الطريق إلى الراتب مليء بالحواجز.. تجارب موظفين لا زالوا يتقاضون رواتبهم من النظام

الطريق إلى الراتب مليء بالحواجز.. تجارب موظفين لا زالوا يتقاضون رواتبهم من النظام

سارة الحاج – اللاذقية

يتوجه الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة بريف في #إدلب الغربي، نحو مناطق سيطرة النظام في مدينتي #حماة و #اللاذقية بشكل دائم وذلك بهدف الحصول على رواتبهم، فلا يزال الكثيرون من الأهالي ممن كانوا يعملون في المؤسسات الحكومية في هذه المناطق يتقاضون رواتبهم رغم توقف هذه المؤسسات عن العمل، متحدين خطورة الطريق وصعوبة قطع الحواجز.

يقول أبو حاتم وهو أحد النازحين في مخيم الدرية بريف إدلب الغربي، لموقع الحل السوري (كان يعمل كموظف في مؤسسة المياه في مدينة جسر الشغور سابقاً) أنه لايزال يحصل على راتبه من النظام، فهو يتوجه نحو مدينة حماة بين الحين والآخر لاستلامه، مؤكداً أنه يذهب كل ثلاثة أشهر تقريباً، ليحصل على مبلغ قدره 27 ألف ليرة سورية عن كل شهر، ويدفع   15 ألف كإيجار طريق للذاهب والعودة، لذلك لا يذهب بشكل شهري.

يتابع أنه يقطع 20 حاجزاً ويعيش حالة خوف كبيرة عند طلب الهوية، لكنه مجبر على ذلك، فلا يوجد مصدر آخر للعيش بعد أن فقد بيته خلال القصف، وعمله، ولديه أطفال صغار، فضلاً عن أنه يعاني من عجز بطرفه السفلي لذلك لا يستطيع أن يعمل أي شيء آخر وفق حديثه.

ويضيف المصدر أن ما يدفعه للذهاب أيضاً هو أنه يتقاضى راتب أخيه بعد حصوله على وكالة منه، وهو 40 ألف ليرة، معتبراً أن المبلغ يصبح جيداً ويستحق المخاطرة، كما أنه يستدين من المحلات التجارية ومن معارفه ريثما يذهب كل فترة للحصول على رواتبه.

يعتبر أبو حاتم أن نظرة الناس له في مناطق سيطرة المعارضة واتهامهم له بالعمالة للنظام هو أكثر ما يزعجه ويسيء له، رغم أنه يذهب مجبراً ويعيش حالة خوف كبيرة أثناء ذلك.

أما سارة الهاني والتي تقيم في مدينة #جسر_الشغور فتتوجه إلى مدينة حماة للحصول على راتب زوجها التقاعدي بعد وفاته، وأوضحت، لموقع الحل السوري أنها تحصل على 28 ألف ليرة شهرياً، وتدفع ما يقارب 15 ألفاً تكلفة سفر، كذلك تحتاج في بعض الأحيان دفع مبالغ إضافية للحواجز في حال طُلب منها ذلك، وفق تعبيرها.

تضيف أنها تتعرض للخوف عند طلب أوراق ثبوتية منها على الحواجز كدفتر العائلة، فلديها ثلاثة شباب متخلفين عن خدمة العلم الإلزامية، فضلاً عن أنها تسكن في مناطق سيطرة المعارضة، لذا تتوجه إلى مدينة حماة كل شهرين أو ثلاثة مرة واحدة، وذلك منذ سيطرة المعارضة على جسر الشغور قبل ثلاثة أعوام، كما أنها تتعرض للكثير من الضغوط أثناء الانتظار على حواجز النظام لساعات طويلة، وإجبارها على الإجابة عن الكثير من الأسئلة، كذلك تخاف من الناس الذين يعرفوها في مناطق النظام ويعرفون أن أبنائها يعيشون في مناطق المعارضة ويتخلفون عن الجيش.

تقول إنها تتهرب من الأسئلة التي توجه إليها على الحواجز وتجبر على الكذب أحياناً، فعندما تُسأل عن أبنائها تقول إنهم يدرسون في الجامعة، وعن مكان سكنها تجيب بأنها تعيش في مدينة جسر الشغور كونها مجبرة فلا يوجد مكان آخر تذهب إليه.

تصف هذه الرحلة الخطيرة بأنها أقل ما يمكن أن تفعله لأولادها الذين فقدوا والدهم ولم يعد لديهم أي معيل أو مصدر للعيش.

يذكر بعض المدارس في مناطق المعارضة لا تزال تتبع للنظام وتدرس مناهجه ويحصل المعلمون فيها على رواتبهم من مناطق النظام، فضلاً عن الكثيرين من  الموظفين المقيمين في مناطق المعارضة بالقطاعات الأخرى كممرضين وعمال خدميين، والذين يتوجهون إلى المدن التي لاتزال تحت سيطرة النظام للحصول على رواتبهم رغم توقف المؤسسات عن العمل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.