فرانس سوار: كيف حصل داعش على صواريخ “ميلان” الفرنسية المضادة للدروع؟

فرانس سوار: كيف حصل داعش على صواريخ “ميلان” الفرنسية المضادة للدروع؟

نشرت صحيفة فرانس سوار، قبل يومين، تقريراً كشفت فيه كيف حصل تنظيم الدولة الإسلامية على صواريخ “ميلان” الفرنسية المضادة للدروع. فبعد أن استخدم تنظيم داعش هذا النوع من الصواريخ في عدّة مناسبات في سوريا والعراق وقام بتصوير ذلك وبثّه عبر وسائل الإعلام، كثرت الشائعات حول تسليم فرنسا لهذا النوع من الصواريخ إلى التنظيم. الأمر الذي استدعى التوضيح بأن كل هذه الشائعات هي أخبار مزيفة من خلال تحليل قدّمه ماتيو بوكستون، المختص بقضايا الدفاع والمراقب الرائد لتنظيم الدولة الإسلامية.

ففي سوريا وعلى وجه الخصوص في منطقة هجين،استخدم تنظيم داعش حديثاً صواريخ “ميلان” المذكورة. وعلى خلاف العديد من الأخبار المزيفة ونظريات المؤامرة التي تنسب توريد الغرب هذه الأسلحة لتنظيم داعش، فإنه لم يكن من المستغرب حقيقةً أن نجد هذا النوع من صواريخ “ميلان” في أيدي الجهاديين! فهذا النوع من السلاح منتشر بشكل شبه متكرر على ساحة الصراع في سوريا منذ سنوات.

وفي مقطع الفيديو الذي بثّته وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش في 16 تشرين الثاني الماضي والذي لم تتجاوز مدّته 28 ثانية بعنوان “تدمير بلدوزر لقوات النظام في قرية الشعائر شمال مدينة البوكمال”، يظهر الرامي وهو على سطح أحد المباني وقدثبّت قاذفة “ميلان” بالحجارة لمنعها من التحرك أثناء إطلاق الصاروخ. لينطلق بعدها الصاروخ ويدمّر البلدوزر في تلك القرية على الضفة الغربية من نهر الفرات والتي سيطر عليها داعش قبل أن يطرد منها في تشرين الثاني من العام الماضي.وهي اليوم تحت سيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الأجنبية التي تساندها.

ويبين التقرير بأن صواريخ “ميلان”المضادة للدروع والتي دخلت حيّز الخدمة في الجيش الفرنسي في عام 1972، هي صواريخموجّهة سلكياً مع نظام توجيه نصف أوتوماتيكي. وعند إطلاق الصاروخ، على الرامي أن يحافظ على الهدف في عدسة القاذف كي يصيب الصاروخ هدفه بدقّة. ويمكن أن يجهّزالقاذف بجهاز للرؤية الليلية. كما يمكن ضبط قاذف الصاروخ من 25 إلى 50 سم في الارتفاع. حيث يمكن لصاروخ “ميلان” أن يصيب الهدف حتى مسافة 2 كم. ويمكن لهذا النوع من الصور الدعائية التي يبثها تنظيم داعش أن يغذي شائعات المؤامرة والأخبار المزيفة التي تروّج إلى تسليح تنظيم داعش من الدول الغربية لاسيما فرنسا وألمانيا اللتان تمتلكان هذا النوع من الصواريخ. لكن في الحقيقة، فقد تمكن التنظيم من الحصول على هذه الأنواع من الأسلحة من عدّة مصادر مختلفة على الساحة السورية العراقية.

حيث يكشف التقرير بأن النظام السوري قد طلب من فرنسا 200 قاذفة “ميلان” بالإضافة إلى 4400 صاروخ في عام 1977. حيث تم توريد هذه الشحنة ما بين عامي 1978 و1979. وقد تم استخدام هذه الصواريخ خلال الحرب اللبنانية من قبل الجيش العربي السوري. وبعد ذلك، تم تخزين معظم هذه الأسلحة في المستودعات، حيث تمكّن مقاتلو المعارضة من الاستيلاء على جزء منها في السنوات الأولى لـ “الثورة السورية” لاسيما في القلمون ما بين شهري تموز وآب من عام 2013. كما فعل ذلك تنظيم داعش فيما بعد. وقد استخدمته قوات النظام السوري في حربها ضد المعارضة كذلك. لذلك فليس من المستغرب ملاحظة حضور صواريخ “ميلان”في سوريا.

أما فيما يتعلق بصواريخ “ميلان”التي استخدمها تنظيم داعش منذ معاركه في كوباني، فقد حصل عليها بعد استيلائه على مدينة تدمر في شهر أيار عام 2015. وفي كانون الثاني من عام 2016, دمّر تنظيم داعش دبابة للنظام السوري بالقرب من قاعدة كويرس شرق حلب باستخدام صاروخ “ميلان”.أما في العراق، فقد حصلت “البيشمركة الكردية” كذلك على حصتها من هذه الصواريخ بدءاً من عام 2014 عبر شحنة مرسلة من ألمانيا، واستمرت الشحنات في عامي 2015 و 2016. وعلى ما يبدو، فقد حصل تنظيم داعش الذي حارب “أكراد العراق”حتى نهاية عام 2016 على عدد من قواذف صواريخ “ميلان” خلال تلك المعارك.

وتختم فرانس سوار تقريرها بالتذكير بأن بإحدى آخر المرات التي ظهرت فيها صواريخ “ميلان” في أيدي مقاتلي داعش قبل الفيديو الذي بثّته وكالة أعماق التابعة للتنظيم في شهر تشرين الثاني الماضي، كانت قبل ذلك بعامٍ تقريباً. حيث بثّ التنظيم مقطع الفيديو الشهير “نار الحرب” عبر الانترنت. وقد ظهر في مقطع الفيديو هذا غزو مدينة تدمر في شهر كانون الثاني 2016, ويمكن رؤية صور لفريق مضاد الدروع وهو ينقل قاذف صاروخ “ميلان”دون أن يُظهر الفيديو أي عملية استخدام لهذه الصواريخ. وهذا الفيديو الأخير الذي بثته أعماق مثير للاهتمام كذلك، كونه يوضّح لنا بأن داعش الذي يواجه قوات سورية الديمقراطية في جيب هجين، لا يزال مستمرا بمضايقة مواقع النظام السوري في غرب الفرات سواء من خلال الصواريخ المضادة للدروع أو مدافع SPG9 عديمة الارتداد أو حتى من خلال القناصة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.