يوما بعد يوم، تزداد الحياة في سوريا صعوبةً نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ أزيد من عقد، حيث باتت الأسرة السورية غير قادرة على تأمين الاحتياجات الأساسية للبقاء، بينما يراقب ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ في الأسواق من دون وجود مبرر لذلك.
الأسعار في سوريا لم تعد ترتبط بسعر تصريف الدولار مقابل الليرة السورية، كما كان سائدا قبل استقرار سعر التصريف، إذ تشهد الليرة استقرارا منذ أشهر عدة، لكن المعادلة السعرية لم تعد واضحة بالنسبة للمستهلك، الذي يراقب الصعود وينتظر الانخفاض، من دون وجود مؤشرات لزيادة الرواتب أو تفعيل الرقابة على الأسواق.
8 ملايين ليرة للغذاء
قبل أيام، قدّر أمين سر جمعية حماية المستهلك السورية، عبد الرزاق حبزة، أن العائلة السورية أصبحت تحتاج ما يصل إلى 8 ملايين ليرة سورية لتغطية تكاليف الغذاء، موضحا أن هذا الرقم، وفق حسبة بسيطة، هو الحد الأدنى لاحتياجات عائلة مؤلفة من 5 أفراد لتأمين مستلزمات الطعام والحاجات الأولية فقط.
حبزة كان قد أشار في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أنه لم يعد هناك رقم ثابت لمتوسط تكاليف المعيشة، والحد الأدنى لها، في ظل التضخّم الكبير وارتفاع الأسعار غير المسبوق.
وتابع، في حديث لصحيفة محلية، أن الدراسة الأخيرة بيّنت أن متوسط تكاليف معيشة الأسرة المكوّنة من 5 أشخاص وصلت لـ 5 ملايين ليرة سورية، لكن اليوم ليس هناك دراسة دقيقة، إذ إن الأسرة تحتاج ضعف هذا المبلغ ومن دون أيّ مبالغة، ومن الممكن أن يتجاوز ذلك إلى 12 مليون ليرة كحد أدنى.
ارتفاع الأسعار جاء في وقت تراجعت فيه القوة الشرائية في ظل ارتفاع التضخم، إذ انخفضت قيمة الليرة السورية انخفاضاً كبيراً بنسبة 141 بالمئة مقابل الدولار الأميركي في عام 2023، بينما بلغت نسبة ارتفاع تضخم أسعار المستهلكين بنسبة 93 بالمئة، وقد تفاقم هذا الوضع بسبب خفض الدعم الذي تقدمه الحكومة، بحسب تقريرٍ للبنك الدولي.
أسعار غير مبررة
المعضلة الأكبر بالنسبة للسوريين في سوريا، لا تقف فقط عند تدني مستوى الدخل، الذي يصل بحده الأدنى إلى نحو 280 ألف ليرة، حيث تشهد الأسعار ارتفاعات متتالية من دون مبرر لذلك، بينما يشهد سعر الليرة السورية أمام الدولار استقرارا منذ أشهر، وهو ما يطرح تساؤلات حول دور فِرق الرقابة والتفتيش لضبط الأسواق.
حبزة، ذكر أنه من الغريب أن الخضار والفواكه، الألبان والأجبان، أسعارها مرتفعة وهي في مواسمها، مشيرا إلى ارتفاع سعر كيلو البندورة لـ 10 آلاف ليرة، بينما كان قبل أيام بـ 5000 ليرة، وهو ما يشير إلى ارتفاع بنسبة 100 بالمئة على الخضار والفواكه، في حين ذكر موقع “غلوبال” المحلي، أن التهريب إلى لبنان يقف خلف ارتفاع أسعار الألبان والأجبان في سوريا.
ارتفاع الأسعار لم يتوقف عند المواد الغذائية، إذ عملت الحكومة السورية مؤخرا على رفع أجور العديد من الخدمات، مثل الانترنت والاتصالات، بينما تعتزم جمعية المأكولات الشعبية رفع أسعار المأكولات في المطاعم الشعبية بمختلف أصنافها بنسبة 75 بالمئة، ناهيك عن رفع أسعار عدد من الخدمات التي تقدّمها المقاهي وصالونات الحلاقة ومغاسل السيارات وغيرها مؤخرا.
- فصائل المعارضة تواصل التقدم في حماة وحلب.. ماذا أحرزت؟
- فرح في الشمال وحذر في الوسط: كيف يرى السوريون تغير الخارطة العسكرية؟
- بعد نفي “الحشد الشعبي” الدخول لسوريا.. بيان غربي لـ”خفض التصعيد”
- التطورات في شمالي سوريا: كيف انعكست على المحافظات الأخرى؟
- دبلوماسي تركي: العملية العسكرية تمهد لحل سياسي.. هل يستجيب الأسد؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.