تحديات إكمال التعليم وتجنيد وملاحقات أمنية… ماذا يقول الشبان والشابات السوريون عن مشاكلهم الراهنة؟

تحديات إكمال التعليم وتجنيد وملاحقات أمنية… ماذا يقول الشبان والشابات السوريون عن مشاكلهم الراهنة؟

ريف دمشق (الحل) – يواجه الشباب السوري الكثير من المشاكل والتحديات على مختلف الأصعدة، والتي تخلق لدى هذه الفئات الشابة حالة من الضغط قد تجبرهم على الابتعاد عن طموحاتهم والمخططات التي كانوا قد وضعوها لحياتهم.

وبدل أن تلعب الحكومة دورها في المساهمة في حل هذه المشاكل، فإنها تتحول في الحالة السورية إلى مسبب إضافي للمشكلات من خلال زيادة التعقيدات عليهم، ووضع العراقيل أمام رفدهم البلاد بطاقاتهم وخبراتهم.

مشاكل لا تحصى!

سهام العلي (طالبة في كلية الاقتصاد) قالت “للحل” إنّ الأزمات والعقبات التي تواجه الشباب اليوم أكثر من أن تحصى، إذ تتنوع معاناتهم بين الاقتصادية والاجتماعية وتنتهي بالمعاناة النفسية، ومن الصعب سرد المشاكل بالترتيب، إلّا أنّ من أعقدها حالياً استكمال التحصيل العلمي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث يحتاج الطالب لأن يكون قادراً على تغطية مصاريفه الجامعية والشخصية، وأن يوازن بينها وبين الوضع المادي لأسرته.

في حين قال زهير عبد الحق (طالب لغة عربية مستنفذ) تركت دراستي بعد أن أُغلقت كافة الطرق أمامي، فوضعي الدراسي تراجع كثيراً حتى استنفذت فرصتي في تقديم الامتحانات، وذلك لارتباطي بوظيفتين بعد نهاية دوامي بشكل يومي، فأهلي يعتمدون على ما أنتجه، وأنا أحتاج لمصاريف كبيرة يومياً، كما أنّ الهاجس الأمني بات يسيطر على أفكاري كما هو الحال بالنسبة لباقي الشباب، فأنا مطلوب للخدمة العسكرية ولا أستطيع الالتحاق بسبب توتر الأوضاع الأمنية في البلاد، ولا معيل لأهلي سواي.

وتابع عبد الحق “كثير من أصدقائي يواجهون مشاكل أيضاً، فمنهم خريجو جامعات لم يجدوا أي فرصة للعمل، وآخرين يبحثون عن تمويل لمشاريعهم التي أعدوها لتكون مصدر رزقهم مع استمرار الأزمة الاقتصادية في البلاد”.

وأشار عبد الحق إلى أنّ كثيراً من الموهوبين الذين يستحقون الاهتمام لصقل مواهبهم في مختلف المجالات يعانون من التهميش، ويدفعون ضريبة وجودهم في بلد لا يحترم مواهبهم ولا يدعمها، مؤكداً أنّ بعضهم “يبيع موهبته”، كأن يتقاضى مبالغ مالية لقاء كتابة القصائد ونسبها لمن يدفع أكثر، حسب قوله.

ضغط حكومي على الشباب

قد تكون مواجهة المشاكل بالنسبة للشباب أمراً طبيعياً، نظراً للمرحلة التي يعيشونها وما فيها من تحديات، إلّا أنّ الغريب أن تكون حكومة بلادهم سبباً في جلب مشاكل إضافية لهم، بدلاً من مساعدتهم على حل مشاكلهم والتغلب عليها، وإعانتهم على تقديم كل ما يملكونه في خدمة بلدهم.

وبحسب الناشط حازم القلموني فإنّ حكومة النظام تضع على عاتق الشباب هموماً إضافية، من خلال ملاحقتهم أمنياً، وزج الكفاءات منهم في السجون لأسباب سياسية، ما يدفعهم للتفكير بالهجرة والهرب خارج البلاد، للحصول على حياة كريمة، أو على الأقل الحصول على الأمان المفقود نهائياً في بلادهم، وهذا الأمر أيضاً يحتاج لتكاليف كبيرة لتصبح حلقة أخرى في سلسلة المشاكل التي يواجهها الشباب.

وأضاف القلموني “موضوع الخدمة العسكرية بات يؤرق معظم الشباب اليوم، خصوصاً وأنّه لم يعد يُقضى بعامين أو ثلاثة، فهناك شباب دخلوا عامهم السابع في الخدمة العسكرية، الأمر الذي يحتاج لمصاريف كبيرة، إضافةً لاستهلاكه فترة طويلة من حياتهم، كما أنّ احتمالية الفرز لمناطق مشتعلة كبيرة، وقد يتسبب ذلك بمقتلهم أو إصابتهم إصابة خطيرة تؤثر على حياتهم بشكل مباشر، وكل ذلك يكون دون علاج أو تعويض من النظام.

ماذا قد ينتج عن هذه المشاكل؟

الصحفية ضياء الشامي قالت “للحل” إنّ الشباب ومع هذا الوضع الصعب الذي يعيشونه، خسروا الأمل بالمستقبل، ولم تعد الحياة تعني له الكثير، إذ أنّه يتوقع الأسوأ دائماً، وأقصى ما يمكن تحقيقه هو البقاء بأمان أو على قيد الحياة، واستمرار تردِ الأوضاع الاجتماعية والمعيشية، يتسبب بانحراف الشباب وتحولهم لتعاطي المخدرات، والسرقة، وقد يصل بهم الأمر للتفكير بالانتحار.

وأضافت الشامي “كما أنّ الشباب مصدر قلق مستمر للنظام، لا سيما وأنّهم من قادوا حراكاً ثورياً على مدى السنوات الماضية، كلفه الكثير من الأضرار، وبناءً على ذلك فإنّ الرقابة مضاعفة عليهم بشكل كبير، ناهيك عن وجود عناصر أجنبية تتمتع بسلطة قوية في البلاد، وأي خطأ معها قد يتسبب باختفاء الشخص أو مقتله حتى، وكل هذه عوامل محبطة للشباب، وتدفعهم للتفكير بالخروج من سوريا بشكل مضاعف”، حسب قولها.

خسرت سوريا منذ عام 2011 عشرات الآلاف من المدنيين، بين قتيل ومصاب ومعتقل، النسبة الأكبر منهم من الشباب، كما تضاعفت نسبة البطالة فيها من “8.6%” إلى “60%”، لذلك فإن تعطيل دور الشباب أو من تبقى منهم اليوم سيكون ذا آثار فادحة دون شك على البلاد ويعيق نهوضها من جديد.

تقرير: سليمان مطر – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.