في حين تشتد وتيرة الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”، أكد القيادي في الحركة، أسامة حمدان، أن استئناف مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين مرهونٌ بوقف إطلاق النار.

وهذه ليست المرة الأولى التي تُعلن فيها الحركة على لسان قياديها أن إطلاق سراح بقية الرهائن، وخاصة الجنود الإسرائيليين، مشروطٌ بوقف الحرب بشكل كامل. وهذا شرط يبدو من الصعب الاتفاق عليه من الجانب الإسرائيلي، المصمّم على تحقيق أهدافه، وهي القضاء على “حماس”.

ويفسر محللون هذا الشرط من جانب “حماس” بأنه مناورة تكتيكية، تحاول فيها الحركة إطالة أمد الصراع من أجل الضغط على المجتمع والقوى الدولية، واستخدام ملف الأسرى “كورقة ابتزاز”. أي أنه كلما طال أمد قدرة “حماس” على مماطلة ملف الرهائن، كلما استغرق الأمر وقتاً أطول وبالتالي تبقى إسرائيل معرّضة للضغوط المحلية والدولية، رغم أن ثمن استمرار هذه الحرب لا يدفعه إلا سكان غزة.

“حماس” وملف الأسرى

نحو ذلك، أردف حمدان بمؤتمر صحافي في بيروت مساء الأحد، أن “إسرائيل لن تنجح في تحقيق الأهداف التي عجزت عن إنجازها خلال 50 يوما قبل الهدنة الإنسانية، مهما طالت الحرب”.

وقال حمدان، إن “استئناف مفاوضات تبادل الأسرى مرهونٌ بوقف العدوان ووقف إطلاق النار وقبل ذلك لا حديث عنه”، وفق ما نقلته وسائل الإعلام.

القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان- “رويترز”

وحمّل حمدان في حديثه أن “نية إسرائيل المبيتة في استمرار الحرب هي السبب وراء فشل مسار التفاوض”، زاعما أن “حماس أبدت مرونة عالية في استمرار التفاوض من أجل تمديد التهدئة وأبلغنا الوسطاء استعدادنا لاستمرارها”.

كما وانتقد القيادي في “حماس”، الولايات المتحدة لدعمها إسرائيل وقال إنها شريكة لإسرائيل في حربها ضد سكان القطاع، متوعّدا واشنطن بأنها “ستدفع الثمن”.

وشدّد حمدان على ضرورة تكثيف إدخال المساعدات الطبية والغذائية والوقود والغاز والمستشفيات الميدانية في كل التخصصات إلى قطاع غزة، وسرعة إخراج أصحاب الحالات الطارئة من المرضى للعلاج.

ونفى حمدان ما تردّد عن تقدّم الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة، وقال، إن “الحديث الإسرائيلي عن دخول جنوب القطاع ما زال حديثاً إعلامياً، والجيش لم يستطع اختراق دفاعات المقاومة”، فيما قالت وكالة “فرانس برس”، إن عشرات الدبابات وناقلات الجنود والجرافات العسكرية الإسرائيلية توغلت في جنوب قطاع غزة، اليوم الإثنين، وتحديدا في بلدة القرارة، شمال مدينة خان يونس، وفق ما أكّده شهود عيان للوكالة.

وفي وقتٍ سابق، صرح العديد من قيادات حركة “حماس” لوسائل الإعلام، أن مسألة إطلاق سراح أسرى الجنود الإسرائيليين الذين تحتجزهم “حماس” مشروطة بالتّوصل إلى هدنة دائمة وإطلاق سراح كافة الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية، وهو شرط وصفه البعض بـ”المستحيل” بالنسبة لإسرائيل.

استئناف الحرب

هذا واستأنفت إسرائيل ضرباتها الجوية وحملتها العسكرية البرية، يوم الجمعة الفائت، بعد الهدنة المؤقتة التي جرى التّوسط لها في الدوحة وأسفرت عن وقف القتال لمدة 7 أيام.

الهدنة التي بدأت في 24 نوفمبر، تم بموجبه إطلاق سراح نساء وأطفال ومحتجزين أجانب ممن احتجزتهم “حماس” في هجومها المباغت. وفي المقابل أفرجت إسرائيل عن عدد من المحتجزين الفلسطينيين في سجونها من بينهم نساء.

لكن طرفي الصراع تبادلا الاتهامات بالتّسبب في انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا وتم تمديدها مرتَين قبل أن يفشل الوسطاء في إيجاد طريقة لتمديد ثالث. ويُقدر مجموع إطلاق الرهائن بـ 110 منذ بدء النزاع، بما في ذلك 105 خلال الهدنة المؤقتة، في حين لا يزال هناك 136 رهينة لدى “حماس” ومجموعات تابعة لها وفق السلطات الإسرائيلية.

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، تنفيذ 200 غارة على قطاع غزة الليلة الماضية.

وشنّ الجيش الإسرائيلي، الأحد، ضرباتٍ في شمال وجنوب قطاع غزة، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية. وتقول إسرائيل إن عناصر “حماس” “يختبئون في المناطق المأهولة بالسكان”، فيما تضغط على المدنيين في مساحات أصغر من الأراضي، مع تضاؤل الخيارات أمام مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يبحثون عن ملجأ آمن.

وطبقا للتقارير الصحفية، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، تنفيذ 200 غارة على قطاع غزة الليلة الماضية وتدمير “بنى تحتية إرهابية”، فيما قالت السلطات الصحية في القطاع إن عدد قتلى الغارات الإسرائيلية وصل إلى نحو 15.523 شخصا منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأوضح بيان للجيش الإسرائيلي، أنه “تم تنفيذ 200 غارة الليلة الماضية”، بجانب “تدمير بنى تحتية إرهابية داخل مدارس شمالي قطاع غزة”، مضيفا في بيان مرفق بمقاطع فيديو لضربات إسرائيلية، أنه تم “القضاء على مجموعة مخربينَ في جباليا، ومهاجمة مستودع معدات قتالية انطلقت منه المجموعة”.

من جانب آخر، كشفت السلطات الصحية في غزة، أن عدد القتلى الفلسطينيين نتيجة الغارات الإسرائيلية بلغ 15523 شخصاً، أغلبهم من النساء والأطفال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة