ورد مارديني – موقع الحل

أحلام كبيرة حملها إعلاميو #الغوطة_الشرقية بعد تهجيرهم قسرياً من قبل النظام، بعضهم تحدى كل الظروف لتحقيقها، وبعضهم ما زال يجري بحثاً عنها، والبعض الآخر سلك طريقاً مغايراً لأحلامه التي لم يسعها واقعه وظروفه الصعبة.

عمران الدوماني (ناشط إعلامي مهجر من مدينة دوما في الغوطة الشرقية)، قال لموقع الحل، إن “العديد من الوكالات، والمواقع، والقنوات التلفزيونية المعارضة، تواصلت معي خلال الحملة الأخيرة للنظام على الغوطة الشرقية، وقدمت لهم مواداً إخبارية مصورة، ولم أقصر بنقل ما يجري على الأرض، ثم خرجت مع أول قافلة إلى الشمال السوري، واتجهت إلى بلدة أريحا في #إدلب، ثم إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وفي البداية، واجهتني صعوبات كبيرة في عملي كناشط إعلامي، كوني جديد على المنطقة، ثم تأقلمت مع الوضع، وبدأت أعود لعملي، لكن لم يكن نشاطي كما كان عليه في الغوطة”، حسب قوله.

وأضاف الدوماني أن “العديد من الوكالات والمواقع الإخبارية وعدتني بعمل معها في حال خرجتُ من الغوطة إلى الشمال السوري، وكانت وعودهم تخفف عني عبء القصف خلال الحملة الأخيرة للنظام على الغوطة، لكن بعد تهجيري اكتشفت أن الوعود كانت كلاماً دون فعل، واستمريت بعملي مع موقعين إخباريين، لكنني كنت أطمح لتطوير نفسي والعمل على نطاق أوسع.. عملي اختلف كثيراً عما كان عليه في الغوطة الشرقية، فالمنطقة تضم عدداً كبيراً من الفصائل المعارضة، لذلك أعتمد على الحذر الشديد في عملي، فأي خطأ أرتكبه، من الممكن أن يعرضني للاعتقال، أو الاختفاء”، حسب الدوماني.

وأردف الناشط: “حلمت كثيراً بالسفر إلى #تركيا في بادئ الأمر، لكنني وجدت حلمي أكبر من الواقع الذي أعيشه، فأنا معيل لعائلتي، وراتبي هنا يكفيني، أما في تركيا فلن أحصل على الراتب الذي أحصل عليه هنا، ولن أتمكن من إكمال دراستي لأن العمل سيأخذ كل وقتي” حسب الدوماني.

بدوره قال الناشط الإعلامي عبد الرحمن محمود، (مهجر من الغوطة الشرقية، إلى الشمال السوري)، إن “شعور الضياع بقي مرافقاً لي بعد وصولي إلى إدلب، ولم أشعر بالاستقرار النفسي، وبحثت كثيراً عن فرصة عمل مناسبة لي، ولم أجد، فقررت المغامرة والسفر إلى تركيا مع عائلتي، ووصلنا منذ شهرين تقريباً إلى غازي عنتاب في #تركيا”، حسب قوله.

وأضاف محمود: “كنت أحلم بإكمال دراستي في تركيا، لكنني قررت أن أكتفي هذا العام بالعمل، وأوفر مبلغاً يمكنني من التسجيل في الجامعة العام القادم، وللأسف لم أجد فرصة عمل في المجال الإعلامي، مما جعلني أتجه إلى المطاعم والمعامل”. لافتاً أن “الكاميرا كانت صديقتي في الغوطة، نقلتُ بها أوجاع الناس وهمومهم، ورافقتني في مسيرة تهجيري قسرياً، وأحضرتها معي إلى تركيا، وستبقى صديقتي حتى لو لم ترافقني في عملي”، حسب وصفه.

لم يستسلم عبد المعين حمص (ناشط إعلامي مهجر من بلدة حمورية)، لواقعه وظروفه، بل تحداها، ووصل إلى تركيا قبل ثلاثة شهور، ليكمل مسيرة عمله الإعلامي، وقال لموقع الحل إن “عملي لم يختلف كثيراً عما كان عليه في الغوطة الشرقية، بعكس الكثير من زملائي الذين وصلوا إلى تركيا، وتابعت عملي في المجال الإعلامي مع صحيفة الكترونية وموقع إخباري معارض للنظام، وتحولت حياتي من حياة ناشط إعلامي حربي يعمل في ظروف غير طبيعية، إلى حياة طبيعية بجو مهني، يعمل مع محترفين ومختصين”، حسب قوله.

وأضاف حمص أن “عملنا سابقاً كناشطين إعلاميين في الغوطة، لم يكن منظماً، وطريقة عملنا لم تكن مهنية بالشكل المطلوب، وعلى الرغم من ذلك، تمكنا من تطوير أنفسنا بجهود خاصة، عبر اطلاعنا على دورات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مثل اليوتيوب، وغيره”، حسب قوله.

وأوضح الناشط أن “العديد من الناس تعاطفوا معنا بعد تهجيرنا قسرياً، بالمقابل انصدمنا بالكثير من الناس الذين كنا نظنهم مثلنا الأعلى، واكتشفنا أنهم كانوا يستغلوننا كناشطين إعلاميين من قلب الحدث، لا أكثر”، حسب وصفه.

وعن أحلامه ومخططاته المستقبلة، قال حمص لموقع الحل: “فور وصولي إلى تركيا، قمت بدورة تدريبية لمدة شهر، في مجال التصوير والمونتاج، وحالياً أحضر ورشات وتدريبات لإعداد التقارير، وصناعة الأفلام القصيرة بطرق احترافية، تحت إشراف مختصين عرب وأجانب، وحلمي أن أسجل في الجامعة وأختص في مجال الفن السينمائي”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.