي الأخرى تُعتبر مرتفعة مقارنة بمتوسط الأجور في البلاد.

هذا الغلاء في أماكن الأنشطة الصيفية، كان السبب في أن تسجّل الحدائق والمنتزهات العامة، إقبالا متزايدا خلال الأيام الأخيرة من الموسم السياحي، لا سيما مع انتهاء الموسم الدراسي هذا العام، حيث يقضي السوريون أوقاتهم في الحدائق كبديل عن الأماكن المأجورة.

في العاصمة دمشق سجّلت الحدائق العامة، ارتفاعا في نسبة ارتيادها وصلت إلى 90 بالمئة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتَركّز الدخول على المنتزهات المجانية، حيث تُعتبر هذه الأماكن وجهة أساسية للعوائل لمجّانيتها من جهة ونظافتها من جهة أخرى إضافة لوجود الألعاب التي يتمتع بها الأطفال.

الحدائق بديل

مدير الحدائق في دمشق سومر فرفور، أكد أن الحدائق في أيام عطلة نهاية الأسبوع تكون ممتلئة بالكامل ضمن مدينة دمشق، مع وجود كافتيريات في حديقة “تشرين” أما باقي الحدائق التي لا يوجد فيها بوفية أو كافتيريا فهي مخدّمة من خلال كشك موجود خارج حرم الحديقة يخدم الزائرين ويجدون فيه ما يحتاجونه من أطعمة ومقبلات.

من جانبه أكد رئيس الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمنتزهات بدمشق كمال النابلسي في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن بعض المنتزهات تتقاضى رسوم دخول لكنها رمزية، وأضاف في تصريحات صحفية “الكرسي بـ 1000 ليرة أما فتح الطاولة مع علبة محارم صغيرة وعبوة ماء بـ 3000 ليرة، وهذه الأسعار غير قابلة للزيادة تحت طائلة عقوبة السجن”.

في دمشق مثلا يوجد 100 نقطة تنزّه، موزّعة بين 177 حديقة، و 756 حرشا، و177 ساحة عامة، حيث  يُسمح للأهالي بإدخال الأراكيل والطعام إلى الحدائق، ولكن لا يُسمح بظاهرة بيع الأراكيل غير معروفة المصدر، “إلى جانب أن عدد الحُرّاس غير كاف” بحسب حديث المعنيين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات