بعد استلام النظام منظومة “إس 300” هل تغيرت قواعد اللعبة لصالحه؟

بعد استلام النظام منظومة “إس 300” هل تغيرت قواعد اللعبة لصالحه؟

حسام صالح

شكل الإعلان الروسي قبل أيام عن تسليم النظام السوري منظومة “إس 300” للدفاع الجوي، خطوة جديدة في الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، والذي أتى بعد إسقاط “الدفاعات الجوية السورية” عن طريق “الخطاً” طائرة “إيل20” الروسية فوق اللاذقية في 17 من شهر أيلول الماضي، لدى تصديها للغارات الإسرائيلية في محافظة اللاذقية، ولعل هذه الخطوة “المتوقعة” من الجانب الإسرائيلي، لم تأت من فراغ، فطالما أقنعت اسرائيل الجانب الروسي بعدم تسليم النظام لهذه المنظومة وأوقفت هذه الصفقة منذ العام 2008، ليستمر هذا التأجيل أعواماً، ليعود الحديث عنها مجدداً في العام 2013 وأن حكومة النظام دفعت جزءاً من ثمن هذه المنظومة، ليكون رد موسكو بأن الحرب حالياً على “الإرهابيين” ولاحاجة إليها كونهم لايملكون طائرات.
تصاعد الحديث من الجانب الروسي، عن تسليم النظام منظومة “إس 300” مابعد تاريخ 14 نيسان من العام الجاري، بعد تعرض النظام لضربات صاروخية من قبل التحالف الغربي (أمريكا وفرنسا وبريطانيا) كرد على هجوم كيميائي مزعوم في مدينة دوما آنذالك، لكن في مقابل ذلك، ما أهمية تلك المنظومة بالنسبة للنظام؟ ومدى فعاليتها؟ وكيف ستتعامل الدول الغربية وخصوصاً إسرائيل مع وجودها بيد النظام؟

ماهي منظومة “إس 300″؟
بالعودة إلى العام 2013، حيث ذكرت صحيفة “فيدوموستي” الروسية أن “سوريا سددت جزءاً من قيمة عقد تسليم 4 منظومات (إس300) بعدة مئات من ملايين الدولارات، حيث تبلغ قيمة كامل الصفقة مليار دولار، لكن إرجاء التسليم كان منعاً لإخلال التوازن بين القوى”.
وفي بحثنا عن هذه المنظومة المخصصة للدفاع الجوي، فيوجد منها عدة نسخ، تم إنتاجها لأول مرة في عهد الاتحاد السوفييتي، في ستينيات القرن الماضي، ويوجد نسخ مطورة منها قادرة على صد الصواريخ البالستية بطريقة تحاكي قدرة منظومة (باتريوت باك-2) الأمريكية.

وبحسب مدير عام سابق لمكتب التصميم الأساسي لشركة “ألماز – أنتي” الروسية المنتجة لهذه المنظومة، فإبمكانها تغطية دائرة يتراوح نصف قطرها بين 150و250 كيلو متراً حسب نوع الصاروخ، كما يمكن ثتبيتها أو استخدامها على مركبات متحركة، ويتم تجهيز المنظمة بثلاث أنواع من الصواريخ، يصل مدى أحدها 150 كم، أي أنه في حال تم وضعها في المنطقة الوسطى أو الجنوبية، فيصل مدى هذه الصورايخ إلى “تل أبيب”.
وبمقارنتها مع منظومة (إس200) التي يمتلكها النظام والتي قال إنه أسقط بواسطتها مقاتلة إسرائيلية من طراز “إف 16” في شباط 2018، فإن قدرات (إس 300) تفوق قدراتها سابقتها بـ6 أضعاف، في المدى والارتفاع والدقة، وبحسب تعبير قائد القوات الجوية لنظام الدفاع الجوي المشترك الجنرال أيتيتش بيجيف فإن “منظومة واحدة من (إس-300) تساوي تقريباً فوجاً كاملاً من (إس-200) بإمكانياته النارية”.

هل ستتغير قواعد اللعبة؟
رغم نشر روسيا لمنظومات الدفاع الجوي “إس300” و “إس400” الأكثر تطوراً في قاعدتي طرطوس وحميميم في الساحل السوري، إلا أن إسرائيل اعترفت بتنفيذها أكثر من 200 هجوم على أهداف إيرانية في سوريا على مدى الـ18 شهراً الماضي، وهذا مايدل على أن روسيا كانت على علم بجميع الغارات أو الهجمات الإسرائيلية دون أن تحرك ساكناً، وهو ماعبر عنه الكاتب سيث فرانتزمان، في موقع “ناشونال إنترست” بقوله إن: “نشر النظام الصاروخي هو مجرد مواساة للسوريين، لكنه يظل مقامرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”، مشيراً إلى أن “إعطاء النظام هذه المنظوهة هو تصعيد رمزي أكثر من كونه تهديداً”.

وعن التعامل المفترض لهذا الإجراء، يرى مدير الدائرة الاستراتيجية في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال “أصاف أوريون” إن: “إسرائيل تحضر، ومنذ عشرين عاماً، لظهور شيء من هذا، وقامت بتدريبات ضد هذا النظام في اليونان عام 2015″، معتبراً أن ” وقوع نظام (أس-300) في أيد عقيمة ومتهورة سيكون مثارا للقلق، في إشارة إلى نظام (أس- 200) لدى النظام السوري، الذي أطلق صاروخا لا ليضرب (آي أل- 20)، لكنه أخطأ الهدف”.

في حين صرح مسؤولون إسرائيليون قبل أيام أن “طائرات الشبح الاسرائيلية يمكنها التغلب على منظومة (إس300) ومن الممكن تدميرها على الأرض”، في إشارة لطائرات (إف35) التي تسلمتها من الولايات المتحدة قبل عام، والتي لاتستطيع منظومة الدفاع اكتشافها.
في السياق ذاته، توقعت صحيفة “ذا درايف” الأمريكية أن تلجأ واشنطن لاستخدام مقاتلات (إف22″ وإف-16 سي جي) المضادة للرادار للقيام بعمليات جوية بسوريا، بعد تزويد النظام بمنظومة (إس 300).

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.