الرقة: بقايا الجثث العالقة تحت الأنقاض تشكل خطراً على المدنيين

الرقة: بقايا الجثث العالقة تحت الأنقاض تشكل خطراً على المدنيين

قصي الابراهيم – موقع الحل

باتت الروائح المنبعثة من جثث المدنيين الذين قتلوا نتيجة للمعارك الأخيرة بين قوات_سوريا_الديمقراطية (#قسد) وتنظيم الدولة الإسلامية (#داعش)، في مدينة #الرقة، قبيل خروج الأخير منها، والتي لاتزال عالقة تحت انقاض الأبنية المدمرة، تشكل خطراً بيئياً وصحياً على الأهالي المتواجدين في المدينة، فهي توفر بيئة مناسبة لانتشار الحشرات الضارة والناقلة للأمراض، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وقال أمين الباعور (طبيب من سكان حي المعري) لموقع الحل، إن “انتشار الروائح الكريهة في الحي بشكل مستمر خلال الفترة الأخيرة والتي وصلت إلى حد لا يطاق خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء، أجبرني على الانتقال لمنزل أخي في حي المشلب”، مشيراً إلى أن سببها هو “كثرة الجثث العالقة تحت الأنقاض والتي لم يتم الانتهاء من انتشالها بعد”، على حد قوله.

ونوه الباعور إلى انتشار كثيف للحشرات بالقرب من المباني المدمرة، حيث رجح بعض الأهالي إلى أنها تتغذى على بقايا الجثث المتحللة، مما يشكل خطر الإصابة بعدة أمراض، وخاصة مع ظهور أمراض جلدية متمثلة ببثور وتقرحات جلدية عند بعض الأطفال ممن تعرضوا للدغات بعض الحشرات، على حد تعبيره.

وأوضح المصدر أن الحشرات التي تتغذى على بقايا الجثث المتحللة تشكل خطراً على المدنيين المتواجدين على مقربة منها، ويواجه الشخص الذي يتعرض للدغة منها إلى خطر الإصابة بعد أمراض منها، (الحمى الوبائية واللشمانيا وأمراض الكوليرا بالإضافة لعدة أمراض جلدية)، وأغلب هذه الأمراض تؤدي للموت في حال عدم تلقي العلاج اللازم، وأكثر الفئات المعرضة للإصابة بتلك الأمراض هم الأطفال وكبار السن، نتيجة ضعف أجهزة المناعة لديهم، على حد وصفه.

وناشد الباعور الجهات المعنية بضرورة مكافحة انتشار هذه الحشرات عن طريق رشها بالمبيدات، والتسريع بعملية انتشال الجثث من كافة أحياء المدينة.

روائح الجثث تمنع المدنيين من العودة لمنازلهم:

“لم أتخيل لثانية واحده أن أعود لمنزلي قبل أن يتم انتشال كافة الجثث العالقة تحت الأنقاض في الحي، حرصاً على سلامة أطفالي من الأمراض التي تسببها تلك الجثث”، بحسب عمر حافظ (من سكان شارع سيف الدولة مقيم بمدينة الطبقة) لموقع الحل.

وحال حازم إمام مشابه، حيث تمنعه روائح الجثث المنبثقة من الرجوع لمنزله بداخل الحي ذاته، وخاصاً أن زوجته تعاني من ضيق بالتنفس، ولديه طفلاً صغيراً يعاني حساسية الربو أيضاً.

باسل الخطيب من فريق الاستجابة الأولية التابع لـ (لجنة إعادة الأعمار بمجلس الرقة المدني) تحدث لموقع الحل، عن عملية انتشال الجثث قائلاً، إن الفريق انتشل 62 جثة من تحت أنقاض إحدى الأبنية في حي المعري بعد شكاوي قدمها أهالي الحي، أواخر نيسان الماضي، عن انتشار روائح كريهة من ركام البناء، حيث تم تسليم الجثث المعروفة الهوية لذويها، أما المجهولة فقد تم دفنها في مقابر المدينة.

وأشار الخطيب إلى أن الفريق ومنذ بداية عمله، قام بانتشال ما يقارب 500 جثة عدة أحياء بالمدينة ومنها (التوسعية والدرعية والبتاني شارع سيف الدولة)، تعود لمدنيين قضوا بغارات لطيران #التحالف_الدولي، أثناء معارك السيطرة على المدينة، بالإضافة لـ 500 جثة من قلب ملعب الرشيد تعود لمدنيين استخدموا كدروعاً بشرية من قبل التنظيم قبيل خروجه من المدينة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.