بعد 8 سنوات حرب.. السوريون يحيون رمضاناً مختلفاً في الشمال السوري

بعد 8 سنوات حرب.. السوريون يحيون رمضاناً مختلفاً في الشمال السوري

محمد وسام – موقع الحل

للعام الثامن على التوالي يحيي السوريون شهر رمضان بطقوس ناقصة عن تلك التي اعتادوا عليها خلال إحياء شهر الصيام، وذلك بسبب تداعيات #الحرب التي أثقلت كاهل المواطن السوري، التي بات يعيش تحت ظروف مشاكل اجتماعيّة واقتصاديّة وأمنية غيّرت إلى حد كبير من نمط حياته الاعتياديّة قبل تلك السنوات.

أطل شهر رمضان على قرى وبلدات الشمال السوري (الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة) هذا العام وقد غابت عن شوارع تلك المناطق بنسبة كبيرة أجواء هذا الشهر الفضيل والبهجة الرمضانيّة التي اعتاد السوريون إضفائها على أحياء مدنهم في سوريا.

لكن أحمد أبو الزين (أب لخمسة أطفال) يقول بلهجة أقرب للتفاؤل، إن شهر #رمضان هذا العام شهد تحسناً ملحوظاً على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لا سيما في الشمال السوري، ويؤكد بأن رمضان هذا العام كان أفضل حالاً على السوريين في المنطقة من ذلك الذي مر على مدار السنوات السبع الأخيرة.

ويضيف أبو الزين خلال حديثه لموقع الحل بأن استقرار أسعار المواد الأساسيّة كان السبب الرئيسي، بدفع الأهالي للنزول يوميّاً إلى الأسواق لجلب مستلزمات المائدة الرمضانيّة الشهيرة ويقول “صحيح أن الوضع الاقتصادي لكثير من الأهالي صعب، لكن الأسعار مستقرة هذا العام ولا ارتفاع جنوبي قبيل رمضان كما اعتدنا خلال السنوات الأخيرة”.

موقع الحل جال في أحد أسواق مدينة #إدلب، حيث كان الإقبال يمكن وصفه بالجيّد على شراء المواد الغذائية في سادس أيام شهر رمضان، كانت البسطات منتشرة على أطراف شارع السوق، أصوات الباعة المتجولين مسموع بكثرة في أرجاء الشارع الضيّق الذي يتجمع فيه السوريون من كافة المدن السوريّة، ذلك بالنظر إلى وضع محافظة إدلب الحالي والتي أصبحت وجهة المهجرين من كافة أرجاء #سوريا.

ولدى حديثنا مع أحد الباعة المتجولين داخل السوق وهو أحد القادمين مع قوافل المهجرين من #حلب قبل نحو عامين أكد بأن حركة السوق هذا العام شهدت تحسناً ملحظاً، مشيراً إلى أن السبب يعود ربما لاكتظاظ مناطق الشمال السوري بالمهجرين والنازحين، الذين لهم العادات ذاتها خلال الشهر الفضيل.

ويقول البائع “أحمد ناولو” في حديثه لموقع الحل إن أسعار المواد الغذائية استقرت هذا العام في رمضان “ربما بسبب تحسن وضع الليرة السوريّة، فضلاً عن الاستقرار في وضع المعابر التجاريّة بين المناطق السوريّة وانخفاض وتيرة القصف.

وكانت المؤسسات التموينية أصدرت خلال الأيام القليلة الماضية تعاميما على التجار في أسواق محافظة إدلب، تقضي بتحديد أسعار السلع والمواد الأساسية لمنع التلاعب بها خلال فترة شهر رمضان وعيد الفطر.

ويقول الناشط الإغاثي محمد صباغ لموقع الحل “من الضروري العمل على تحسين الوضع الاقتصادي في الشمال السوري، ومنع استغلال المهجرين من قبل التجار، أيضاً القيام بمشاريع إفطار الصائم التي تنتشر في كافة أحياء وبلدات المحافظة، تساعد على نشر الجو الرمضاني الذي يرغب الأهالي في عيشه خلال هذا الشهر الفضيل”.

مناطق الشمال السوري تعيش هذا العام شهر رمضان مختلف، مع توجه مئات الآلاف من النازحين والمهجرين من كافة أرجاء المناطق السوريّة، اجتمع السوريون من كافة المحافظات ما أضاف نكهة جديدة على الأجواء الرمضانية في الشمال السوري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.