بغداد- وسام البازي

مع انحسار وجود تنظيم “داعش” في معقله الأخير بدير الزور شرقي سوريا، عاد الحديث من جديد عن مصير ومكان تواجد زعيم التنظيم المدعو “أبو بكر البغدادي”، لا سيما بعد تسريباتٍ صحفية لقادة ميدانيين وعسكريين عن احتمالية لجوء البغدادي مرةً أخرى إلى العراق بعد خروجه الأخير من البلاد خلال فترة معارك “تحرير” الموصل”، واستقراره في مناطق الحدود العراقية السورية وتحديداً في صحراء محافظة الأنبار.

ومنذ أن أعلن العراق ديسمبر كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم “داعش”، توارت أخبار البغدادي واختفت، حتى أن المعلومات التي تتناقلها الصحافة الأجنبية عن مصيره لا يُعرف مدى دقتها، إذ ذكرت الصحافة البريطانية غير مرة بأن صحة البغدادي الجسمانية سيئة بعد تعرّضه لضربةٍ جوية نفّذها طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، بمنطقة الكرابلة بالأنبار، أما الصحافة الأميركية فقالت لأكثر من مرة إن مرض السكري الذي يعاني منه البغدادي، وخساراته المتعددة على الصعيد الشخصي، والتي كانت آخرها، مقتل ابنه الأصغر “حذيفة”، كلها أثّرت على مزاج البغدادي في المواصلة، بعدد قليل من المقاتلين.

المؤكّد أن البغدادي يبحث حالياً عن ملجأ أمين، يستقر فيه مع عدد قليل من قيادات الصف الأول من التنظيم، الذي انتهى عسكرياً في غالبية مناطق العراق وسوريا، ولكن غالبية الإشارات والاتصالات التي أجراها موقع “الحل العراق”، تشير إلى أن البغدادي، “لم يتمكّن لغاية الآن من الوصول إلى الأراضي العراقية، إلا أنه يسعى لذلك”، بحسب ضابط في وزارة الدفاع العراقية برتبة لواء.

وأضاف أن “زعيم تنظيم داعش فَقَدَ غالبية اتصالاته مع قاعدته العسكرية في العراق، بسبب التضييق الاستخباراتي للقوات العراقية، إضافةً إلى مراقبته المستمرة بواسطة طيران التحالف الدولي، فضلاً عن خسارته لغالبية الأنفاق التي كان يعتمد عليها عناصر التنظيم للتنقل بحرية في المناطق الصحراوية، وعبور الحدود العراقية السورية”.

مبيناَ أن “البغدادي وبحسب المعلومات يسعى للوصول إلى مدينة القائم، ودخولها عبر الدراجات النارية، لأن الدراجات هي الأكثر أماناً، وهناك معلومات تفيد بأن الزعيم الإرهابي حلق لحيته ورفع عن رأسه عمامته، في محاولة للتمويه، ولكن الجهود العراقية وبتنسيق مع القوات الأخرى في سوريا عازمة على إطاحته”.

وعن مكان وجوده الحالي، أشار الضابط إلى أن “العراق لا يملك أية معلومات خاصة، لكن ما وصلت من تسريبات للجيش الأميركي تفيد بوجود البغدادي ومعاونيه في منطقة الحسينيات، ويتنقل بين هذه المنطقة ووداي حوران بالعراق، وهذه معلومات غير حقيقية وليست منطقية”.

إلى ذلك، أثار تسليم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، العراق أكثر من 150 عراقياً وأجنبياً من مقاتلي التنظيم داعش، حفيظة السياسيين العراقيين، خصوصاً وأن الإعلان عن هذا الأمر، جاء بموجب اتفاق سري أبرم من أجل تسليم 502 مقاتل بشكل إجمالي، دون الحديث عنه بالإعلام المحلي، وإطلاع العراقيين عليه، بحسب عضو تحالف “الفتح” محمود التميمي.

وقال التميمي، لموقع “الحل العراق”، إن “الاتفاق الذي عقده العراق مع قسد، أجري بطريقة سرية، إذ لم تطلع عليها غالبية الأحزاب، وعلى بنودها، وبالتالي هذا الأمر يدعو للتساؤل عن سرية الاتفاق، بالإضافة إلى عدم دفع عديد الإرهابيين إلى مناطق بعيدة عن العراق، ولماذا جلبهم إلى العراق، لا سيما وأن الحدود العراقية السورية، غير مؤمنة بشكل جيد أصلاً”.

المسؤول بالحشد العشائري في مدينة الرطبة بالأنبار، وليد الفهداوي، قال إن “أهالي المحافظة متخوّفون من عودة تنظيم داعش إلى المنطقة، لا سيما بعد انتشار أخبار تفيد بوجود زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في صحراء الأنبار”.

مبيناً لموقع “الحل العراق”، أنه “لا دلائل حقيقية على وجود البغدادي في مناطق الأنبار أو حتى الموصل، لأن رصد طيران التحالف الدولي، فاعل في أغلب أوقاته، ونعتقد أن البغدادي لا يزال في سوريا، وأن الحديث عن انتقاله إلى الأراضي العراقية، مجرد تكهّنات”.

في بغداد، أكد الخبير بشؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، أن “البغدادي تمكن من عبور الحدود ودخل إلى العراق، وهو حالياً إما في جزيرة راوة أو في مناطق غرب الثرثار”، موضحاً لموقع “الحل العراق”، أن “التنظيم لجأ مؤخراً إلى اعتماد أساليبه القديمة، التي تعتمد على الخطف، فيما يستعد إلى ترتيب أوراقه من جديد لشن هجمات وإعلان العودة بمناطق في الموصل، مثل العياضية وبادوش والبعاج، وبعض مناطق ديالى بالإضافة إلى صحراء الأنبار”.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.