(الحل) – بعد سلسلة حوارات- ما تزال متواصلة النشر على حلقات- مع الأمير بندر بن سلطان، على صفحات «الإندبندنت» عربي، قام موقع «الحل السوري» أيضاً بنشر القسم الخاص بالشأن السوري، على جزأين، نظراً للتفاصيل الدقيقة التي ذكرها عن رئيس النظام السوري بشار الأسد منذ كان طالباً وحتى تاريخه، مع الجزئيات الكاملة من المتناقضات الكثيرة في شخصيته. جاء رد النظام فيسبوكياً!!

نعم؛ المفاجأة أن أي رد رسمي لم يصدر من رأس النظام، أو مكاتب القصر الجمهوري، بل كما في كل مرة جاء الرد من أحد «الشبيحة» وهذه المرة من خالد العبود عضو مجلس الشعب السوري وأمين سره، واصفاً كلام الأمير بـ«المضحك» على الرغم من التفاصيل الدقيقة فيه، بالإضافة إلى أن العديد من ذكرهم «بندر» ما زالوا على قيد الحياة، ومنهم فاروق الشرع الذي كان من «المفترض» أن يأتي الرد منه، على سبيل المثال لا الحصر.

وكتب العبود على صفحته في الـ«فيسبوك»: «تناقلت بعض وسائل الإعلام خبر لقاء ماض بين سيادة الرئيس بشار الاسد و”الملك عبد الله”، استناداً لكلام صرّح به “الأمير بندر بن سلطان”، يزعم فيه أنّ “الملك السعودي” استدعى الرئيس بشار الأسد، وقال له كلاماً شديد اللهجة، وأنّه تعامل معه تعاملا لا يرتقي لمستوى رئيس دولة!!!..»

وقال متهكماً: «أضحكني هذا الكلام كثيراً، ولم أكن أظنّ أنّي سأعلّق عليه حين أبلغني عنه المكتب الإعلامي، لكنّ تناقل بعض الأبناء مثل هذا الكلام، دفعني للتوضيح».

وأضاف تحت عنوان «في التاريخ والموقف» إلى  أن الأمير: «يزعم (العبد الأمير) أنّ هناك زيارة كانت للرئيس بشار الأسد إلى “الرياض” سرّاً في 17 أكتوبر 2010، علماً انّ “الملك عبد الله” كان في زيارة إلى دمشق في 30 يوليو 2010، التقى فيها سيادة الرئيس بشار الأسد وسافرا معاً إلى بيروت..»

وأوضح البرلماني السوري: «حصل ذلك بعد قطيعة طويلة بين دمشق والرياض، حيث كان مطلوباً من الرياض أن تكون من ضمن اصطفاف الحصار على سورية، عشيّة اتهامها باغتيال الحريري، في عام 2005، وبعدها كان عدوان 2006 على لبنان، وتحديدا على “حزب الله” وسلاحه، وكان مطلوباً من “المملكة” أن تكون في عربة العدوان أيضاً..».

وأردف العبود أنه «بعد انتصار المقاومة وهزيمة كيان الاحتلال ومن وقف معه من “العربان”، خرج علينا سيادة الرئيس بشار الأسد كي يؤكّد انتصاره من خلال خطابه الشهير الذي أضحى معروفاً في الأدبيات السياسيّة بخطاب “أشباه الرجال”!!!..»

وأشار لنوعية العلاقة أنها «بقيت علاقة “مملكة آل سعود” سيئة مع سورية وقيادتها، وتحديدا مع سيادة الرئيس بشار الأسد، حتى زيارة “الملك عبد الله” محمولا الى دمشق، ولقائه بالرئيس الأسد وسفرهما معا إلى بيروت!!..»

