بهاء الحريري بديلا عن شقيقه سعد.. ما الذي ينتظر النفوذ الإيراني في لبنان؟

بهاء الحريري بديلا عن شقيقه سعد.. ما الذي ينتظر النفوذ الإيراني في لبنان؟


يكتمل مشهد خروج رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من الساحة السياسية في لبنان بدخول شقيقه بهاء الحريري (الابن الأكبر لرئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري) المعترك السياسي، بعدما أعلن يوم الجمعة الماضي، أنه سوف يستكمل مسيرة والده رفيق الحريري.

حيث شكل إعلانه، مؤشرا إضافيا على طبيعة المرحلة المقبلة، وسط تساؤلات عما إذا كان سينجح في اجتذاب جمهور تيار المستقبل والحريرية السياسية.

فراغ يصعب ملؤه؟

ووفقا لمراقبين للوضع في لبنان، فأن بهاء الحريري سيدخل المعترك السياسي اللبناني بشكل مباشر من بوابة الانتخابات النيابية إلا أن مصادر “تيار المستقبل” أشارت لصحيفة “البناء” إلى أنه “لا يمكن سد الفراغ الذي خلفه الرئيس سعد الحريري و”تيار المستقبل”، وإن كان بهاء الحريري، فالأحجام معروفة ولا يمكن دخول قوى جديدة لا نعرف عنها شيئا”.

وفي سياق ذلك كتبت صحيفة “نداء الوطن”، “اكتمل اليوم السنّي الحافل بالمواقف المتلقفة لكرة نار، العزوف السياسي والانتخابي للحريري، بدخول شقيقه بهاء على ساحة الأحداث من بوابة إشهار عزمه على حمل راية الحريرية السياسية واستكمال مسيرة والده”، وهو الذي قال في كلمة متلفزة: “سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأي تضليل أو تخويف من فراغ على مستوى أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني يخدم فقط أعداء الوطن، فما بالكم التخويف بالفراغ في أكبر طائفة في لبنان التي لي شرف الانتماء إليها”.

وتابع “عائلة الشهيد رفيق الحريري الصغيرة كما عائلته الكبيرة لم ولا ولن تتفكك، وبالشراكة والتضامن سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليها، فيما بدا أنها إشارة إلى جماعة “حزب الله” المدعومة من إيران والتي ينتقدها بشدة “.

ومهّد بهاء الحريري لخطوته هذه، بتعيين صافي كالو ممثلا سياسيا له في لبنان، الأمر الذي طرح تساؤلات حول السبب وراء إقدامه على هذه الخطوة في هذا التوقيت بالذات واختيار شخصية وازنة مثل كالو، الذي تربطه به علاقة وطيدة منذ عقود، وفتح المجال أمام سيناريوهات عدة، حول ما إذا كان سيهيئ كالو الأرضية السياسية لبهاء ويحضر جدول لقاءاته واجتماعاته، وذلك قبيل مجيئه المحتمل إلى بيروت.

وطرح اسم بهاء الحريري أكثر من مرّة خلال السنوات الماضية، لوراثة سعد، خصوصا مع تأسيسه لعدد من وسائل الإعلام المحليّة، إضافة إلى العلاقات التي تجمعه بالسعودية والإمارات.

يقول الصحفي اللبناني ربيع جدم، في حديث لـ “الحل نت” إن “بهاء الحريري رجل اقتصادي ناجح، ولكن ليس له حضور في المجال السياسي كثيرا، والنسبة الكبرى من السنة في لبنان، يرون فيه الخلاص ويشاركهم بذلك المسيحين أيضا”، مشيرا هنا إلى “زيارات سمير جعجع المتكررة إلى السعودية مؤخرا، حيث كانت لتزكية اسم بهاء الحريري، من وجهة نظره، لأن شقيقه سعد فشل في ذلك، حتى أن حلفائه في لبنان انتقدوا فشله والخليج أيضا”.

وأضاف أن “بهاء لا يمكنه أن يغير كثيرا في المشهد حتى وأن تسلم السلطة، فهو لا يستطيع مواجهة إيران”، ويرى المتحدث أن “الحل في لبنان، يكمن بحل المفاوضات مع إيران ليس فقط ما يتعلق بالملف النووي، وإنما في عدة ملفات أخرى أبرزها وجود “حزب الله”.

