في أعقاب التحول السياسي في سوريا، بدأت وفودٌ دولية، رفيعة المستوى، بالوصول إلى دمشق، حيث وصل وفد بريطاني لإجراء محادثات مع السلطات السورية المؤقتة ومجموعات المجتمع المدني بعد سقوط نظام الأسد.
وعقد دبلوماسيون بريطانيون، بمن فيهم الممثل الخاص للمملكة المتحدة في سوريا، آن سنو، أمس الاثنين، محادثات مع قائد “إدارة العمليات العسكرية” في سوريا، أحمد الشرع.
رفع العقوبات
الشرع التقى مع مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، ستيفن هيكي، والمبعوثة البريطانية إلى سوريا، آن سنو، وهو أرفع وفد غربي يزور دمشق منذ الإطاحة بالأسد.

ودعا الشرع المملكة المتحدة إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا بعد إسقاط نظام الأسد، وذلك خلال لقائه مع وفد رفيع من وزارة الخارجية البريطانية في دمشق.
الشرع تحدث عن دور بريطانيا المهم دولياً وضرورة عودة العلاقات بينها وبين سوريا، مشيراً إلى أهمية رفع كل العقوبات المفروضة على سوريا بهدف تمكين السوريين في دول العالم من العودة إلى بلادهم، بحسب “إدارة العمليات العسكرية”.
وأشار، خلال اللقاء مع الوفد البريطاني، إلى أن النظام السابق دمّر كل شيء في سوريا، بما في ذلك مؤسسات الدولة، واستهدف جميع الطوائف، مؤكداً على ضرورة بناء دولة القانون والمؤسسات وإرساء الأمن.
الشرع قال إن ما حدث في سوريا هو “انتصار للشعب المظلوم على الظالم المجرم، وأن هذا الانتصار تحقق دون تدمير البنى التحتية ودون أي نزوح”.
ماذا تريد بريطانيا؟
الاجتماع جاء بعد أن أعلن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الأحد الماضي، إرسال وفد لإجراء محادثات مع السلطات السورية المؤقتة ومجموعات المجتمع المدني بعد سقوط نظام الأسد.

وقال لامي في تصريح لوسائل إعلام بريطانية: “هيئة تحرير الشام تظل منظمة إرهابية محظورة في المملكة المتحدة، لكن يمكننا إجراء اتصالات دبلوماسية معها، لذلك لدينا اتصالات دبلوماسية تهدف خصوصاً لضمان إنشاء حكومة تمثيلية وتأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا”.
تُعتبر “هيئة تحرير الشام” محظورة حاليا في المملكة المتحدة كـ “منظمة إرهابية”، لكن أحمد الشرع يسعى للنأي بالجماعة وتقديم صورة أكثر اعتدالا للعالم، مما دفع البعض للمطالبة برفع الحظر عنها.
“نريد أن نرى حكومة ذات صفة تمثيلية، حكومة جامعة، ونريد أن نرى مخزونات الأسلحة الكيميائية مؤمنة ولا تستخدم، ونريد أن نضمن عدم استمرار العنف”، بحسب الوزير البريطاني.
وأوضح أنه “لكل هذه الأسباب، وباستخدام جميع القنوات المتاحة لنا، وهي قنوات دبلوماسية واستخبارية بالطبع، فإننا نسعى إلى التعامل مع هيئة تحرير الشام في كل ما يقتضيه الأمر”.
تعتزم بريطانيا العمل دبلوماسياً للمساعدة في ضمان حُكمٍ أفضل لمستقبل سوريا، وفق لامي، الذي شدد على ضرورة أن تجمع الحكومة السورية المستقبلية جميع الأطراف لتحقيق الاستقرار والاحترام الذي يستحقه الشعب السوري.
وجاءت زيارة الوفد البريطاني بعد تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن مسؤولين أميركيين أجروا محادثات مع الجماعة رغم تصنيفها من قبل وزارة الخارجية كـ “منظمة إرهابية” أجنبية.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

الشرع.. أول رئيس سوري يزور إدلب منذ سبعينيات القرن الماضي

مؤتمر باريس حول سوريا ينتهي دون موافقة أميركية.. ما توجه إدارة ترامب تجاه دمشق؟

هل أعاد الشرع تحالف دمشق مع روسيا لضبط الساحل السوري؟

الشرع يتلقى اتصالاً من بوتين.. والشيباني يزور العراق قريباً
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول سياسة

درعا تُعيد بناء نفسها.. حملة تبرعات للمستشفيات والبدء بإزالة آثار الحرب

الشرع.. أول رئيس سوري يزور إدلب منذ سبعينيات القرن الماضي

طهران تتلقى “رسائل إيجابية” من الشرع.. تفاصيل

الشيباني من باريس يكشف مصير الأسد والعقود الروسية والبعثات القنصلية

السجناء السوريون بلبنان يضربون عن الطعام.. وهذا مطلبهم

وسط استياء شعبي.. روسيا تؤكد استمرار المفاوضات على وجودها العسكري في سوريا

مؤتمر باريس حول سوريا ينتهي دون موافقة أميركية.. ما توجه إدارة ترامب تجاه دمشق؟
