دلير يوسف

منذ آذار 2011 وحتى الآن تجاوز عدد #اللاجئين_السوريين أربعة ملايين شخص حسب إحصائيات المفوضية العامة لشؤون اللاجئين، منهم أكثر من مئة ألف شخص يعيشون ضمن أراضي الاتحاديّة الألمانيّة من طالبي اللجوء أو حاملي الإقامات المؤقتة من طلاب أو عاملين وما إلى هنالك، وهو رقم تقريبي إذ لا يوجد إحصاء رسمي دقيق يحدد أعداد السوريين المتوزعين على المدن الألمانيّة المختلفة.

 

هذا العدد تطلب وجود عدد من المجموعات الخدميّة في مختلف المجالات لهؤلاء القادمين الجدد بهدف دمجهم مع المجتمع الجديد وللتعريف عن السوريين وعاداتهم وثقافاتهم المختلفة.

#نادي_سلام_الثقافي هو أحد هذه المجموعات العاملة في الحقل الثقافي الاجتماعي والمتواجدة في منطقة فيدينغ في العاصمة الألمانيّة #برلين. وعن تأسيسها والغاية منها يتحدث الدكتور إبراهيم السيد أحد مؤسسي سلام لموقع #الحل_السوري فيقول إنّ نادي سلام يعد “جمعيّة فتيّة” تأسست في برلين بداية العام الجاري (2015)، وكان وجود النادي “حاجة ملحة بعد الازدياد المطّرد لأعداد أفراد الجاليّة السوريّة في #ألمانيا عامة وفي برلين خاصة” ،حيث تشير الإحصائيات إلى أنّ أعداد السوريين في برلين تصل تقريباً إلى ثمانية آلاف شخص.

جمعية سلام تأخذ على عاتقها مهمة الأخذ بيد الواصلين الجدد، كون إجراءات اللجوء والتعامل مع مختلف الجهات تتطلب وجود وسيط بين هذه الجهات وهؤلاء الناس الذين يفتقر الكثير منهم للمهارات اللغويّة والدراية الكافية بالقوانين، فتعمل سلام وبالدرجة الاولى على مساعدة هؤلاء الناس في الولوج إلى المجتمع الجديد من خلال الاستشارات والمساعدات المختلفة.

مؤسسو جمعيّة سلام وهم أربعة أشخاص، مقيمون في برلين وحاصلون على شهادات عليا، بالإضافة إلى أعضاء الجمعيّة، وكلّهم يعملون بشكل تطوعي من دون مقابل مادي، والجمعية تعريفاً هي جمعيّة ثقافيّة اجتماعيّة وهي بيت لجميع السوريين، ويتمّ اعتبار كلّ من ينتمي لسوريا بمختلف الألوان والأطياف السوريّة جزءاً من سلام.

يعمل نادي سلام بالدرجة الأولى على تخفيف معاناة اللاجئين الجدد عن طريق مساعدتهم في تلمس الطريق الصحيح في مجتمعهم الجديد وذلك في محاولة لإيجاد بيئة اجتماعيّة يلتقي فيها أبناء الجاليّة السوريّة، فضلاً عن مساعدتهم في أوراقهم القانونيّة وحياتهم الاجتماعيّة الجديدة.

هدف الجمعيّة الأول هو مساعدة اللاجئين وتقديم الدعم والاستشارة لهم، كما تعمل سلام على تنظيم ندوة شهريّة ثقافيّة فكريّة كان آخرها محاضرة للكاتب طارق عزيزة تحدث فيها عن السلفيّة الجهاديّة ومستقبل سوريا، إضافة إلى ذلك تقوم سلام بتنظيم ندوة ثقافيّة نصف شهريّة بإشراف الفنان طارق مارستاني، كما يتم التخطيط لإقامة معرض فني خلال الشهر الجاري، فضلاً عن دورات تعليم اللغة الألمانيّة واللغة العربيّة والأمسيات الفنيّة والثقافيّة والاجتماعيّة المختلفة. تعمل سلام حالياً على توسيع نشاطاتها وبناء جسور تواصل مع جمعيات ومؤسسات أخرى ناشطة في المجتمع المدني لبناء شركات مع أوسع طيف ممكن.

لا يوجد جهات داعمة لنادي سلام الثقافي إذ تعتمد –حتى الآن- على الدعم الذاتي من خلال تخصيص جزء من النادي كمقهى يوفر المشروبات والنارجيلة بأسعار رمزيّة وذلك بهدف تغطية النفقات الأساسيّة، وهذا جزء من “فلسفة” سلام، حسب تعبير إبراهيم السيد، إذ أنّ سلام تهدف إلى أن يلتقي الجميع في أجواء اجتماعيّة وديّة بهدف تبادل الخبرات والتجارب.

سلام تعمل جاهدة من أجل مساعدة السوريين وإيصال صوتهم ضمن مجتمعهم الجديد وهي تبقى واحدة من محاولات السوريين الكثيرة في ألمانيا من أجل الاندماج في المجتمع الألماني ومن أجل تبادل ثقافي سوري ألماني حقيقي قائم على مبدأ المساواة لا على التبعيّة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.