طلبة سوريون في جامعات تركية يصفون تصرفات بعض المدرسين بـ “العنصرية”

طلبة سوريون في جامعات تركية يصفون تصرفات بعض المدرسين بـ “العنصرية”

تركيا (الحل) -يعاني عدد من الطلبة السوريين الذين يتابعون دراستهم في الجامعات التركية من مواقف بعض المحاضرين التي يصفونها بـ “العنصرية” اتجاههم فقط لأنهم “سوريين”، ومن بين هؤلاء الطلبة تحدثنا مع نور ويمان وعلياء للوقوف على ما حصل معهن من مواقف خلال متابعتهم الدراسة الجامعية.

تواظب الطالبة نور (23 سنة) على الدوام يومياً بجامعة “غازي عنتاب” محاولة أن تحرز تقدماً بنتائجها الدراسية ضمن فرع “معلم صف” لكن بعض المواقف التي حصلت معها بسبب أحد المحاضرين أثّر عليها، قالت لـ “الحل” السوري: “نحن كطلبة سوريين في جامعة غازي عنتاب نعاني من تصرفات محاضرين اثنين في الجامعة، حيث يتقصدان التفرقة بين الطلاب الأتراك والأجانب بشكل عام، ففي إحدى المواقف حاولت جاهدة المشاركة بالمحاضرة إلا أنه لم يعطن مجالاً، وعلق على الموضوع مخاطباً إيانا، أنتم السوريين ما علاقتكم بالإرشاد النفسي”.
وتتابع حديثها “ما يحصل معنا ليس موقف أو موقفين بل العديد من التصرفات التي تجعلنا نحن الطلبة السوريين نشعر بتفرقة عنصرية، في إحدى المرات أعطى صديقتي علامة قليلة بإحدى الامتحانات لتتفاجأ وتقدم اعتراض للمحاضر نفسه، وبقي يعتذر منها مرات عديدة حتى راجع علامتها وتبين أنها تستحق علامة أكثر مما حصلت عليها بكثير”.
وتؤكد نور الطالبة التي أوشكت على التخرج من الجامعة أن المواقف التي حصلت ليست فقط معها بل مع عدد من الطلاب السوريين ومن محاضرين اثنين باتا معروفين بمواقفهما العنصرية اتجاه الطلبة الأجانب عموماً والسوريين خصوصاً.
ووفق نور، فإن طلبة سوريين اتفقوا على تقديم شكوى جماعية لإدارة الجامعة لكن لم يأتهم الرد بخصوص المحاضر الذي يتعامل معهم بشكل سيء.

قبل الامتحان بشهر
يستفيد آلاف الطلبة السوريين من المنح الجامعية المخصصة للطلبة الأجانب والتي تغطي لهم مصاريف دراستهم سواء بتعلم اللغة التركية لاكتساب شهادة “التومر” أو سنوات الدراسة الجامعية.
علياء طالبة سورية (19 سنة) تقيم في غازي عنتاب، كانت قد قبلت منذ حوالي خمسة أشهر بمنحة تعلم اللغة التركية والمقدمة من قبل رئاسة أتراك المهجر والمجتمعات ذوي القربى YTP، تعرضت للفصل بسبب أستاذ تركي قد توعد بفصلها. خلال اتصال هاتفي مع الطالبة قالت لـ “الحل” السوري: “بعدما قبلت بالمنحة بدأت بالدوام في بادئ الأمر إلا أنه كان لدي عمل جزئي أعين به أهلي على مصاريف المعيشة، وكنت اضطر للغياب عن بعض الدروس وأخبرت بذلك إدارة المنحة ولم يكن هناك مشكلة”. وتتابع، “كنت بين الحين والآخر أغيب لكنني اجتزت المستويات ووصلت حتى المستوى الخامس وهو الأخير لنيل التومر، لكن الأستاذ الذي توعد بفصلي كان قد فعل ذلك ورغم محاولتي إصلاح الأمر إلا أنني لم أستطع فعل شيء رغم أنه لم يبقى لدي سوى شهر واحد وأجتاز اللغة”.

وفي إحدى المواقف لذات الأستاذ المشرف على الطلبة الحاصلين على ذات المنحة، “تأخر طالب سوري عن الامتحان مدة خمس دقائق فلم يسمح له بالدخول للقاعة ليذهب الطالب إلى إدارة المنحة ويشرح لهم ما حصل معه فساعدوه ودخل الامتحان لكنه رسب بالمستوى الثاني رغم أنه مجتهد”، وفق ما قالته علياء.

لا يوجد نتائج
يعاني بعض الطلبة السوريين في الجامعات التركية من عدة معوقات بعضها يتمكنون من اجتيازه وبعضها الآخر يؤثر على أدائهم الدراسي بشكل عام، ومن بين هذه الأمور نتائج المواد التي يقدمونها، حيث تفاجئ أحد الطلبة السوريين في جامعة “كارابوك” بعدم ورود اسمه بسجل النتائج.
“يمان” أحد الطلبة الجامعيين السوريين في “جامعة كارابوك” يقول للحل السوري: “في الفصل الأخير قدمت امتحانات المواد المتبقية لدي ومن ثم سافرت نحو غازي عنتاب حيث يقطن أهلي، وعندما ظهرت النتائج تفاجأت بعدم ورود اسمي بسجل النتائج، اتصلت مع المحاضرة المسؤولة عن المادة وأكدت لها أنني قدمت امتحاناتي مثلي مثل الطلاب الآخرين لكنها اعتذرت عن مراجعة الأوراق مشترطة أن أعود للجامعة وأقدم اعتراض شخصي لكنني لم أتمكن من الذهاب بسبب مصاريف السفر ووضعي المادي”.
ويتابع، يوجد بعض العنصرية اتجاهنا نحن الطلاب السوريين، عندما ذهبت لأخذ إذن سفر كي أعود إلى عنتاب لم يقبل الموظف أن يعطيني ودونما أي سبب، وعندما اتصلت بقسم الشكاوى أجابوا بأن الموظف له الحرية بأن يعطيك إذن سفر أو لا.
ورغم المواقف التي تحصل مع الطلبة السوريين في بعض الجامعات التركية، إلا أنهم يحاولون معالجتها عبر تقديم الشكاوى لإدارات الجامعة أو الاجتهاد بالدراسة لاجتياز المزيد من المواد والاقتراب من موعد التخرج.

نزار محمد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.