هل تنجح لجنة الصدر و”العصائب” بإنهاء نزيف الدم في ميسان؟

هل تنجح لجنة الصدر و”العصائب” بإنهاء نزيف الدم في ميسان؟

يسعى التيار الصدري جاهدا، مع حركة عصائب أهل الحق، الى درء الفتنة بين عناصرهم في محافظة ميسان جنوب العراق، وذلك بعد تصاعد حدة التوتر فيما بينهم، والخوض بجملة اغتيالات متبادلة.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد وجه بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة ما يجري في محافظة ميسان بين عناصر التيار والعصائب، والوقوف على الأسباب، تحرك دفع بزعيم حركة أهل الحق قيس الخزعلي إلى تشكيل لجنة خاصة أيضا، تعمل بشكل مشترك مع لجنة الصدر لإيقاف نزيف الدم.

لجنة مشتركة، أثارة سؤالا هاما، حول فيما إذا كانت ستنجح بعملها، ووضع حد إلى مسلسل التدافع ما بين الطرفين في ميسان، لا سيما وأن القضية قد تلطخت بالدماء.

وفي هذا السياق، يقول الخبير الأمني اسعد الكناني، في حديث لموقع “الحل نت” إنه “لا شك ستكون هناك نتائج جيدة، على اعتبار أن أنصار التيار الصدري، يكنون الاحترام والطاعة العمياء لقائدهم مقتدى الصدر، وبالتالي من غير المعقول أن يأمر بشيء ويخلافونه، أي يمكن القول أن عملية تشكيل لجنة وإلى ما ذلك هو أمر شكلي، ولو أراد الصدر وضع حدا لذلك لوضع من زمان”.

لماذا تأخر الصدر؟

وأضاف أنه “على ما يبدو أن الصدر يمتلك معلومات تختلف عما شائع في العامة، وهذا ما يفسر تأخره في التحرك تجاه حل الخلافات بين أنصاره وأنصار الخزعلي، في محافظة ميسان، وإلا لما كان كذلك لكان أنهى الخلاف بتغريدة واحد على حسابه في تويتر”.

الكناني لفت إلى أن “الخلافات التي تصل حد الاغتيالات بين الطرفين، تعني أن هناك مكاسب كبيرة يجري التدافع حولها، خصوصا وأن التناحر بين الجماعات المسلحة بسبب المكاسب، ليس وليد اللحظة، لكن في العلن يحاول الطرفين ان تكون صبغة خلافاتهم الحقيقة غير معلنة”.

وشهدت محافظة ميسان، جنوبي العراق، اغتيالات عدة طالت أعضاء بالتيار الصدري وعصائب أهل الحق، في وقت تشهد الساحة السياسية في البلاد توترا سياسيا وأمنيا، وخلافات بين التيار الصدري، وعدد من الجهات الشيعية المنضوية في الإطار التنسيقي، على خلفية الانتخابات النيابية ونتائجها وتشكيل الحكومة.

إذ اغتال مسلحون مجهولون، يوم السبت الماضي، القاضي أحمد الساعدي، المختص بقضايا المخدرات في محكمة استئناف ميسان، وخصص مجلس القضاء الأعلى مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض على الفاعلين، في وقت زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ذوي القتيل في مجلس العزاء، متعهدا لهم بأن “دم الشهيد البطل لن يذهب سدى”.

جرائم متتابعة

وسبق هذه الحالة بثلاثة أيام، اغتيال الضابط في وزارة الداخلية حسام العلياوي، على يد مسلحين مجهولين في المحافظة ذاتها، علما ان حسام العلياوي هو شقيق وسام العلياوي، القيادي في حركة عصائب أهل الحق، الذي قتل في تشرين الاول/ أكتوبر 2019 في ميسان أيضا.

ويوم الاربعاء المنصرم، شهدت محافظة ميسان عملية اغتيال جديدة، حيث اغتال مسلحون مجهولون أحد أتباع التيار الصدري يدعى “كرار أبو رغيف”، بإطلاق النار عليه في مركبته في حي المعلمين، وتعرضت زوجته لاصابة خلال عملية الاغتيال.

ودفعت التطورات تلك بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إصدار بيان دعا فيه، “الأخوة في التيار والأخوة في العصائب التحلي بالهدوء والتصالح بعيدا عن القيادات”، مشيرا الى أنه “لا يزال يأمل بالبعض منهم حقن الدماء”.

وأتى ذلك بعد أيام من بيان لزعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، طالب فيه الصدر “التبرؤ من بعض العناصر المسيئة في سرايا السلام”، التابعة للصدر، متهما هؤلاء الأعضاء بالمسؤولية عن مقتل العلياوي وشقيقيه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة