درءاً لخطر انتشار فيروس كورونا المستجد في مدينة #الرقة، اتخذت #الإدارة_الذاتية  مجموعة من الإجراءات الوقائية، كان أبرزها فرض حظر التجول في جميع مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا، اعتباراً من يوم الاثنين، الثالث والعشرين من أذار/مارس، وإغلاق كافة المرافق العامة وأماكن التجمعات، باستثناء المراكز الصحية والمحلات الغذائية والأفران.

كما أوقف “مجلس الرقة المدني” كافة فعالياته وأنشطته في المدينة، منعاً للتجمعات والازدحام، وقام بتشكيل “خلية أزمة” بالتعاون مع القوى العاملة على الأرض، لتوجيه الأهالي وتعقيم المنشآت والمرافق العامة في المدينة والقرى النائية.

 

إجراءات وقائية

“مصطفى المحمد”، ناشط من مدينة الرقة، قال لموقع «الحل نت» إن «”الخلية”، ومنذ اللحظات الأولى من تشكيلها، بدأت المرحلة الأولى من أعمالها بتعقيم المدارس ودور العبادة والمشافي والدوائر التابعة للإدارة، وإغلاقها احترازياً لمدة ثمانٍ وأربعين ساعة، عقب الانتهاء من تعقيمها. يتم ذلك عبر قيام فرق تعقيم مختصة بغسل المكان بالماء، ومن ثم رشّه بواسطة محلول “بيو باك”. وستشمل المرحلة الثانية التعقيم الخارجي للمرافق العامة وباصات النقل الداخلي والأسواق وأماكن تجمّع المدنيين».

ويضيف “المحمد” أن «الخلية أصدرت عدة توجيهات للوقاية من الفيروس، كان أبرزها إغلاق كافة المقاهي ومراكز التجمع والمطاعم والكافتيريات ونوادي الرياضة وصالات الإنترنت المغلقة، إضافة لمنع زيارات المرضى في المشافي العامة والخاصة، والحفاظ على النظافة العامة، ولا سيما نظافة الجسم».

مشيراً إلى «قيام الخلية أيضاً بإنشاء نقاط طبية على مداخل المدينة، وتجهيزها عدة غرف حجر صحي في “المشفى الوطني” و”مشفى الطبقة” لعزل الأشخاص المشتبه بإصابتهم بالفيروس» وفقاً لقوله.

من جهته عبّر حسن العبد الله، وهو من سكان مدينة الرقة، عن طمأنينته، خلال حديثه لموقع «الحل نت»، قائلاً إن «الاهتمام الذي أبدته الإدارة من خلال الإجراءات التي قامت بها، من فحوصات مجانية وافتتاح مراكز صحية جديدة وتعقيم المدارس، يشعرنا بالطمأنينة، ويهدّئ مخاوفنا من وصول الفيروس لمناطقنا».

حملات التوعية

لم تقتصر جهود “الخلية” على تعقيم المنشآت والمرافق العامة في المدينة فحسب، بل تعدى ذلك إلى إطلاق عدة حملات توعية، وتقديم الدعم للأهالي في القرى النائية وقاطني المخيمات.

يقول أحمد الشيخ، طبيب في مخيم “أبو قبيع”، لموقع «الحل نت» إن «”لجنة الصحة” في “الطبقة” نظمت حملة توعية لسكان المخيمات، خلال الإسبوع الجاري، عن الفيروس وإجراءات الوقاية منه، وطريقة العزل الذاتي في حال الشعور بأعراض المرض، ومراجعة النقطة الطبية بشكل مباشر».

وأكد أن «اللجنة قدمت مساعدات للوقاية من الفيروس، مثل القفازات والكمامات الطبية، وانشأت غرفة حجر صحي بداخل المخيم، لعزل المشتبه بإصابتهم بشكل مؤقت، إلى حين نقلهم لمشفى “الطبقة”، والتأكد من سلامتهم».

كما قام أطباء من “لجنة الصحة” بعدة حملات توعية في مراكز إيواء النازحين بـ”الطبقة”، ومن ضمنهم مخيم “المحمودلي”، الذي يضمّ آلاف النازحين، بحسب نورس إبراهيم، الرئيسة المشتركة للجنة الصحة في منطقة الطبقة، التي أوضحت أن أعمال التعقيم في “الطبقة” مستمرة. وبرّرت البدء بتعقيم مؤسسات “الإدارة” بكونها أكثر الأماكن ازدحاماً بالمراجعين، وفقاً لوصفها.

وتداولت عدة مواقع خبر عدم تأمين الجهات المعنية للمواد الطبية والوقائية لـ”مخيم المحمودلي” في مدينة “الطبقة”، وغياب حملات التوعية للقاطنين فيه.

تسجيل حالات إصابة بالفيروس قرب الرقة

على الرغم من عدم تسجيل أي حالة إصابة بالفيروس في مناطق الإدارة الذاتية، إلا أن الأهالي ما زالوا قلقين بسبب سوء الوضع الصحي وضعف الرعاية في مناطق الرقة القريبة منهم، الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.

(أ.د) طبيب في ناحية “معدان”، أكد لموقع «الحل نت» أن «ضابطين وثلاثة عناصر من القوات الحكومية في البلدة ظهرت عليهم أعراض الفيروس، وسرعان ما تم نقلهم إلى مشافي محافظة دمشق، في ظل تكتم الجهات الرسمية، وغياب الإجراءات الوقاية وحملات التوعية في المنطقة». مناشداً المنظمات الدولية بتحمّل المسؤولية وتقديم المواد الوقائية.

من جهته عبّر عبد النصير أبو بكر، رئيس “فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية”، في حديث لشبكة CNN، عن قلقه حيال نقص حالات الإصابة المعلنة بفيروس “كورونا” في سوريا، مؤكداً على انتشار الفيروس في البلاد بسبب السفر من وإلى إيران، ومتوقعاً حدوث تصاعد في الإصابات عاجلاً أم آجلاً. حسب تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.