لوموند 22/8/2015

ترجمة الحل السوري

 

سورية هناك، في متناول اليد وضمن النطاق، ولكن ليس هناك ما يزعج مستوطني هضبة #الجولان سوى صفير الريح، على بعد مئات الأمتار في الأسفل بنى الإسرائيليون حاجز لمنع تدفق اللاجئين والمقاتلين لهذه المنطقة المحتلة منذ 1967. وعلى اليسار جبل #حرمون ومدينة #مجدل_شمس.. هنا على الهضبة يعيش 20000 درزي بسلام بحماية #إسرائيل؛ وفي الطرف الآخر يُعبأ إخوانهم دفاعاً عن أنفسهم في دولة لم تعد موجودة حقيقةً وسُلمت للجهاديين، ويستمر النظام المحاصر بجرائمه دون عقاب.

في 22 حزيران، هاجم المئات من سكان مجدل شمس سيارة إسعاف عسكرية إسرائيلية تقل مقاتلين من الثوار السوريين. توفي أحدهم متأثراً بجراحه ونُقل الآخر للمستشفى بحالة حرجة. اشتبه المهاجمون بأن المصابين من #جبهة_النصرة. وأدانت الحكومة الإسرائيلية الهجوم الواقع في المنطقة العازلة الاستراتيجية، وتم توقيف عدة شبان. بعد ثلاث سنوات، حوالي 1600 مقاتل سوري جريح عولجوا في الجانب الإسرائيلي. لكن في نهاية تموز أعلن الجيش الإسرائيلي توقفه عن معالجة المسلحين لتهدئة السكان المحليين.

هذا الهجوم تسبب في موجات صدمة في إسرائيل مطيحاً بفكرة الوضع الهادئ السائد في الجولان منذ سنوات.

قبل أحد عشر يوماً، ذُبح حوالي عشرون درزياً من قبل جبهة النصرة بالقرب من #إدلب السورية. هذه المأساة عقبت محاولة جعل الدروز يعتنقون الإسلام السني بالقوة بداية العام في هذا الإقليم حيث اعتبرهم المتشددين كفاراً. ودمر فرع القاعدة في #سوريا في نفس الوقت المقابر والرموز في القرى.

الدروز الذين اختاروا البقاء في شمال غرب الدولة يفعلون ذلك كي لا يفقدوا أراضيهم، والذين شاركوا في الثورة ضد النظام في 2011 قد نؤوا بأنفسهم.

القلق استولى على الطائفة.. هل ستلاقي ما لاقاه الإيزيديون في #العراق؟ “كانت مجزرة حزيران شرارة”، يشرح الصحفي الدرزي حامد عويدات المقيم في مجدل شمس.. هناك نداءات ضمن الطائفة في سوريا وفي الخارج لندافع عن أنفسنا بأنفسنا، وهو أفضل شيء تأمله إسرائيل، تريد دروزستان في سوريا لتقسيم الكعكة.

دولان أبو صالح، رئيس بلدية مجدل شمس، يبدو أكثر تشككاً. ويقول: “مشكلة الاستقلال أو الحكم الذاتي أنه ليس هناك تواصل بين المناطق والمدن والقرى الدرزية في سوريا.. فيما يتعلق بتشكيل جيشنا الخاص، فنحن نتكلم ونتكلم ولا نرى شيئاً.. في الواقع ليس هناك حاجة لإعلانه أو تشكيله فالقرى الحدودية معتادوة على التهريب والجميع مسلحون للدفاع عن أنفسهم”.

“من جانب السلطة”:

وقوف الطائفة إلى جانب النظام في #دمشق أمر حيوي وإن كانت تشكل بالكاد 20% من سكان سورية. على الصعيد العسكري، فأغلب الميليشيات الدرزية تقاتل إلى جانب النظام أو تنسق معه خاصة فيما يتعلق بالتغطية الجوية، “الدروز ليس لديهم بديل سوى البقاء إلى جانب السلطة”، يقول زياد الريان عضو مجلس محلي لبناني سابق على اتصال بدروز سورية. فيما تواجه الميليشيات الدرزية التمرد في القنيطرة بقيادة حزب الله اللبناني والجيش السوري.

في السويداء، مركز الطائفة الدرزية في الدولة، العديد من الميليشيات حليفة للنظام وقد تشكلت من قبل الشيوخ، وتعمل الآن مع تشكيلات شبه عسكرية تحت قيادة مقرها دمشق منذ 2011، وقوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية. وبحسب الباحث أيمن التميمي، فإن “درع الوطن” هو الأهم من بين المجموعات ذات القيادة الدينية، وقادتها ينوون محاربة جهاديي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، ويؤكدون بأن الدفاع عن مدينتهم يمر عبر الدفاع عن #دمشق و #درعا. “نحن ضد من يهاجمنا… . وإذا هاجمتنا الدولة فستكون عدونا”، يؤكد الشيخ عودة البلال.

لكن بالنسبة للصحفي والمعارض فادي داهوك واللاجئ في #بيروت، هذا التوافق مع النظام يمكن أن يتغير، مع ظهور شيوخ الكرامة (وهي ميليشيا أخرى تشكلت في 2014 من قبل الشيخ الدرزي #وحيد_البلعوس في السويداء الذي تمكن من إزالة نقاط تفتيش عسكرية وطالب بإعادة المعتقلين)… “حقيقة إنه ناجح واستطاع انتقاد الفساد والمخابرات، وهذا يدل على بعض الحيادية وأن النظام لا يريد مواجهة مع الدروز”، تحليل السياسي توباس لانغ المقيم في النمسا.

في الخارج يعملون لجمع الأموال، وهو ما يحصل خاصة في إسرائيل، حيث يعيش قرابة 110000 درزي، ومنذ بداية الحرب في سورية حاولت إسرائيل التوفيق بين مبدأين: الحياد واليقظة. وألا تصبح طرفاً في أي من الشرين، الجهاديين والنظام في دمشق (فرع إيران المكروه) ولكنها تضرب في أقل تجاوز للحدود.

عضو الليكود أيوب كار هو محامي القضية الدرزية في إسرائيل. يلاحظ أن نظام الأسد يفقد الأرض لذا يجب البحث عن النوايا الحسنة. “لكن من غير الوارد الطلب من إسرائيل أن تدمر مواقع جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية، وإلا أصبحنا خونة في العالم العربي”.. المشروع الوحيد القابل للتطبيق هو تسليح الطائفة لتدافع عن نفسها. والنائب كان أحد منظمي حملة التبرعات ـ أكثر من مليوني يورو ـ لتجهيز الدروز السوريين. “سيكون هناك جيش درزي حوالي 100000 رجل”، يؤكد السيد كارا.. “هذا ضروري لإسرائيل. نحن نريد جيران غير أصوليين”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.