في جبل شحشبو: أول ما يقدّم للضيف «القهوة العربية» فماذا تعرف عنها؟ (صور)

في جبل شحشبو: أول ما يقدّم للضيف «القهوة العربية» فماذا تعرف عنها؟ (صور)

حماة (الحل) – تعد #القهوة_العربية أحد المعالم العربية الأصيلة كونها سِمة من سمات #الضيافة والكرم، ولها أهمية كبيرة عند العرب لا سيما #البدو، وتلعب دوراً مهماً في الحياة الاجتماعية للبدو وذلك في حلِّ مشاكلهم، كما تعبِّر عن الكلام والفرح والحزن أيضاً.
وما يزال أهالي منطقة #جبل_شحشبو الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة بريف #حماة الشمالي الغربي، يحافظون على عادة تقديم القهوة، إذ تعتبر القهوة العربية جزءاً من هذه العادات ولها دلالات رمزية خاصة، ولا ينظرون للقهوة كأيّ مشروب آخر بل يعتبرون أن لها أهمية تتجلّى في أمور عدّة أهمها الكرم وحسن الضيافة، وإحدى سمات الاتفاق في أيّ خصام أو مشكلة اجتماعية.

كيفية تحضير القهوة العربية؟
القهوة هي أول ما يقدّم للضيف بعد الترحيب به، وتمر بمراحل عدّة حتى تصل إلى الطعمة المطلوبة، وذلك بحسب خالد الحسين (رجل ستيني من سكان قرية #شهرناز بجبل شحشبو)، والذي أوضح لموقع «الحل» أنه في البداية يتم تحميص حبات القهوة النيئة على النار بوساطة (المحماص) ويتم تحريكها بقضيب طويل من الحديد شكله يشبه الملعقة الطويلة، ويتم تحريك حبات القهوة جيداً حتى تنضج جميعها ومن ثم يتم تبريدها.

ويتابع الحسين «يتم طحن القهوة بوساطة (المهباش)، ومن ثم توضع الدلّة الكبيرة على النار لطبخ القهوة وتترك لتغلي جيداً، ومن بعد غليانها تترك حتى ترقد وتتم تصفيتها وسكبها في الدلّة الصغيرة مع عدد من حبات الهيل، والتي تكسبها مذاقاً طيباً ليتم تقديمها للضيوف». مبيناً أنَّ الضيف الذي لا تُقدّم له القهوة يشعر بالإهانة! وعدم التقدير والاحترام، ويرى أن مضيفه قد قصَّر في تقديم الواجب له، فيكفُّ عن زيارته أو ربّما يقاطعه لفترة طويلة.

يقول أحمد العليوي (رجل مسن من أهالي المنطقة) عن دلالات الفناجين، إنه يوجد أربعة أسماء لضيافة فنجان القهوة، الأول يدعى بـ«فنجان الهيف» وهو على المضيف أن «يهف» بمعنى يشرب الفنجان الأول من دلّة القهوة أمام الضيف ليطمئن الأخير بأن القهوة جيدة، ومن ثم يطمئن الضيف بأنها خالية من الخديعة كالسُّم مثلاً، أما الفنجان الثاني فيسمّى بـ«فنجان الضيف» وهو أن يصب الفنجان للضيف ليشربه على اعتبار أنّه ضيافة كما أنه يعتبر بمثابة العيش والملح؛ أو كما يسمّونه العرب القدماء «الممالحة».

أما الفنجان الثالث فهو «فنجان الكيف»، إذ يصب فنجان آخر للضيف ليشربه وهذا خاصاً بالكيف والسعادة والنشوة، ليكون الفنجان الرابع والأخير هو «فنجان السيف»، بحسب «العليوي» الذي لفت إلى أنه يُصب فنجان آخر للضيف وهو يعني قديماً أنه إذا جاء قوم غزاة على هذه العشيرة فعلى الضيف أن يسلّ سيفه ويدافع معهم لأن فنجان السيف بمثابة توقيعه على التعاون والاتفاق والدفاع المشترك، وفنجان السيف يعني القوة والعزّة والشرف والكرم، بحسب تعبيره.
وأهالي منطقة جبل شحشبو بريف حماة لهم أصول قبلية وعشائرية، ما يكسبهم صفات عدّة يتمسّكون بها رغم الظروف، منها حسن إكرام الضيف والقيام بواجبه من طعامٍ وشراب وتوفير الراحة له، كما أكد العديد من أهالي المنطقة لـ«الحل» أنه على الرغم من وفود العديد من العائلات النازحة أو المهجّرة إلى المنطقة إلا أنه لم يتم تأجير أيّ منزل كونهم يعتبرون ذلك من سوء إكرام الضيف ومن المعيب في حقهم.

ماذا نالت المنطقة من النظام على مدار ثماني سنوات؟
لم تسيطر قوات النظام على منطقة جبل شحشبو منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا، في آذار 2011، بسبب موقعها الجبلي الوعر واللحمة العشائرية السائدة بين سكان المنطقة، إذ حاول النظام مراراً السيطرة عليها، إلا أن جميع محاولاته كانت خاسرة.

وتختلف #العادات و#التقاليد من منطقة إلى أخرى في سوريا، والتي اندثرت الكثير منها بسبب الظروف المعيشية والحياتية تارةً، والعسكرية المتعلقة بالحرب والقصف تارةً أخرى، وما حلَّ بكل منطقة نتيجة الدمار والنزوح، في حين تمسّك سكان بعض المناطق الأخرى بعاداتهم لإثبات وجودهم رغم كل الظروف التي واجهتهم.

إعداد: هاني خليفة – تحرير: مالك الرفاعي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.