يتزايد القلق من مرض “جدري القرود” الذي انتشر مؤخرا في عدد من الدول، ووصل إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث عززت دول عربية عديدة استعداد القطاع الصحي للتعامل مع المرض، من خلال “الاستعداد الاستباقي للرصد والتحقيق المبكر في حالات جدري القرود في البلاد”، وذلك بعد ظهور عدة تقارير بشأن اكتشاف حالات في عدد من البلدان حول العالم.

 بالإضافة إلى ذلك، نفذت بعض الدول العربية إجراءات الرقابة الصحية على نقاطها الحدودية المختلفة، سواء البرية أو البحرية أو الجوية، استعدادا لأي طارئ يتعلق بالمرض الذي انتشر حديثا.

أول إصابة في الشرق الأوسط

كشفت إسرائيل تسجيل إصابة بجدري القرود، يوم أمس السبت، وهي الأولى في الشرق الأوسط بعد رصد عدة دول في أوروبا وأميركا الشمالية إصابات بالمرض المتوطن في أجزاء من إفريقيا.

وقال متحدث باسم مستشفى “إيخيلوف” في تل أبيب لوكالة “فرانس برس” إنه تأكدت إصابة رجل يبلغ 30 عاما بجدري القردة بعد عودته مؤخرا من أوروبا الغربية حاملا أعراض المرض.

من جهتها، قالت وزارة الصحة السورية، إن البلاد لم تسجل أي إصابة بمرض جدري القردة حتى الآن، وأضاف معاون وزير الصحة، أنه “لم يتم رصد أي حالة في المستشفيات السورية”، مشيرا إلى أنه تمت مراسلة مكتب منظمة “الصحة العالمية” في دمشق لمتابعة تطورات انتشار المرض.

الدول العربية “تستعد”

في إطار الحماية والجهوزية من مرض جدري القرود، أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، جاهزية القطاع الصحي للتعامل مع جدري القرود، وأوضحت الوزارة أن “جدري القرود يعتبر مرضا حيواني المنشأ، يسببه فيروس ينتمي إلى فصيلة فيروسات الجدري، حيث ينتشر في المقام الأول في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة في وسط وغرب إفريقيا، ويتم تصديره أحيانا إلى مناطق أخرى”.

بدورها أكدت وزارة الصحة السعودية، يوم أمس السبت، عدم تسجيل أي حالة مصابة بجدري القرود في المملكة، مشيرة إلى جاهزيتها التامة للرصد والتقصي والتعامل في حال ظهور أي حالة.

كما ونصحت هيئة الصحة العامة في السعودية (وقاية) المواطنين أثناء السفر إلى الخارج بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان والتزام ارتداء الكمامة وتعقيم الأيدي بشكل مستمر.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر متابعتها الدقيقة للوضع الوبائي المتعلق بفيروس جدري القرود المنتشر في عدد كبير من الدول الأوروبية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان حسام عبد الغفار أنه لا توجد حتى الآن أي حالات مصابة أو مشتبه في إصابتها بالفيروس، حيث أنه لا ينتشر بسهولة ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة.

وفي دولة المغرب فقد عزز إجراءات المراقبة الصحية في مختلف نقاطه الحدودية، تأهبا لأي طارئ يرتبط بالمرض، وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع تسجيل الجارة الشمالية للمغرب إسبانيا ودول أوروبية أخرى بالإضافة إلى كندا والولايات المتحدة وأستراليا، إصابات مؤكدة بجدري القرود، مما أثار قلق دول عديدة، من بينها المغرب.

قد يهمك: لأول مرة منذ عامين ونصف.. “كورونا” يحاصر كوريا الشمالية

مصدر قلق للجميع!

وفي الأسابيع الأخيرة، تم رصد حالات إصابة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد، وكذلك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، مما يثير مخاوف من احتمال انتشار الفيروس بشكل أكبر.

ويقول علماء إن تفشي المرض في 11 دولة لا يتوطن فيها أمر غير معتاد، وتم تسجيل أكثر من 100 إصابة مؤكدة أو مشتبه بها ومعظمها في أوروبا.

في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأحد، إن تفشي مرض جدري القرود هو أمر “يجب أن يكون مصدر قلق للجميع”، مشيرا إلى أن “مسؤولي الصحة الأميركيين يبحثون مسألة اللقاحات والعلاجات المحتملة”.

وأبلغ بايدن الصحفيين في قاعدة جوية في كوريا الجنوبية قبل مغادرته على متن طائرة الرئاسة الأميركية متجها إلى اليابان: “نبذل جهدا كبيرا لمعرفة ما سنفعله”.

أسباب انتشار “جدري القرود”

في السياق، يركز العلماء جهودهم لكشف كل المعلومات المتعلقة بمرض جدري القرود، مما يسهل عملية مواجهته، ولعل أبرز تلك المعلومات التي لا بد من فهمها للحد من انتشاره، هي المدة التي يبقى الشخص المصاب فيها “معديا”.

وأوضح رئيس المجموعة الاستشارية الاستراتيجية والتقنية لمنظمة “الصحة العالمية” ديفيد هيمان أن المفهوم العملي لمنظمة الصحة العالمية المعتمد على الإصابات التي تم تسجيلها حتى الآن هو أن التفشي الحالي ناجم عن “الاتصال الجنسي”.

وبحسب المختصين، يعد جدري القرود مرضا معديا عادة ما يكون خفيفا، وهو متوطن في مناطق من غرب ووسط قارة إفريقيا. والإصابة بالمرض في بدايتها كانت تحدث عند الاحتكاك بالحيوان المصاب، إلا أنها الآن تنتقل الآن بين شخص وآخر.

وينتشر هذا المرض من خلال الاحتكاك المباشر، مثل لمس ملابس الشخص المصاب أو لعابه، ويعد الاتصال الجنسي واحدا من أبرز أسباب العدوى.

ولأن العدوى تحدث عبر الاحتكاك المباشر مع المصاب، فإنه يمكن احتواؤه بسهولة من خلال تدابير مثل العزل الذاتي والنظافة فور تشخيص أي إصابة جديدة.

ويعاني الأشخاص الذين يصابون بالفيروس في البداية من الحمى، قبل ظهور الطفح الجلدي على الوجه والجسم. وتشمل الأعراض كذلك الصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والقشعريرة والإرهاق.

ويمكن بعد ذلك أن ينتقل جدري القرود من خلال لمس المناطق المصابة، أو عن طريق الرذاذ المتطاير أثناء السعال والعطس.

ضمن السياق ذاته، أكد خبير الأمراض المعدية الناشئة في جامعة جون هوبكنز الأميركية أميش أدالجا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن المصاب قادر على نقل المرض لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد ظهور الأعراض.

وأوضح أن السبب وراء طول المدة، هو أن “الآفات الجلدية قد يستغرق بضعة أسابيع حتى تختفي”، مؤكدا أن “الناس معديون حتى تختفي آفاتهم الجلدية النشطة”.

يذكر أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وافقت، يوم الجمعة الفائت، على عقار الجدري لعلاج مرضى جدري القرود، بينما كشفت منظمة الصحة العالمية أنها ستعقد اجتماعات يومية مع تطور الوضع.

قد يهمك: مرض نادر بلا لقاح.. جدري القرود يصيب البشر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.