هدنة أستانا.. سعي روسيا لتحقيق ما فشلت به حرباً شمال سوريا

هدنة أستانا.. سعي روسيا لتحقيق ما فشلت به حرباً شمال سوريا

ريف إدلب (الحل) – يسبق كل جولة من محادثات أستانا تصعيد عسكري من قبل الجيش السوري على المناطق الخارجة عن سيطرته، مدعوماً بالقوّات الجويّة الروسيّة، ليصبح إعلان وقف إطلاق النار من أبرز مخرجات جولة المفاوضات بين الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران).

هدوء نسبي في إدلب
ثلاثة أيام مرّت على إعلان الهدنة شهدت خلالها محافظة إدلب هدوءً نسبيّاً ملحوظاً بعدما غابت الطائرات الحربيّة عن سماء المحافظة، تخللتها بعض الخروقات عبر القصف المدفعي، تسبب بمقتل امرأة وإصابة العديد من المدنيين بجروح.

وعلى الجانب الآخر يرى العسكريّون في فصائل المعارضة بأن إعلان روسيا لوقف إطلاق النار في الشمال السوري، جاء إثر فشلها في التمدد والسيطرة على مناطق في ريف حماة وصولاً إلى ريف إدلب، وذلك رغم الحملة العسكريّة لقوّات النظام والتي دعمتها روسيا بلا حدود على مدى الأشهر الأربعة الأخيرة.

“ما فشلت روسيا بتحقيقه عسكريّاً تسعى إليه عبر المفاوضات” يقول احمد أبو الحسن وهو قيادي في فصائل المعارضة المتمركزة في ريف حماة الشمالي، ويؤكد أن إعلان وقف إطلاق النار من الجانب الروسي هو “بمثابة اعتراف بفشل الحملة العسكريّة على الشمال السوري”.

ويضيف أبو الحسن خلال حديثه لموقع الحل “صحيح أن الفصائل لم تعترض على الهدنة، لكن قوّاتنا ستبقى مستعدة لأية خروقات جديدة، أو هجوم آخر على مناطق الشمال السوري، خلال الأشهر الأخيرة خسرنا بعض المناطق شمال حماة، لكننا تمكنا من صد الهجوم الواسع لقوّات النظام وميليشياته، وكبّدناهم خسائر كبيرة”.

الفصائل لن تنسحب
واشترطت روسيا لاستمرار الهدنة شروط عدّة على فصائل المعارضة أبرزها إبعاد السلاح الثقيل إلى منطقة بعمق 20 كيلو متراً حول المنطقة المنزوعة من السلاح بحسب اتفاق “سوتشي” السابق، إضافة إلى الانسحاب من طريق حلب – دمشق الدولي لإعادة فتح الطريق.

ويؤكد المحلل العسكري أحمد العبّاس بأن “الفصائل لا تملك خياراً أبداً للانسحاب من تلك المناطق، لا سيما مع انعدام الثقة مع الجانب الروسي وقوّات النظام، فسحب السلاح الثقيل إلى ذلك العمق لا يعني بالضرورة توقف الآلة العسكريّة لقوّات النظام، فهو يستطيع عبر الطيران الروسي الوصول إلى أعمق المناطق في محافظة إدلب دون أي رادع”.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن انسحاب قوّات المعارضة من طريق حلب – دمشق الدولي يعني زوال العديد من المناطق في ريف حلب وريف إدلب وحماة أيضاً، وهي المناطق التي تعد من أهم خطوط الدفاع لمناطق العارضة في الشمال السوري.

ويقول العبّاس في مكالمة هاتفيّة مع موقع الحل “بعدما كان الفشل من نصيب روسيا في الحملة العسكريّة الأخيرة، ذهب الوفد الروسي لاشتراط انسحاب قوّات المعارضة لتنفيذ الهدنة، وهو ما يعني سحب الفصائل لعتادها الثقيل من أكثر المناطق مناعة وثباتاً والتي لم تهتز طوال أربعة أشهر من الهجوم المتواصل لا سيما في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، لذلك لا أعتقد أن الفصائل ستوافق على هذه الشروط بعد أن نجحت بإفشال الحملة العسكريّة الأخيرة”.

تعقيدات كثيرة تشوب الهدنة الأخيرة غير واضحة المعالم، فملف هيئة تحرير الشام لم تتم مناقشته أو توضيح كيف سيتم التعامل مع هذه القوة خلال الهدنة، لا سيما وأن قائد الهيئة “أبو محمد الجولاني” أعلن أيضاً رفضه سحب قوّات الهيئة من المناطق المذكورة.

هدنة ضبابيّة تأتي ربما تحضيراً لهجوم جديد من قبل روسيا على مناطق الشمال السوري وهو برأي المحلل العسكري “أحمد العبّاس” هجوم بحاج إلى استراحة جاءت هذه المرة تحت مسمى “هدنة أستانا”.

إعداد: فتحي سليمان – تحرير: مالك الرفاعي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.