الرقة (الحل) – عانت المرأة كثيراً في المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش)، من تهميش واضطهاد وفرض قوانين وعقوبات صارمة، بل تعدى ذلك لتعيش في خوف دائم إذا ما كانت تنوي السير في الشارع أو الذهاب إلى السوق.

وهذا الحال عاشته النسوة في مدينة الرقة ونواحيها لأربع سنوات متتالية، والتي عدها التنظيم آنذاك عاصمة لخلافته المزعومة، قبيل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) على المدينة وطرده منها. إذ بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى المنطقة، من خلال حدوث تغيرات عدة، وأهمها حرية الحركة والتنقل التي حظيت بها النسوة بعد خلاصهنّ من سجن «داعش» بل تعدى ذلك لتحصل على جميع حقوقها أيضاً، لتصبح عضو فعال في المجتمع من خلال تسلمها مناصب هامة وفعالة، كاسرة بذلك كل القيود السابقة.

دعم المرأة

تقول خديجة الأحمد (من سكان مدينة الطبقة) بعد خروج التنظيم من مدينة الطبقة، بدأ مكتب المرأة التابع لمجلس الرقة المدني بتقديم الدعم وتغطية حاجات المرأة في المدينة من خلال إعداد دورات تدريبية مهنية وتعليمة شاملة كافة المجالات إلى جانب تأمين فرص عمل لنا. لافتةً إلى “إقبال النسوة بشكل كبير لتلك الدورات، إذ باتت  تقام بشكل دوري لتستوعب الأعداد الكبيرة الراغبة بالانضمام لها.

تضيف خديجة التي تعمل بالوقت الحالي في ورشة خياطة، لقد اتممت دورة تدريبية بفنون الخياطة والتطريز عن طريق مكتب المرأة التابع للمجلس المدني، حيث استمرت الدورة 30 يوم وبإشراف مختصات، وبعد الانتهاء منها حصلت على  شهادة خبرة، خولتني العمل في الورشة الحالية، على حد قولها.

وتحدثت أميمة الجابر (ممرضة في مشفى الطبقة) أيضاً عن كيفية حصولها على عملها الحال، قائلة:  “لقد خضعت لدورتي تمريض عن طريق اتحاد المرأة الشابة، قرابة 60 يوم، على يد أطباء وطبيبات من المدينة، تعلمت من خلالها الإسعافات الأولية مثل فتح وريد وحقن أبر وخياطة جروح والتخدير الموضعي، مشيرة إلى إنها “خضعت لإمتحان (نظري وعملي) وتم منحها شهادة مهنية تمريضية معترف بها، تمكنت  من خلالها  العمل في مشفى الطبقة الوطني”.

لم يقتصر دور المرأة في المجتمع الرقاوي على النطاق المهني فحسب، بل تطور ليصبح دورها فعال أكثر في إدارة أمور المدينة بخطوات مشتركة مع الرجل وبشكل رسمي، لتدخل ولأول مرة في تاريخ المدينة سلك الشرطة.

تقول فاطمة الحسين (شرطية في قسم المرور بمدينة الطبقة) إنه، بعد إعلان أكاديمية موسى الأحمد عن بدء قبول طلبات التسجيل لأول دورة تدريبية لشرطة المرور (الترافيك) مطلع عام 2018، قدمت طلب تسجيل، وتم القبول، حيث كانت مدة الدورة 25 يوماً تلقيت من خلالهما دروساً فكرية وتدريبات في أصول تسيير وتنظيم سير المركبات داخل المدن، وبنهاية الدورة حصلت على شهادة وبطاقة شرطة رسمية، أعمل من خلالها في مدينة الطبقة بالوقت الحالي”.

المرأة في ريف الرقة

لم يقتصر نشاط اتحاد المرأة في المدينة فحسب، بل تعدى ذلك ليصل إلى أريافها أيضاً، إذ افتتحت أكاديمية مجلس المرأة السورية الديمقراطية في مزرعة تشرين شمالي الرقة، وذلك برعاية لجنة المرأة في مجلس الرقة المدني، وبالتعاون مع مجلس سوريا الديمقراطية، وعن عملها تحدثت يسرى المحسن (أحد أعضاء لجنة المرأة) لقد خرّجت الأكاديمية دورات تعليمية عدّة لنساء المنطقة، كان التركيز فيها على تدريب الذات وتوعية المجتمع والتركيز على أهم المشكلات وأكثرها خطورة وهو زواج القاصرات وأضراره، وعلى أهمية دور المرأة في بناء مجتمع ديمقراطي حر تكون هيا أحد أساساته”.

أعمال دور المرأة

تقول ندى الجاسم (عضو في دار المرأة) “لقد  افتتحت الإدارة المدنية الديمقراطية ومجلس الرقة المدني بالتعاون مع إدارة المرأة عدة دور للمرأة في المدينة وريفها، تتألف كل واحدة من لجان عدة، ومنها لجنة الخدمات ولجنة الصلح ولجنة العلاقات العامة، وتختص كل لجنة بالأعمال الملقاة على عاتقها”.

كما تقوم اللجان التابعة لدور المرأة بحل القضايا المتعلقة بالعنف والممارسات ضد المرأة وحل القضايا الأسرية، بالإضافة لمساعدة المرأة معنوياً من خلال إدخالها بدورات تدريبية في المجالات المهنية والتعليمية كافة، ومادياً عن طريق تسجيل اسمائهن وتقديم المساعدة لهن حسب الإمكانيات المتوفرة.

 

إعداد: على إبراهيم – تحرير: معتصم الطويل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.