تتزايد حدة الأزمة الاقتصادية في سوريا، وهي الآن أكثر وضوحا من أي وقت مضى، مع ندرة المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء وحليب الأطفال والوقود والكهرباء والمياه الصالحة للشرب. أما مشكلة الكهرباء في سوريا فهي من أكبر المشاكل، حيث لا تتوفر في كثير من المناطق، وانقطعت في مناطق أخرى لأكثر من 20 ساعة في اليوم، حتى نسي الناس أشياء مثل التلفزيونات والثلاجات والغسالات، ومع ذلك فإن الفواتير التي تصدرها الحكومة تفوق طاقة المواطن.

رغم التقنين.. فواتير كهرباء خيالية

في حين تُستخدم مشاريع القوانين التي تراكمت بعد سنوات من الصراع لإثقال كاهل السكان بالتزامات اقتصادية وأمنية ثقيلة. فأصبح دفع الفواتير هو الضمان الوحيد للتمتع بالخدمات الحكومية.

https://twitter.com/thevoicesyria1/status/1505228774098538502?s=20&t=XTONbC-muMH5lxrRqGCCUQ

وصل الأمر في فواتير الكهرباء داخل دمشق، إلى صدور فواتير بمئة ألف ومئتي ألف ليرة سورية ثمن كهرباء في شهرين. حيث وصف مواطنون لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد، أن “هذا لا يحتمل ولم يسبق له مثيل في سوريا وقفزة خيالية، ما من عذر يسوغها”.

يقول أحد المواطنين، “رجعت إلى دفتري أتقصى محتوياته عن الكهرباء، فوجدت أنه في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، صدرت تعرفة جديدة لأسعار الكهرباء. نصت على أن سعر الكيلو واط الساعي لكل استهلاك ما بين 1500 إلى 2500 كيلو هو 90 ليرة بدلا من 10 ليرات. وقيل آنذاك أن من يستهلك 600 كيلو واط فقط يحاسب على ليرتين للكيلو الواحد. وأن نسبة هؤلاء 70 بالمئة من المشتركين بالعادات الكهربائية ومن 600 إلى 1000 كيلو واط 6 ليرات سورية.

ومع ارتفاع موجات البرد والصقيع خلال فصل الشتاء الحالي، ازداد استهلاك الكهرباء لدى المواطنين، بالرغم من انقطاعها لساعات طويلة. وهنا يشير المواطن لذات الصحيفة، إلى أنه “إذا كان علينا أن نفاضل بين الكهرباء، والغذاء والدواء والكساء، فسنختار الطرف الثاني من المعادلة”.

أهالي دمشق لم يكونوا هم المتضررين فقط من الفواتير الخيالية. إذ نقلت إذاعة “شام إف إم” المحلية، أن عددا من الأهالي القاطنين في “مشروع ب” باللاذقية اشتكوا من تلقيهم فواتير كهرباء مرتفعة تراوحت بين 300 ألف و150 ألف ليرة سورية.

كما ذكرت الإذاعة، أن الناس اعتادوا دفع ما يصل إلى ثلاثة آلاف ليرة في الفواتير السابقة. وأكد بعضهم من أنه “ليس لديهم أي أدوات تستخدم الطاقة الكهربائية. حيث يقتصر الاستخدام على الأضواء، في حين أن نظام التقنين المطول يمنع الكهرباء من الوصول إلى المنازل “.

وشرعت العائلات المتضررة في تقديم احتجاج جماعي على الفواتير الباهظة. لكن الموظفين في دوائر المؤسسة، أكدوا لهم أن “الاعتراض لن ينجح وسيدفعون هذه المبالغ”، على حد قولها.

للقراءة أو الاستماع: تقنين الكهرباء يعمي قلوب السوريين واللبنانيين.. إيران القاسم المشترك؟

مخاوف من ارتفاع جديد لرسوم الكهرباء

وسط تزايد شكاوى السوريين في مناطق سيطرة حكومة دمشق، من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي. وتمديد ساعات التقنين إلى 23 ساعة في بعض المناطق. أصدر الرئيس السوري، بشار الأسد، قانون رقم 32 لسنة 2021 بتعديل المادة 28 من القانون، بشأن قطاع الكهرباء السوري. حيث يسمح التعديل الجديد للحكومة السورية بشراء الكهرباء المنتجة من مشاريع الطاقة المتجددة في القطاع الخاص.

كما أثار التعديل مخاوف السوريين من بيع الكهرباء المشتراة من مشاريع الطاقة المتجددة لهم بتكلفة عالية. وذلك على غرار الأسعار المرتفعة لوزارة الكهرباء السورية لتكلفة الاشتراك في خط الكهرباء المعفى من التقنين. والتي بلغت 300 ليرة للكيلوواط.

وعلى الرغم من أن وزير الكهرباء غسان الزامل، قال من قبل إنه لن يتم رفع أسعار الكهرباء، فقد أفادت صحيفة “الوطن” في 25 تشرين الأول/أكتوبر، عن عزم الحكومة رفع أسعار الكهرباء “لتشجيع المشتركين على الاعتماد على الطاقة المتجددة”.

وفي أوائل تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، رفعت وزارة الكهرباء السورية أسعار فواتير الكهرباء إلى أربعة أضعاف في معظم فئات الاستهلاك. مع زيادة تتراوح بين 100 و 800 بالمئة. إذ جاءت زيادة أسعار الكهرباء وفقا للحكومة للحفاظ على قطاع الكهرباء، التي تزيد تكلفتها السنوية عن 5.3 تريليون ليرة سورية. كما بلغت إيراداتها دون المعدل السابق 300 مليار ليرة سورية فقط.

بعد مرور أكثر من عام على إعادة الحكومة سيطرتها على ريف دمشق وجنوب سوريا، ما زالت الحواجز الأمنية والعسكرية تجبر الأهالي على تقديم فاتورة الكهرباء الأخيرة، مما يجبرهم على دفع فواتير المياه والكهرباء القديمة.

والجدير ذكره، أن خدمة الكهرباء في سوريا حاليا تتبع برنامج التقنين، بقطع التيار الكهربائي لساعات وإمداد المنطقة مجددا خلال ساعات محددة من اليوم. ونشرت شركة الكهرباء السورية على صفحتها الرسمية على فيسبوك، ارتفاع معدل نقل الكهرباء خلال الشهرين الماضيين، إلى ما معدله أربع ساعات من نقل الكهرباء لمدة ساعتين من التوقف في جميع المناطق التي تغذيها الحكومة.

للقراءة أو الاستماع: “حاميها حراميها”.. الكابلات تُسرق من موظفي مؤسسة الكهرباء بسوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.