القيادي البارز في “الحرس الثوري الإيراني” رضي موسوي الذي قُتل يوم الاثنين الماضي في غارة إسرائيلية، يبدو أن مقتله تمثل ضربة موجعة لإيران، نظراً لكونه من أقدم القادة بالحرس ولكونه رفيق درب قاسم سليماني من طرف آخر. 

لكن اللافت في الأمر، أن قيادي إيراني سابق كشف اليوم أن رضي موسوي، كان من أكثر الأشخاص المحببين إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وأصبح فيما بعد ظلاً لابنه بشار الأسد، الرئيس الحالي لسوريا، خلال عشرية الحرب السورية.

رضي موسوي والأسد

نحو ذلك، كشف النائب السابق لرئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني منصور حقيقتبور، أن القيادي في “الحرس الثوري” رضي موسوي كان من أحب الناس إلى حافظ الأسد، حيث كان الأخير “مغرماً جداً” بموسوي وكثيراً ما كان يستعين به في حل المشاكل.

وصرح حقيقتبور، الذي كان أيضاً قيادي سابق في “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني” لوكالة “تسنيم للأنباء” الإيرانية، أنه “ومن بعد حافظ الأسد، كان بشار الأسد يعتمد دائماً على مساعدة موسوي، وعندما كان تنظيم داعش الإرهابي ينشط في سوريا، كان موسوي ينشط على مدار الساعة إلى جانب بشار الأسد وقائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني”.

وأردف حقيقتبور والعضو السابق في المجلس الإسلامي أيضاً، أن القطاع الأمني ​​في البلاد كان دائماً مظلوماً، وقال: إن رضي موسوي خدم جبهة “المقاومة” منذ 3 عقود مضت في الجبهتين اللبنانية والسورية.

وأشار حقيقتبور إلى أنه “خلال خدمة موسوي في سوريا قمنا بتغيير نحو سبعة أو ثمانية سفراء، ومع احترامنا لجميع السفراء الموجودين لدينا في سوريا، فقد تولى موسوي بالفعل جميع المهام المهمة السياسية في هذا البلد”.

وقال النائب السابق لرئيس لجنة الأمن القومي التابعة للمجلس الإسلامي: إن قاسم سليماني رافقه رضي موسوي خلال رحلته الأخيرة إلى سوريا، وقام سليماني بتنسيق العمل المهم والاستراتيجي في سوريا معه.

وخلص حديثه بالقول: “الجميع متفق على أن جبهة المقاومة في سوريا وصلت إلى مستوى مقبول، ولا بد من القول إن جزءاً كبيراً من قوة هذه الجبهة اليوم يعود إلى موسوي”.

مقتل رضي موسوي

تزامناً مع اقتراب الذكرى الرابعة لمقتل قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، قاسم سليماني، أعلنت إيران مقتل اللواء رضي موسوي بـ”صواريخ إسرائيلية” في منطقة السيدة زينب في جنوب دمشق.

وحسب ما أوضح السفير الإيراني في سوريا حسين أكبري، الاثنين، فقد “استهدف منزله بثلاثة صواريخ إسرائيلية”، وبعدما دمّر المبنى “تم إيجاد جثمانه في ساحة البناء”.

السفير الإيراني ذكر أن “موسوي كان دبلوماسيا والمستشار الثاني في سفارة بلادنا، وكان لديه جواز سفر دبلوماسي وإقامة دبلوماسية هنا”، وأنه “تواجد الاثنين في الساعة الثانية ظهرا في السفارة الإيرانية في مكتب السفير”، قبل أن يتوجه إلى مكان إقامته. وتوعدت وزارة الدفاع الإيرانية بالرد القوي.

وأوضح السفير الإيراني أن “زوجة موسوي لم تكن في المنزل وقت مقتله، حيث تم استهداف منزله فيما يبدو بثلاثة صواريخ دمرت المبنى، وتم العثور على جثمانه في ساحة البناء”، بحسب وكالة “مهر” الإيرانية.

أقدم مستشاري “الحرس الثوري”

ووفق تقرير آخر لوكالة “تسنيم” الإيرانية، يعد رضي موسوي أحد أقدم مستشاري “الحرس الثوري” في سوريا ورفيق السلاح والدرب لقاسم سليماني.

وطبقا لوسائل إعلام إيرانية فإن موسوي يعتبر أعلى رتبة في “فيلق القدس” يُقتل خارج إيران بعد مقتل سليماني.

من جانبه، نعى “حزب الله” اللبناني الموالي لطهران، في بيان: “لقد كان رضي موسوي من خيرة ‏الإخوة الذين عملوا على دعم المقاومة الإسلامية في لبنان ‏لعشرات السنوات من عمره، متفانياً في خدمة المقاومة، وهو رفيق السلاح والدرب لقاسم سليماني”.

كما وأدانت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية في بيان، الاثنين، مقتل موسوي وقالت إنه “كان له دور أساسي ومحوري في دعم قوى المقاومة في المنطقة ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وقضيته”.

كذلك، دانت حركة “حماس” مقتل رضي موسوي، ، معتبرة أن “الهجوم اعتداء على سيادة دولة عربية”. وفي المقابل، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذا الأمر عندما سألته شبكة “سي إن إن” الأميركية، حيث لم يرد.

لكن المثير للدهشة اليوم، هو تصريح المتحدث باسم “الحرس الثوري الإيراني”، رمضان شريف، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء في فعالية تأبين رضي موسوي، حيث قال إن عملية “طوفان الأقصى”، التي شنتها “حماس” ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كانت ضمن عمليات الانتقام لاغتيال قاسم سليماني، متوعداً بأن إيران “تحتفظ بحق الانتقام في الوقت المناسب”.

بدورها، نفت “حماس” تصريحات رمضان شريف بأن عملية “طوفان الأقصى” جاءت رداً على مقتل قاسم سليمان، مضيفة في بيان اليوم الأربعاء: “تنفي حماس صحة ما ورد على لسان المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية، العميد رمضان شريف، فيما يخص عملية طوفان الأقصى ودوافعها”.

وأضاف البيان: “أكدنا مراراً دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى، وفي مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى…”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة