مدارس درعا بين الإهمال والسطوة الأمنية

مدارس درعا بين الإهمال والسطوة الأمنية

درعا (الحل)- لا يبدو أن الواقع التعليمي في محافظة درعا، في طريقه للتحسن قريبا، خاصة بعد استعادة النظام سيطرته على المحافظة قبل أشهر، فالوضع في مدارس درعا يمكن وصفه بالمتسيّب والخاضع للمحسوبيات والسطوة الأمنية.

وفي ظل الكم الهائل من المشاكل التي تعاني منها مدارس المحافظة، فإن فرصة التحسين وإمكانية التغيير، تبقى ضئيلة، ذلك لاستمرار وجود المسؤولين الفاسدين المشرفين على العملية التعليمية في درعا.

وقال عوض الخالد، مدرس سابق في مديرية التربية التابعة لـ “الحكومة المؤقتة”، إن مدارس درعا تعاني اليوم، ظروفا تعد الأسوء منذ سنوات، حيث أن قسما كبيرا من المدارس مدمر جزئياً وينقصه الوسائل التعليمية، كما أن عددا من المدارس خاصة الموجودة في مناطق سيطرة المعارضة سابقاً، تفتقر للتدفئة.

وأوضح الخالد، أن النظام يتعمّد إهمال المدارس الواقعة في مناطق سيطرة المعارضة سابقاً، حيث أنه حتى الآن، لم يجر أي عملية صيانة وتحسين حقيقية لها، ما اضطر بعض الأهالي إلى إرسال أبنائهم إلى مدارس أخرى في مناطق مجاورة، يهتم بها النظام لعدم دخولها في الحراك المعارض ولم تتعرض لهجمات في السابق.

وأشار المدرّس عوض، إلى أن النظام يولي اهتماماً مبالغا به لبعض المدارس الواقعة في منطقة درعا المحطة بمدينة درعا، لتواجد أبناء الضباط والمسؤولين المحليين فيها، كما أن التدفئة فيها متوفرة ولا يمكن مقارنتها بمدارس أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا.

وقال مصدر محلي خاص، لموقع الحل، إن أحد التلاميذ في مدرسة الثورة بمنطقة درعا المحطة بمدينة درعا، هاجم مدرّسه وقام باستدعاء والده الضابط في فرع الأمن العسكري، الذي حضر مع عناصره وانهالوا على المدرّس بالضرب، ما أدى لإصابته بجروح وخدوش في جسده.

وأوضح المصدر، أن إدارة المدرسة لم تستطع منع الضابط وعناصره من ضرب المدرّس، كما أنه لا يمكن اتخاذ اجراء عقابي بحق التلميذ لنفوذ والده في فرع الأمن العسكري.

وقال عمران الصمادي “والد أحد التلاميذ في مدينة درعا”، لموقع الحل، إن أبناء المسؤولين المحليين وضباط وعناصر الأمن، لهم وضع خاص في مدارس مدينة درعا، حتى أنه بعض المدرّسين يحاولون التقرّب والتودّد للمسؤولين والمسؤولين من خلال دعم أبنائهم في المدرسة ومساعدتهم ليكونوا في المستوى الأول بتحصيل الدرجات في الامتحانات.

وأضاف الصمادي، أن سطوة المخابرات ممتدة إلى كل مفاصل الحياة في درعا، حتى توزيع مخصصات الديزل والغاز يكون عناصر الأمن المشرفين على ذلك، ويشمل ذلك أيضاً المدارس، حيث أنه تكررت مراراً إعتقال طلاب من المدارس بسبب تلفظهم بعبارات مناهضة للنظام، أو بسبب مشاجرتهم مع أبناء الضباط وأسباب أخرى.

وتحدث الصمادي عن مشاهداته في امتحانات العام الماضي، “عندما ذهبت لإيصال ابني إلى امتحان الصف التاسع إعدادي، رأيت بعض عناصر الأمن أمام المدرسة، وهم يحملون أوراقا يتم إدخالها إلى أبناء الضباط من خلال بعض الأساتذة، وكان ذلك على مرأى من مراقبي مديرية التربية، لكن من الطبيعي أن تقف المديرية عاجزة أما ضابط أمن وخاصة إذا كان من مناطق الساحل السوري، وهذا المشهد اعتدنا عليه في امتحانات كل عام”، وفق وصفه.

كما تستمر معاناة المدرّسين المفصولين من وظائفهم خلال السنوات الماضية، في محاولتهم العودة لوظائفهم بعد سيطرة النظام على المحافظة وتعهده بإعادة المفصولين الذين كانوا من بين بنود اتفاق التسوية في درعا، إلا أنه حتى الآن تماطل سلطات النظام بإجراءاتهم ويتم تأجيل قضاياهم في المحكمة بشكل متكرر.

إعداد: محمد الأحمد – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.