الخطف مشهد يومي في السويداء والعصابات «تتكاثر» والفدية بالملايين

الخطف مشهد يومي في السويداء والعصابات «تتكاثر» والفدية بالملايين

السويداء (الحل) – على الرغم من زيادة حواجزها الأمنية في مدينة السويداء وريفها، في الآونة الأخيرة، إلا أن قوات النظام لم تتمكن من ضبط الفلتان الأمني المستمر في محافظة السويداء منذ سنوات، إذ استمرت عمليات الخطف بحق المدنيين، في وقت حدثت فيه عمليات خطف متبادلة ما بين قوات النظام ومجموعات يصفها أهالي المدينة بأنها «عصابات خطف».

آخر عمليات الخطف المسجلة في السويداء كانت يوم الجمعة الماضي، إذ اختطف مجهولون، اثنين من المدنيين هما (محمد باسل الغبرة، محمد حمزة) على طريق السهوة في منطقة ظهر الجبل المتاخمة لريف درعا.
ووفقا لما أفادت به مصادر أهلية لموقع «الحل السوري» فإن سيارة يستقلها الرجلان مع زوجتيهما، تعرضت لهجوم من مسلحين مجهولين، حيث اختطفوا الرجلين، وأطلقوا سراح الامرأتين في الطريق قبل الفرار إلى جهة مجهولة، وما يزال مصير الرجلين مجهولا والجهة الخاطفة مجهولة.

وذكرت شبكة «السويداء 24» أن عصابات الخطف وهي معروفة في السويداء، بالإضافة إلى جهات مجهولة قامت بخطف ثمانية مدنيين وستة عشر عنصراً من قوات النظام والأمن في شباط الماضي، وسط عجز من قوات النظام التي «لم تستقو سوى على ثلاثة مدنيين قامت باعتقالهم في ظروف تعسفية». كما حدثت خلال تلك الآونة ست عمليات خطف متبادلة تمت بين فصائل عائلية محلية في السويداء.

وآخر عمليات الخطف في السويداء خلال الشهر الماضي، حدثت عند مدخل بلدة صلخد حيث اختطف مسلحون رجلا يدعى «بشار قرطجي» ينحدر من دمشق، وتركوا زوجته على الطريق، وبعد عملية الخطف طلب الخاطفون من الزوجة فدية مالية قدرها خمسة وعشرين مليون ليرة سورية مقابل إطلاق سراح المخطوف.

خطف متبادل
وتحدث لموقع «الحل السوري» العديد من الأهالي، حيث أفادوا أن حوادث خطف متبادلة عدة وقعت في ريف السويداء، رافقها حالة من التوتر وكان آخرها قيام مجهولون باختطاف رجل يدعى «ربيع الرمثان» في بلدة ملح، وينحدر من قرية الشعاب، وعند معرفة ذوي المخطوف بالحادثة قاموا بخطف ثلاثة عمال من أهالي بلدة «ملح».
وساد جو التوتر بين أهالي القريتين إلا أن وجهاء محليين تمكنوا من فض ذلك التوتر بعد وساطة بين الطرفين أدت إلى إطلاق سراح العمال، حيث أكد أهالي «ملح» أنه لا علاقة لهم بحادثة خطف “الرمثان” وما بدر من عملية خطف لأهالي من البلدة كرد فعل لم يكن مقبولا.

وأكد الأهالي أنه لا علاقة لقوات النظام أو مسؤولي النظام بمسألة الإفراج عن العمال المختطفين إنما الوساطة المحلية واستنكار الأهالي لعملية الخطف كرد فعل كانت هي السبب بإطلاق سراح العمال، فيما لا يزال المختطف “ربيع الرمثان” مجهول المصير.
ورجح الأهالي أن عصابات الخطف وطلب الفدية هي من تقف وراء خطف الرمثان ومن المرجح أنهم سيطلبون فدية مالية في وقت ما مقابل الإفراج عنه، حاله حال الكثير من أهالي السويداء الذين عجزت قوات النظام أو الفصائل المحلية عن حمايتهم.

عصابة العنداري
وبحسب شهود من الأهالي لم يقتصر عجز النظام على حماية المدنيين؛ بل بدى عاجزا حتى عن حماية نفسه من عصابات الخطف التي يقول الأهالي أن معظمها باتت معروفة في السويداء، وعلى رأسها «عصابة العنداري».
وفي تفاصيل تلك الحادثة قامت قوات النظام باعتقال شخص يدعى «عصام هلال العنداري» على حاجز المسمية شمال مدينة السويداء، وتبين أنه والد رئيس عصابة خطف يدعى «فداء العنداري» وفق حديث الأهالي.
وعند نقل «العنداري» الأب إلى فرع أمن الدولة، قام العنداري الابن بإنذار الفرع وقام بخطف واحتجاز ثمانية عشر عنصرا من عناصر أمن النظام في مناطق مختلفة من مدينة السويداء كما قام باحتجاز عدد من السيارات، ليجبر النظام لاحقا على الإفراج عن العنداري الأب، مقابل إطلاق سراح العناصر المحتجزين لديه.
ويشار إلى أن العنداري مع مجموعة من الأشخاص متهمون بتشكيل عصابة خطف، والوقوف وراء خطف أكثر من عشرين مدنيا من بينهم مدنيون ينحدرون من دمشق والقلمون.
ومرة أخرى تم إطلاق عناصر أمن النظام المختطفين لدى “العنداري” بوساطة من رجال الدين ووجاء في السويداء، مقابل إطلاق النظام لسراح المدعو “عصام العنداري”، إذ عجز الأخير عن ضبط عصابة الخطف المتهمة باختطاف عشرات المواطنين.

عجز النظام
ويذكر أحد الأهالي مفضلا عدم ذكر اسمه في حديثه مع «الحل السوري» أن “فداء العنداري” شريك مع أشخاص في ريف درعا وريف دمشق، ويقومون باستدراج مواطنين واختطافهم ثم طلب مبالغ مالية تصل إلى عشرين أو ثلاثين مليون ليرة مقابل الإفراج عن المختطف.
ويؤكد «أبو جهاد» من أهالي مدينة السويداء وأحد المقاتلين ضمن فصيل «رجال الكرامة» المحلي، أنه لا علاقة للفصيل بأي عملية اختطاف وقعت بحق قوات النظام فقواتهم مشغولة بحماية السويداء وليست مهمتها ضبط الأمن، مضيفا: «قوات النظام عاجزة عن حماية السويداء، والفصائل المحلية المخلصة تصب كل اهتمامها على حماية حدود المحافظة خاصة مع تزايد الأنباء عن تواجد لعناصر من (داعش) في البادية».

وأوضح في حديث مع «الحل السوري» أن «النظام لم يلق في يوم من الأيام القبض على أي من مترأسي عصابات الخطف، وبعضهم بات معروفا في السويداء، وذلك يضع المدينة وريفها تحت الفلتان الأمني المستمر، كما يجعلنا نشك في وجود علاقة بين عصابات الخطف وضباط من فروع أمن النظام».
وشهدت السويداء عموما خلال السنوات الماضية المئات من حالات الخطف، معظمها تمت على يد عصابات مجهولة تتمركز في أماكن مجهولة أيضا، وتم الإفراج عن معظم المختطفين مقابل دفع مبالغ مالية من قبل ذويهم، وذلك بعد عمليات تهديد ذوي المختطف بتصفيته.

إعداد: جلال بكور – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.