كشفت وزارة الداخلية السورية، عن حيثيات إقدام وزير الداخلية الأسبق، محمد الشعار، على تسليم نفسه لقوات الأمن العام، أمس الثلاثاء. 

ويُعتبر الشعار، الذي تولى وزارة الداخلية في حكومة عادل سفر، أحد المطلوبين على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم وانتهاكات خلال سنوات خدمته في ظل النظام المخلوع، حيث تقلّد عدة مناصب. 

ملاحقة أمنية

وزارة الداخلية، قالت إن وزير الداخلية الأسبق، محمد الشعار سلّم نفسه للأمن العام بعد ملاحقته أمنيا ومداهمة مواقع اختبائه.

وزير الداخلية الأسبق في عهد النظام المخلوع، محمد الشعار، يظهر في المنتصف بعد تسليم نفسه للسلطات السورية – انترنت

الوزارة أوضحت في بيان عبر “فيس بوك”، أن “وزير الداخلية في حكومة النظام البائد، محمد الشعار، سلّم نفسه لإدارة الأمن العام في الجمهورية العربية السورية، بعد ملاحقات من قبل إدارة الأمن ومداهمة مواقع اختبأ بها خلال الأيام الماضية”. 

وجرى تداول صورة ومقطعا مصورا، على مواقع التواصل الاجتماعي للشعار، أمس الثلاثاء، تظهر الشعار بعد تسليم نفسه لقوات الأمن العام، إذ ظهر الشعار في المقطع المصور داخل سيارة برفقة الأمن العام، بينما أكد أحدهم أنه لم يتعرض لأي مضايقات. 

الوزير الأسبق، الذي تولى حقيبة وزارة الداخلية عقب اندلاع الثورة السورية، قال في مقطع مصور، إنه سلّم نفسه “طواعية”، مشيرا في تصريحات تلفزيونية، إلى استعداده “للحديث بشفافية” مع السلطات الجديدة. 

وأضافت: “أنا كتاب مفتوح، سأتوجه إلى القيادة في دمشق لأدلي بما لدي، وأجيب عن الأسئلة بشفافية ووضوح”. 

وزعم الشعار أن وزارة الداخلية كانت مسؤولة فقط عن السجون الرسمية، وأنه ليس لها سجون مخفية. 

من هو الشعار؟

محمد الشعار من مواليد مدينة الحفة في ريف اللاذقية عام 1950، وانتسب للجيش والقوات المسلحة عام 1971، إذ تدرج بالرتب العسكرية، وتولى عدة مناصب في شعبة المخابرات العسكرية، بحسب موقع “مع العدالة“.

 وتولى مسؤولية الأمن في طرابلس بلبنان في ثمانينيات القرن الماضي، ورئيس “الأمن العسكري” في طرطوس، ورئيس فرع “الأمن العسكري” في حلب، إضافة إلى رئيس “فرع المنطقة 227” التابع لـ “شعبة المخابرات العسكرية” عام 2006، ثم تولى رئاسة “الشرطة العسكرية”.  

في 14 نيسان/أبريل 2011، أي بعد نحو شهر من اندلاع الثورة السورية، تولى الشعار حقيبة وزارة الداخلية حتى تشرين ثاني/نوفمبر 2018، حيث جعل من بعض المخافر ومراكز شعبة الأمن السياسي أهدافاً لأعمال تخريبية مفتعلة تم إلصاقها بالمتظاهرين السلميين، وخاصة في مدينة حماة، حيث نسّق مع أجهزة المخابرات تلك الاعتداءات التي تسببت في مقتل عناصر من قوى الأمن الداخلي بهدف إظهار المحتجين السلميين على أنهم قتلة، وفق “مع العدالة”. 

وكان الشعار أحد أعضاء “خلية الأزمة”، وهو الوحيد الذي نجا من التفجير في “مكتب الأمن الوطني” بدمشق في 18 تموز/يوليو 2012، والذي أدى إلى مقتل: العماد داوود راجحة وزير الدفاع، ونائبه العماد آصف شوكت، والعماد حسن تركماني، واللواء هشام بختيار مدير مكتب الأمن الوطني.

وأُطلق على الشعار لقب “سفاح طرابلس”، بعد أن ارتكبت القوات السورية تحت إشرافه في طرابلس “مجزرة باب التبانة” في كانون الأول/ديسمبر 1986، والتي راح ضحيتها نحو 700 مدني من أهالي المدينة، بعضهم من الأطفال، حيث كان يعمل في لبنان إلى جانب غازي كنعان وعلي حيدر، وعلي عيد، وطارق فخر الدين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
2 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات