هجمات متبادلة من بين الأعنف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، طالت كييف وموسكو، لكن الشراسة اشتدت عقب استهداف مدينة بيلغورود الروسية الواقعة عند الحدود الأوكرانية، فما التفاصيل؟

في التفاصيل، وعشية رأس السنة، أي ليلة السبت المنصرم، قتل 25 شخصا روسيا، بينهم طفلان وأصيب 108 آخرون، إثر ه٠وم على مدينة بيلغورود الواقعة غىبي روسيا، اتهمت موسكو نظيرتها كييف بالوقوف خلفه، فيما لم تعلن الأخيرة صراحة تبنيها للهجوم.

بحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن الضربات الأوكرانية كانت “عشوائية” مُحدّدة الذخيرة المستخدمة في الهجوم على أنها “صواريخ مصاص دماء تشيكية الصنع وذخائر عنقودية من طراز أولكا”، قائلة إن الهجوم “لن يمر بدون عقاب”، مشيرة إلى التمكن من اعتراض صاروخَين اثنين و”معظم” القذائف التي أُطلقت على المدينة.

عقب الهجوم، دعت روسيا إلى عقد جلسة في “مجلس الأمن” الدولي وقالت: “الهجوم الإرهابي في بيلغورود سيكون موضع إجراءات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لقد طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن”.

بوتين يرغب بنهاية الغزو؟

ما لم يتحدث به “الكرملين”، هو أن الهجوم على مدينة بيلوغرود، وقع غداة قصف جوي استمر 18 ساعة على أنحاء أوكرانيا وأودى بحياة 39 مدنيا على الأقل، بحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأوكرانية، إذ أطلقت القوات الروسية 122 صاروخا وعشرات الطائرات المسيرة في هجوم وصفه أحد مسؤولي القوات الجوية الأوكرانية، بأنه “أكبر وابل جوي” في الحرب.

أمس الاثنين، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة لمستشفى عسكري، إن روسيا “ستكثف” ضرباتها على أهداف عسكرية في أوكرانيا، ردّا على استهداف بيلوغرود. “سنكثف ضرباتنا ولن تبقى أي جريمة تطال مدنيين من دون عقاب، هذا أمر مؤكد”.

رجال إطفاء يخمدون نيراناً بعد ضربة على مدينة بيلغورود الروسية – (ا ف ب)

بوتين أكد، أن “الضربات ستستهدف منشآت عسكرية (…) نقوم بذلك اليوم وسنواصل الأمر غدا؛ لأن ما حصل في بيلغورود هو عمل إرهابي”، متهما القوات الأوكرانية باستهداف “وسط المدينة تماما، حيث كان الناس يمشون قبل ليلة رأس السنة” واتهم كييف “باستهداف المدنيين عمدا”.

بوتين تحدث عن الوضع الميداني، بقوله، إن قوات موسكو استعادت “المبادرة الاستراتيجية على الجبهة الأوكرانية”، لافتا إلى أن موسكو ترغب بأن ينتهي النزاع “في أقرب وقت ممكن”، لكن “بشروطنا فحسب”، وفق ما نقلت عنه وكالة “تاس” الإخبارية.

الرد الروسي

سريعا بعد تصريحات بوتين، أعلنت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الثلاثاء، أن أنظمة الدفاع الجوي شاركت في التصدي لهجوم صاروخي روسي على المدينة، في أعقاب هجوم بطائرات مسيرة شنته روسيا قبل ساعات قليلة.

الجيش الأوكراني رفع حال التأهب في البلاد، في وقت حذّرت فيه القوات الجوية الأوكرانية من تهديد بإطلاق صواريخ “كروز”، مشيرة إلى وجود نحو 16 قاذفة استراتيجيّة من طراز “تي يو- 95” في الأجواء.

​​​​​​​وفي 24 شباط/ فبراير 2022، قامت روسيا بغزو أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهاء الاحتلال، “تخلّي” كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية مثل “الناتو”، وهو ما تعدّه الأخيرة “تدخلا” في سيادتها.​​​​​​​

زيلينسكي: “روسيا ستعاني الويلات”

إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة نشرتها مجلة “إيكونومست”، البارحة، إن فكرة فوز روسيا في الحرب، هي مجرد “شعور”، وإن موسكو ما زالت تعاني من خسائر فادحة في ساحة المعركة.

زيلينسكي أضاف أيضا، أنه لا توجد علامات حقيقية على اهتمام روسيا بالسلام، وأن أي مؤشر على رغبتها في إجراء محادثات يدل على نفاد الأسلحة والجنود منها، مردفا: “لا أرى إلا خطوات دولة إرهابية”.

أوكرانيون يعاينون الدمار الناجم عن غارات روسية على منطقة في إقليم دونيتسك أمس الاثنين – (أ.ف.ب)

الرئيس الأوكراني، أشار أيضا إلى، أن “ضرب القوة الروسية في شبه جزيرة القرم له أهمية شديدة لتقليص الهجمات على أوكرانيا تماما، مثل أهمية الدفاع عن المدن في شرق البلاد”.

وكان زيلينسكي قد تعهد، في رسالته للعام الجديد، أول أمس الأحد، “تدمير” القوات الروسية التي غزت بلاده قبل عامين تقريبا، قائلا: “في العام المقبل سيعاني العدو الويلات (…) أوكرانيا سيكون لديها مليون طائرة بلا طيار في ترسانتها عام 2024”.

غضب عوائل ااجنود الروس

إلى ذلك، ومع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا، ارتفعت أصوات أقارب الجنود الروس الذين تمت تعبئتهم في روسيا، مُطالبة بعودتهم، وبالتالي أضحى من الصعب على السلطات تجاهل هذه القضية الحساسة، لا سيما مع كثرة الاعتصامات وانتشار الرسائل المشحونة بالعاطفة التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب وكالة “فرانس برس”.

العديد من المجموعات المخصصة لأقارب الجنود الذين تمت تعبئتهم، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي في الأشهر الأخيرة، حيث تضم إحدى هذه المجموعات التي أُنشئت على “تليجرام” باسم “طريق العودة إلى المنزل” أكثر من 38 ألف متابع، والهدف هو الضغط والتحشيد لأجل وقف الغزو وإعادة الجنود أو المجندين الروس إثر التعبئة إلى عوائلهم.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصدر منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، مرسومين جمهويّين لتعبئة المواطنين الروس بصفوف الجيش الروسي، للقتال في أوكرانيا، وكان المرسوم الأخير قد صدر في أيلول/ سبتمبر الماضي، لتعبئة 300 ألف روسي للحرب.

أخيرا، وبعد ما يقرب من عامين على الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن القتال يتعثر على طول خط المواجهة إلى حد كبير بسبب الطقس الشتوي بعد أن فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في الصيف الماضي بتحقيق اختراق كبير على طول خط التماس الذي يبلغ طوله نحو ألف كيلومتر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات