أشارت وثيقة مسربة وصفت بأنها سرية للغاية، نشرها موقع ” راديو فردا”، إلى أن المجتمع الإيراني في حالة انفجار، وأن الاستياء الاجتماعي ازداد بنسبة 300 بالمائة خلال العام الفائت، وتشير الوثيقة إلى تداول هذه المعلومات في اجتماع لما يعرف بـ” مجموعة العمل للوقاية من أزمات الأمن المعيشي”.

وأوضحت الوثيقة أن الاجتماع جرى في مقر يعرف بـ” مقر ثار الله “، وهو مقر تابع للحرس الثوري الإيراني، وعقد برئاسة العميد حسين نجات نائب قائد المقر، في نهاية تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي 2021، وضم ممثلين عن كل من، مكتب المدعي العام في طهران، ومخابرات طهران، وشرطة الأمن الإيراني، ومخابرات الباسيج الاقتصادية، وفيلق سيد الشهداء، وفيلق الرسول، وباسيج النقابات، وجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني.

ونقل الموقع، عن الوثيقة، أن أحد المشاركين في الاجتماع أكد أنه تم إجراء مسح في المجتمع الإيراني، يظهر أن الوضع المجتمعي في حالة انفجار، وتحدث المشارك عن حالة عدم الثقة في السلطة من خلال الاهتزاز الشديد في وضع سعر السيارات والبورصة.

ما هي أسباب الانفجار في وجه المرشد والنظام؟

تشير الوثيقة المسربة، إلى أن أحد أسباب هذا الانفجار هو التضخم الاقتصادي، والمتأخرات القانونية، والاضطرابات الاجتماعية، وهناك أسباب أخرى مختلفة، بعضها داخلية وأخرى خارجية.

ففي الداخل يعاني الشعب الإيراني من أزمات متعددة، منها أزمة نقص المياه في جنوب غرب البلاد، والتي رافقتها مظاهرات ضد الحكومة في منتصف العام الماضي، سقط على إثرها قتلى وجرحى، كما أن لملفات الفساد حصة كبيرة في معاناة الإيرانيين، وهذه الملفات أدت لإيجاد طبقة من الأغنياء على في مقابل إفقار جزء كبير من الشعب، وهذه الفئة هي من المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي.

وتحاول الحكومة الإيرانية إجراء عمليات اقتصادية شكلية، عبر تنفيذ حزم من السياسات الاقتصادية الغير مكتملة، ويتم استغلالها من قبل مسؤولين في بعض القطاعات، كما أن محاولات إبقاء سعر التومان الإيراني ثابتًا أمام الدولار من خلال فرض سعر حكومي لسعر التومان هي محاولات فاشلة، زادت من نسبة التضخم في البلاد، والذي يصل إلى نحو 8 بالمائة،  والذي انعكس سلبًا على حياة المواطنين الاقتصادية والاجتماعية.

أما بالنسبة للأسباب الخارجية، فأبرزها التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأخرى، وخاصة الدول المجاورة، ومحاولاتها للسيطرة عليها من خلال الزج بميليشيات تابعة لها، يكلف تمويلها ملايين الدولارات لتنفيذ الأجندات الإيرانية في المنطقة، وذلك على حساب الشعب الإيراني، مما جعل بعض الأصوات تنادي في إيران بضرورة الإنسحاب من هذه الدول وعم التدخل فيها، والالتفات للوضع المعيشي السيء الذي يعاني منه الإيرانيون.

مؤامرة خارجية .. يردد المرشد دائمًا

اعتاد الإيرانيون خلال الأعوام الماضية على إلقاء اللوم من قبل المرشد علي الخامنئي على أصحاب المؤامرات الخارجية، وأعداء الجمهورية الإسلامية، وبأنهم من يتسببون بالأزمات التي تر بها البلاد، وهم من يقومون بالتحريض على الخروج ضد النظام.

كما يحاول بعض المسؤولين الإيرانيين اتهام وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولة عن التحريض الذي يجري ويؤدي لخروج مظاهرات بين فترة وأخرى، متهمين كلًا من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية بأنهم من ينشؤون الهاشتغات المناوئة للحكومة الإيرانية ويقومون بنشرها، واصفين ما يجري بأنه حرب بالوكالة ضد الشعب الإيراني.

تعمل السلطات الإيرانية في كل مرة تخرج فيها احتجاجات ضد الوضع المعيشي وتطالب بإجراء إصلاحات، إلى استخدام العنف المفرط، وشن حملات اعتقال واسعة، وقطع لشبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن تدل معظم المؤشرات أن الوضع الإيراني قابل للانفجار في وجه الخامنئي في أية لحظة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.