الانتخابات النيابية هي الحد الفاصل؟

من جهته، تحدث الصحفي، آلان سركيس لـ “الحل نت” قائلا إن “بهاء الحريري بدأ قبل فترة ليست ببعيدة، بنشاط سياسي وإعلامي من خلال ما يعرف بسوى لبنان (تنظيم قام بتشكيله) خوض الانتخابات بالدوائر السنية بشكل خاص وكافة الدوائر في لبنان، وفيما يتعلق بتوليه لزعامة السلطة، ستكون الانتخابات النيابية المقبلة هي الحد الفصل في ذلك، لأن انسحاب شقيقه سعد من المشهد السياسي، لا يعني أن بهاء سيحل مكانه، وهنا يجب الوقوف على نقطتين لنعرف أن بهاء الحريري قد أصبح زعيم السلطة في لبنان”.

وتابع في هذا السياق “الأولى، هل سيتمتع بغطاء الدول الإقليمية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج، أما داخليا فهل سيكون قادر على دخول الانتخابات ويخترق كافة المناطق السنية وليس منطقة واحدة فقط، لكي يستطيع تشكيل كتلة، وتحقيق نتائج متوافقة مع الواقع السني والوطني بشكل عام”.

صدامات جديدة؟

بالنسبة لوقوع صراعات على الساحة اللبنانية، يقول سركيس، إنه “أمر متوقع حدوثه وخاصة أن الساحة اللبنانية مضطربة، ولا يوجد فيها استقرار بوجد حزب مسلح مثل “حزب الله” الذي يحاول دائما فرض كل شي يريده بقوة السلاح، وفي المقابل يوجد فريق يحاول مواجهته سلميا، لكن الحزب يسعى دائما لخلق صدامات على أرض الواقع تكون في خدمة مصالحه”.

وضرب مثالا هنا على إقدام مسلحي الحزب و”حركة أمل” في 14 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، على اقتحام منطقة عين الرمانة الموالية ل”حزب القوات المسيحي” اللبناني، المناهض لـ “حزب الله” وإيران.

وتابع أنه “توجد عدة فرق تبحث عن صدامات على الأرض اللبنانية وأكثر فريقين يسعون لخلقها هما “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” المسيحي بهدف تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة في أيار القادم، والتي ستكون نقطة تغير كبيرة لجميع القوى والأحزاب في لبنان”.

وأضاف أن “لبنان يقع تحت النفوذ الإيراني، بفضل رئاسة الجمهورية، وسيطرة “حزب الله” على الأغلبية البرلمانية، وأن مواجهة هذا النفوذ سيكون عبر الانتخابات النيابية المقبلة، فإذا نجحت القوة المناهضة لـ “حزب الله” بخطف الأغلبية البرلمانية سيكون ذلك خسارة كبيرة للنفوذ الإيراني والحزب، ولكن إن لم تستطع توحيد نفسها فستكون خسارة كبيرة عليها هي الأخرى”.

مواجهة النفوذ الإيراني في لبنان والصراع معه

أما بالنسبة للقوة التي تواجه النفوذ الإيراني في لبنان وخصوصا بعد اعتزال سعد الحريري السياسة، يقول سركيس، “بالدرجة الأولى “القوات اللبنانية” بقيادة سمير جعجع، والتي تحظى بدعم وعطف شعبي واسع وليس فقط مسيحي سني، وإنما كل ما كان يعرف بـ “قوى 14 آذار”، كما هناك البطريرك الراعي في الساحة المسيحة، وبهاء الحريري في الساحة السنية ووليد جنبلاط في الساحة الدرزية والذي اختار الاصطفاف مع “القوات اللبنانية”، إضافة لوجود معارضين شيعة أيضا، وبعض تنظيمات المجتمع المدني”.


ورأى المتحدث أن “الوقت كفيل بكشف كل التحالفات، لكن الأرجح أن بهاء يطمح إلى بناء شبكة من العلاقات والكتل الانتخابية في كل لبنان، في حين أن المعركة على الساحة السنية ستكون الأصعب هذه المرة”.

ويتسلح بهاء الحريري بخطاب سياسي ثابت ضد “حزب الله” وبخطاب ينتقد المنظومة السياسية، ويحاول البناء على حالة اليأس التي تضرب البيئة السنية، والتي تفتقد إلى قيادة صلبة بعد الضربات التي تلقاها سعد الحريري وأفقدته جزءا كبيرا من وزنه وحجمه الداخلي والإقليمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.