مدونة جنيف: حبل المشنقة يضيق حول عنق البغدادي

مدونة جنيف: حبل المشنقة يضيق حول عنق البغدادي

نشرت صحيفة مدونة جنيف السويسرية يوم أمس تقريراً عن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية داعش، أبو بكر #البغدادي. المطلوب الأول في العالم اليوم والذي تمكن مرة أخرى من أن ينفد من الفخ الذي نصب له في منطقة بادية الشام المحصورة بين سوريا والعراق في الثاني والعشرين من شهر أيلول الجاري. فهذا الرجل الذي أصيب مرة واحدة على الأقل، كما تؤكد التقارير المتواترة، قد أصبح خير من يتقن فنّ الاختباء بين شقوق الأرض.

حيث يكشف التقرير كيف أن أبو بكر البغدادي يختبأ في منطقة بادية الشام، وهي منطقة محصورة بين سوريا والعراق، حيث ينتقل بين البعّاج شمال غرب العراق والهجين في سوريا.

وفي العاشر من الشهر الحالي، أطلق التحالف الكردي العربي لقوات سوريا الديمقراطية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، المرحلة الثالثة من عمليته كخطوة نهائية في الهجوم لإنهاء وجود داعش في شرق سوريا. حيث كشف القائد الكردي زرادشت كوباني للصحفيين في المنطقة القريبة من قرية السوسة بأن كل القادة والأمراء الأجانب في التنظيم قد تجمّعوا في مناطق السوسة والهجين والشعفة، وستتم تصفيتهم بالكامل.
لكن تحديد موقع البغدادي قد لا يكون بهذه البساطة! فبحسب حسن حسن، المتخصص في الحركات الجهادية في المنطقة والباحث في برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن الأمريكية، فإن أبو بكر البغدادي اليوم قد بات يتقن فن الاختباء. فقد تعلم هو وجماعته من أخطائهم التي كلفتهم حياة كل من القائد أبو عمر البغدادي والقائد العسكري أبو حمزة المهاجر عام 2010. وبالتالي فإن عدد محدود جداً من الأشخاص يعلمون أين يختبأ البغدادي. وهو ما أكده ضابط استخبارات عراقي في شهر أيار الماضي، حيث كشف أن أبو بكر البغدادي كان يتحرك بسرية تامة في سوريا على طول الحدود مع العراق برفقة أربعة أو خمسة أشخاص فقط بما في ذلك ابنه وزوج ابنته.

ويبين التقرير كيف أن السوريين والعراقيين باتوا مدعومين بشدّة بقدرات التحالف الدولية التقنية، وبالتالي أصبح لديهم ما يكفي من الأدوات لتحديد موقع البغدادي. فبات من الممكن القبض عليه إذا ما ارتكب هو نفسه أو أحد رجاله أي خطأ، مثل ذلك الخطأ الذي ارتكبه البغدادي في الثالث من شهر تشرين الثاني من عام 2016. حيث كشفت صحيفة الغارديان في شهر كانون الثاني الماضي كيف أن البغدادي الذي أعلن عن نفسه عندما تحدّث إلى رجاله عبر جهاز اللاسلكي لمدّة 45 ثانية، على خلفية هجوم الجيش العراقي وقوات البيشمركة على الموصل، فتم رصده على الفور. لكن رجاله عرفوا الخطأ الفادح الذي ارتكبه فانتزعوا الراديو على الفور من يده، وفق مسؤول كردي عراقي كبير كان قد سمع الاتصال.

وتختم مدوّنة جنيف تقريرها بالقول إن كان البغدادي قد نجا هذه المرة أيضاً من الفخ، فإنه سيلتحق بالخلايا السرية للتنظيم في منطقة ما في سوريا أو العراق. فتنظيم داعش لا يزال لديه حوالي 2000 جهادي نشط في العراق إضافة إلى 6000 داعم لوجستي ومؤيد، وكذلك حوالي 3000 جهادي نشط في سوريا إضافة إلى 9000 داعم لوجستي ومؤيد. وإن كانت عملية قوات سوريا الديمقراطية ستبعد مئات الجهاديين في سوريا إلى الأنبار والبعّاج في شمال غرب العراق، فإنه لا يزال لدى لبغدادي من يأويه في سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.