لبنانيات وسوريات وفلسطينيات “طالعات” في بيروت

لبنانيات وسوريات وفلسطينيات “طالعات” في بيروت

“طالعات وطالعات بدنا نعيش محررات”، هتاف صدح يوم الخميس، في 26 أيلول، في تسع مناطق داخل فلسطين المحتلة، رددته النساء في بيروت.
وفقاً للقيمين على حراك “طالعات”، فإن الدافع إلى هذا التحرك، أنه منذ بداية هذا العام، “تم فقدان ٢٨ امرأة في فلسطين، عدا عن أشكال التعنيف المتعددة التي لا ترصدها الاحصائيات”.

التحضير لحراك “طالعات” بدأ منذ شهر تشرين الثاني 2018، بعد حادثة مقتل الفتاة يارا أيوب، من قرية الجش في الداخل الفلسطيني المحتل. لكن بعد حادثة مقتل إسراء غريب، رأت المجموعة أن الحراك يجب ألا يقتصر على الوقوف ضد تعنيف النساء في منطقة بعينها، بل يجب أن يشمل جميع النساء الفلسطينيات أينما كنّ. فكانت الدعوة موجهة إلى النساء في داخل فلسطين والشتات.

هو “ليس نضالاً للنجاة من القتل فحسب، بل يهدف إلى وقف كافة أشكال التعنيف والترويع الجسدي والنفسي والجنسي والاقتصادي والسياسي، الذي تعيشه النساء في مجتمعنا بشكل يومي” هذا ما تقوله منظمات التحرك.

تقول سارة قدورة، إحدى المنظمات لتحرك “طالعات” في بيروت، إن “جرائم الشرف والأبوية موجودة أيضاً في لبنان، وإن هناك لاجئات يتم تهميشهن. وهن يعانين من العنف المزدوج، ليس جراء الأبوية وحدها، بل هناك تهميش من الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى الإقصاء السياسي والاجتماعي والاقتصادي. والنظام الأبوي لا يطال الفلسطينيات فحسب، بل السوريات والعاملات المهاجرات أيضاً”.

المعتصمات في بيروت هتفن ضد جرائم الشرف “يسقط يسقط شرفكن، دبحتونا بشرفكن قتلتونا بشرفكن”، وأيضاً “عرض وشرف شو هالقرف”. كما هتفن ضد التعنيف والعنصرية، اللذين يطالان اللاجئات السوريات والعاملات المهاجرات.

الهتافات كانت دعوة إلى إعلاء الصوت ضد الأبوية والاستعمار على حد سواء. العديد من المشاركات أكدن أن الدافع وراء مشاركتهن هو أن هذا الاعتصام يأتي بالتزامن مع اعتصامات أخرى في أماكن مختلفة.

“ما شجعني على المشاركة، هو التنسيق بيننا وبين النساء في فلسطين من أجل هذا التحرك. هذا النوع من التحركات يشعرنا بأن المسافات بيننا أصبحت أقرب على الرغم من الاحتلال”، هذا ما تقوله خلود، إحدى المشاركات.

معتصمة أخرى تقول إنها في كل مرة تشارك في اعتصام لا تشعر بأنها شفت غليلها. “هذا التحرك مختلف، هناك تنسيق بين نساء في مناطق مختلفة. التحرك نفسه يحدث بالتزامن في مدن وقرى داخل فلسطين المحتلة، وهو محاولة لكسر الحصار وتوحيد نضالنا”.

“لا وطن حر، من دون نساء حرة”، هذا هو شعار “طالعات”. تشرح قدورة “أي شيء لا يتعلق بتحرير أرض فلسطين لا يعتبر أولوية، بل مسألة ثانوية. هذا ما حصل سابقاً، حين أوقفت نشاطات جمعية قوس التي تعنى بالتعددية الجندرية والجنسية، بذريعة أنها قضايا مستوردة من الغرب. حين نقول تحرير نعني بذلك أن الجزء الأكبر من هذه العملية، هو التفكير بالتغيير الاجتماعي على أصعدة مختلفة، من ضمنها الأبوية والعنصرية. نحن لا نستطيع تخيّل مجتمع حر من دون ثورة فكرية وتغيير يطال الأصعدة كافة، ويكفل حرية جميع الأشخاص. نريد التحرر من الاحتلال والأبوية على السواء”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.