انضمام شبان من دمشق وريفها للمليشيات الإيرانية.. ماذا يريدون غير الحصانة؟

انضمام شبان من دمشق وريفها للمليشيات الإيرانية.. ماذا يريدون غير الحصانة؟

سليمان مطر – ريف دمشق

شهدت مناطق سيطرة النظام في #دمشق وريفها موجة كبيرة من تطوع الشبّان مع الميليشيات الإيرانية “الشيعية” المساندة لقوات النظام، حيث تم تسجيل مئات المتطوعين خلال الفترة الماضية، وذلك لأسباب ودوافع مختلفة، تبدأ طمعاً بالحصانة الأمنية وتصل إلى كونها فرصة للحصول على النفوذ الكافي للحصول على مكاسب متعددة بطرق غير شرعية.

وتنشط عملية التطوع مع هذه الميليشيات في مناطق المصالحات بشكل كبير، لا سيما وأنّ معظم الشبان فيها مطلوبين لقوات النظام، إما أمنياً أو للخدمة العسكرية، والتطوع مع هذه الميليشيات يساعدهم على التخلص من ذلك، مقابل الحصول على مرتب شهري، وحصانة أمنية أعلى من تلك التي تُمنح للمتطوعين مع قوات النظام.

مصدر عسكري خاص رفض التصريح عن اسمه أكدّ لموقع الحل أنّ أعداد المتطوعين مع الميليشيات الشيعية في دمشق وريفها تجاوز 900 شاب، معظمهم من #القلمون و #الغوطة_الغربية، وعلى الرغم من أنّهم يُصنفون على أنّهم الصف الثاني في هذه الميليشيات إلّا أنّ حصانتهم الأمنية أعلى من عناصر النظام أنفسهم، حيث لا يمكن لحواجز النظام توقيفهم إلّا بعد الرجوع إلى قيادات الميليشيات المنتسبين إليها.

وأضاف المصدر أنّ المتطوعبن مع الميليشيات يخضعون لدورات “توعوية” يتم خلالها تعليمهم أحكام دينية خاصة بمذهب الفصيل الذي يضمهم، بعد ذلك يتم تدريبهم في معسكرات غير مجهزة للأغراض العسكرية، وبشكل عشوائي، إذ أنّ هذه الميليشيات لا تريد سوى زيادة أعدادها والحصول على أكبر قدر من المقاتلين في الصفوف الأولى في المواجهات مع داعش، أو فصائل المعارضة، حسب قوله.

الناشط سليمان محمد قال لموقع الحل أنّ أكثر من 15 عنصراً من مناطق مختلفة انشقوا عن هذه الميليشيات بعد أشهر من الانضمام إليها، وذلك لأسباب دينية وأخرى تتعلق بخوفهم من التواجد على الخطوط الأولى في المعارك التي تُعتبر وقود هذه الميليشيات، التي”ترغب بإثبات قدرتها وقوتها في كل معركة تشارك فيها”.

وأشار محمد إلى أنّ قسم كبير من المتطوعين مع الميليشيات الشيعية يعملون “بالتعفيش” وتسهيل نقل المسروقات، مقابل الحصول على مبالغ مالية يقتسمونها مع عناصر الحواجز الأمنية التابعة للنظام، التي تسهل لهم عملية التصريف، في عدة مناطق من دمشق وريفها.

في حين أكدّ عمر الشامي(منشق عن النظام) أنّ المتطوعين مع الميليشيات وعناصر النظام الذين تم سحبهم على الحواجز، يتم الزج بهم على الخطوط الأولى، وعندما توشك قوات النظام على خسارة النقاط لحساب المعارضة أو داعش، تقوم بقصف المنطقة بمن فيها من عناصرها وعناصر الميليشيات الأجنبية المساندة لها، بهدف منع تقدم أحد إليها وإيقاف أي تقدم، دون الاكتراث بأرواح عشرات العناصر الذين يدافعون عنها.

وأضاف الشامي أنّه وحتى الأمور البسيطة التي يتم التعامل بها مع عناصر الميليشيات الأجانب تختلف عن معاملة المتطوعين السوريين، بدايةً من وجبات الطعام، ووصولاً إلى حرية التصرف والإجازات، والمرتبات الشهرية. بينما قال إنّ الإيجابية التي تمت حتى اليوم لهؤلاء العناصر، هو احتساب فترة انتسابهم من ضمن خدمتهم الإلزامية، “الأمر الذي يعتبرونه إنجازاً يستحق المخاطرة”، حسب قوله.

وتتجه قوات النظام للاستفادة قدر الإمكان من هؤلاء العناصر، لا سيما وأنّه قد تم تسجيل كشوفهم ضمن “الفرقة الرابعة” و “الحرس الجمهوري”، خوفاً من استهدافهم بشكل مباشر إذا ما تم تنسيبهم للميليشيات بشكل مباشر، حيث يتم استهداف هذه الميليشيات بين الفترة والأخرى من قبل الطيران الإسرائيلي، وقد تم نقل قسم كبير منهم إلى تخوم محافظة #إدلب، و #دير_الزور، للقتال إلى جانب قوات النظام في معارك مرتقبة مع داعش وفصائل المعارضة، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.