بعد التصعيد الإسرائيلي على “حزب الله” اللبناني، واستهداف قادة ومواقع في سوريا، بدأ الحديث عن تراجع العلاقات السورية الإيرانية، في ظل اعتماد دمشق سياسة الحياد تجاه ما حدث من تصعيدٍ في المنطقة واستهداف إسرائيل لإيران.
هذا التصعيد تزامن أيضا مع جهود سورية روسية لتحجيم دور الميليشيات الإيرانية و”حزب الله” في الأراضي السورية، خاصة في المناطق المحاذية للجولان السوري المحتل، ومحافظة دير الزور، التي تُعتبر معقلا لـ “الحرس الثوري” الإيراني.
بيان إيراني
تقارير وأخبار تحدثت عن استياء إيراني من سلوك دمشق في ظل الأحداث الأخيرة التي تجري في المنطقة، بينما نُشر تصريح منسوب لـ “مكتب مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية “علي أكبر ولايتي، عبر بعض قنوات التواصل الاجتماعي، دفع طهران إلى نفي تدهور العلاقات مع دمشق.
مكتب ولايتي، وصف ما تردد في بعض وسائل الإعلام على لسان مستشار “قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية” حول العلاقات الإيرانية- السورية، بأنها “أخبار كاذبة ومجهولة المصدر، وهدفها تدمير العلاقات بين إيران وسوريا”.
“الحكومة السورية هي حكومة ثورية ومعادية للصهيونية وإحدى الحلقات الأساسية في سلسلة المقاومة، وبشار الأسد شخصية مؤثرة تؤمن بالمقاومة وتدعمها خاصة ضد الكيان الصهيوني”، وفق بيان مكتب ولايتي.
البيان ذكر أنه قد تم نشر أخبار كاذبة ومعلومات مجهولة المصدر في بعض قنوات المراسلة على لسان “مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية” علي أكبر ولايتي، وذلك بهدف تدمير العلاقات بين إيران وسوريا.
واعتبر البيان أن الأخبار المذكورة وجميع المحتويات المنشورة غير صحيحة بالأساس وملفّقة بالكامل، مشيرا إلى أنه ستتم متابعة هذا الأمر من خلال الجهات المختصة.
توازن إقليمي
هذا البيان يأتي في وقت تحاول فيه دمشق عدم جرّ سوريا إلى حرب مع إسرائيل، فهي تتبع سياسة النأي بالنفس، إضافة إلى أن الوقت مناسب بالنسبة لها لكف يد إيران عن سوريا والتوجّه إلى دمج نفسها في المجتمع الدولي.
بالنسبة لطهران، فهي قلقة من التقارب العربي مع دمشق، وميول الرئيس السوري بشار الأسد تجاه الحضن العربي، الذي يأتي ضمن استراتيجية دمشق لتحقيق توازن إقليمي يحقق مصالحها.
عيّنت كلٌّ من السعودية والإمارات سفيرين لهما في دمشق في وقت سابق من هذا العام، بينما أصبحت إيطاليا أول دولة في الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع تستعيد علاقاتها رسمياً مع سوريا في تموز/يوليو الماضي.
طهران أدركت مبكرا توجّه دمشق، ومن خلفها موسكو، إذ بدأت تحاول الضغط على سوريا، لكن ذلك جاء في وقت تراجعت فيه قوتها في الإقليم بفعل الضربات الإسرائيلية، بينما يتعرض “حزب الله” في لبنان لضربات موجعة.
مع نهاية شهر آب/أغسطس، اشتدت أزمة المحروقات في سوريا، ما أحدث أزمة في البلاد، أثرت على جميع مناحي الحياة فيها، ما يدل على ممارسة إيران، المورّد الأساسي للمحروقات لدمشق، ضغوط على سوريا.
هذه الضغوط لم تثنِ السلطات السورية عن المُضي في استغلال وضع المنطقة، حيث عمدت إلى تقييد تحركات الميليشيات و”حزب الله” ضمن الأراضي السورية والاستيلاء على مستودعات أسلحة وذخائر، إضافة إلى إغلاق مكاتب تجنيد لـ “الحزب”.
“المرصد السوري لحقوق الإنسان”، قال قبل أيام، إن تعليمات واضحة نقلتها روسيا لـ الأسد تفيد بضرورة تخلّيه عن إيران، كون هناك قرار بتصفية جميع قادتها وقادة “حزب الله” في سوريا ولبنان.
قبل أيام، قيدت وزارة الداخلية السورية دخول العراقيين إلى سوريا، إذ حصرت ذلك بالحصول على موافقة مسبقة، في خطوة تعكس نيّة دمشق منع دخول عناصر الميليشيات إلى أراضيها.
- حماة تدخل بوضع جديد.. وحراك سياسي دولي بعد التطورات في سوريا
- تبعات “ردع العدوان” تظهر في دمشق ودير الزور.. ماذا جرى؟
- وسط انهيار كامل للجيش السوري.. فصائل المعارضة تتقدم في ريف حماة
- دمشق تتواصل مع السعودية ومصر وهذه آخر التطورات الميدانية بحلب
- “ردع العدوان”.. ما هي الأسباب التي أدت إلى التقدم السريع للمعارضة؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.