واعتبر عضو المجلس الشعب، أن الزيارة التالية كانت للتكفير عن الذنب قائلاً: «جاءت هذه الزيارة “للملك عبد الله” محمولا الى دمشق للتكفير عن اتهام “المملكة” لسورية باغتيال “الحريري”، والزيارة الى بيروت لتأكيد “الملك عبد الله” أن سورية بريئة من دم “رفيق الحريري”، وذلك بعد حملة حجيج طويلة سبقه فيها كلّ من الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة في حينها “سعد الحريري”، الذي برّر اتهامه لسورية بأنه كان “اتهاماً سياسيّاً”، وهي تخريجة تمّ الاتفاق عليها والاعداد لها منذ بدؤوا يهمّون للحجيج الى دمشق للقاء الرئيس الأسد والاعتذار له!!..».

وأكد أن الحقيقة هو «أنّ الرئيس الأسد هو من طالب بأن يأتي رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية اللبنانية لزيارته في دمشق ثم يأتي “الملك عبد الله”، وكلّ ذلك في سياق الاعتذار لسورية وله، نتيجة اتهامه باغتيال “رفيق الحريري”!!!..»

وللتفسير أكثر في هذه النقطة تساءل العبود: «لماذا استعرضنا وفصّلنا في هذه النقطة، للقول بأنّ “الملك عبد الله” كان قد اتّهم سورية وقيادتها بدم “الحريريّ” منذ واقعة الاغتيال، والتي على أثرها تمّ خروج القوات السورية من لبنان، وبقيت “المملكة” على هذا الموقف حتى جاءت التعليمات الأمريكية بانهاء حصار سورية والرئيس الأسد تحديداً، حيث تطوّرت العلاقات السورية – السعودية وتلطّفت الأجواء جدّاً حتى بداية العدوان على سورية من خلال أحداث درعا 18 / 3 / 2011م، بمعنى أنّ “الملك عبد الله” كان قد انتهى من اتهامه واعتذر عنه لسورية ولرئيسها، وبالتالي فإنّ زعم “أميرهم العبد” أنّ هناك زيارة في هذا التاريخ للرئيس الاسد الى الرياض اتهمه فيها “الملك” باغتيال “الحريري”، هو فعل افتراء واضح وجليّ!!!..»

ولم يكتف العبود بذلك فتحدث عن اللغة التي تحدث بها الأمير: «من يتابع تفاصيل ادعاء “الأمير العبد” يرى هناك كلمة مرّت على لسانه، مدّعيا فيها أنّ الرئيس بشار الأسد قالها أكثر من مرة “للملك” حين “كذّبه الملك”، والجملة هي قوله: “انا رئيس العربية السورية”!!!..»

وكتب العبود على الطريقة الفيسبوكية قهقهة طويلة: «ههههه.. من يعرف الأدبيات السياسيّة واللغة الخاصة بسيادة الرئيس بشار الأسد يدرك جيّدا أنّ هذه الجملة ليست من وعائه الثقافي، لا بل إنها جملة ليست من الوعاء الثقافي والدستوري والسياسي للسوريين، وانما هي جملة خاصة “بالمملكة” وثقافة مسؤوليها، فهم الذين يقولون “العربية السعودية”، أما نحن فلا يستقيم لنا أن نقول: الدولة العربية السورية!!..» متابعاً: «أنّ “أميرهم العبد” عندما أراد أن يكذب على لسان السيد الرئيس تقمّص الحالة والثقافة الخاصة به وقوّل سيادته من خارج سياق المفردة السياسية الخاصة بالسوريين أصلا، وهو ما يثبت كذب “عبدهم الأمير” ودَجَله!!..».

وختم خالد العبود منشوره الفيسبوكي بكلمة وأخيراً: «إنّ “مملكة آل سعود” تريد ان تبحث لنفسها عن مخارج آمنة نتيجة تورطها في دماء السوريين، فهي من جهة تحاول شراء براءتها بمحاولة تصدير صورة منفتحة عكس ما قدّمت نفسها فيها خلال المرحلة الماضية، وعكس ما كانت تؤكده “الوهابية”، وأنها تريد ان تأخذ الانظار عن جريمة ذبح “الخاشقجي” من خلال تأليف روايات يمكن لها ان تعيد انتاج ملفات سابقة تبعد فيها الانظار عنها!!!..».

 

إعداد وتحرير: معتصم الطويل