على وقع طبول الحرب… أهالي منبج يتحدثون عن مصيرهم القادم

على وقع طبول الحرب… أهالي منبج يتحدثون عن مصيرهم القادم

منذ بدء العملية العسكرية التركية ضد مناطق شرق الفرات وتقدم الجيش السوري نحو #منبج باتت أحاديث المعارك التي توشك أن تندلع بمحيط المدينة، تتصدر جلسات الأهالي والتجمعات اليومية، بينما يزداد كمّ الشائعات المنشورة يومياً حول احتمالات دخول القوات النظامية أو ما يسمى “الجيش الوطني” إلى المدينة، الأمر الذي زاد من الخوف والتوتر لدى الأهالي الذي وجدوا أنفسهم في دائرة الخطر.

بين خيارين كلاهما مر
أحاديث الأهالي تركزت في الآونة الأخيرة حول مصير منبج والأخطار التي ستهدد الأهالي، فيما بدأ البعض منهم بالتحضير للنزوح في حال سيطر أحد الطرفين على المدينة خلال الساعات أو الأيام القادمة. ففي حال سيطرت القوات النظامية على المدينة سيكون أمر سحب الشباب لأداء الخدمة الإلزامية في القوات النظامية أمرٌ في غاية الخطورة. بالمقابل هناك الكثير من هواجس انتشار الفوضى وعمليات الخطف والانتقام في حال دخول “الجيش الوطني” إلى المدينة.

مراسل موقع (الحل نت) استطلع بعض آراء أهالي مدينة منبج بخصوص التطورات العسكرية الأخيرة، فمن جهة بدأت تحركات لـ “الجيش الوطني” مساء أمس الاثنين، بالتقدم نحو مدينة منبج انطلاقاً من ريفها الشمالي، بالمقابل تقترب القوات النظامية من جنوبي منبج بعد أن تقدمت بشكل مؤقت ومن ثم تراجعت، يوم الأحد.

قلق متزايد وبدء حالات النزوح

مع اقتراب الطرفان من حدود مدينة منبج، لوحظ حركة نزوح خفيفة نحو القرى المحيطة، خاصة أولئك المطلوبين لأحد الطرفين بسبب أوضاعهم ومواقفهم السياسية، وفق حديث أشخاص من منبج.

يقول “عبد الله علي” وهو أحد سكان منبج لموقع (الحل نت): “أهالي المدينة معظمهم تحضروا للنزوح في أي لحظة، فالخطر قادم من الطرفين وقد تحدث معارك وهذا ما يتخوفون منه سكان المدينة، وأعرف أناس خرجوا اليوم من منبج بسبب تخوفهم من الاعتقال”.

وتابع قائلاً: “بعض أصحاب مقاهي الإنترنت الفضائي أغلقت اليوم ومنهم من أغلق محله بشكل نهائي ونزح لريف منبج، الجميع متوتر وخائف من القادم”.

السباق إلى منبج
أكد شهود عيان، وصول قوات تابعة للجيش النظامي إلى قرية #السلطانية جنوبي شرقي منبج عصر أمس الاثنين، ووقفوا هناك لفترة مؤقتة، حيث التقطوا بعض الصور ومقاطع الفيديو ومن ثم تحركوا باتجاه #عين_عيسى.

يتخوف أهالي منبج من اندلاع أية معركة داخل المدينة، خاصة أنها ممتلئة بالنازحين من المدن الأخرى بالإضافة إلى الخطر المحتمل على بعض الأشخاص بسبب مواقفهم من كلا الطرفين.

استطلاع رأي الأهالي
خلال إعداد المادة تواصل مراسلنا مع عدد من سكان منبج ممن يتابعون الأخبار ويطلعون على ما يحدث من تطورات يومية، لمعرفة مواقفهم والتماس الخطر الذي يهدد وجودهم.

يقول “أبو عامر” (اسم مستعار): إن “دخلت القوات النظامية إلى منبج فهناك الكثير من الشباب سيتم اقتيادهم للخدمة العسكرية وأنا أحدهم، وفي حال دخل “الجيش الوطني” فإننا سنشهد حالة من الفوضى والخطف الذي لا ينتهي”.
موضحاً” أن “قادة هذه الفصائل هي نفسها التي كانت في منبج قبل سيطرة تنظيم (داعش) على المدينة وهؤلاء يتحضرون لدخول منبج، وفي ظل وجودهم سابقاً كانت عمليات خطف أصحاب الأموال تجري مقابل دفع فدية مالية، وكانت حالات الخطف تحصل بشكل شبه يومي والتهمة كانت التعامل مع النظام.

تقول السيدة “علا”؛إحدى الفتيات المقيمات في منبج خلال اتصال هاتفي مع (الحل نت): “الاستقرار كان متوفر في منبج قبل ورود هذه الأخبار والناس تعيش حياة طبيعية وكإثبات يمكن مشاهدة الازدحام السكاني في منبج وكيف بدأ بالازدياد بعد خروج #داعش منها”.
وأضافت: “جميع من حولي في منبج يتخوف من حصول معركة تهدد حياتهم، وبات هذا الأمر موضوع جلساتنا بالأيام الأخيرة، حيث نتوقع ونحلل ونتحدث كثيراً حول الموضوع ونختم الحديث بقولنا: الله يحمي هالناس”.

أما “جابر” وهو شاب مستقر في منبج، وشهد على جميع الأحداث التي حصت في المدينة منذ عام 2012، يقول لموقع (الحل نت): “مللنا هذا الوضع، لا نكاد نصدق أن المدينة عادت للاستقرار حتى تتصدر الواجهة الإعلامية من جديد، الحق يُقال إن الأهالي ارتاحوا بظل وجود قسد”.

ويكمل حديثه، أيّام النظام كانت الاعتقالات تحصل يومياً بسبب المظاهرات المناهضة لوجوده، وأيام الجيش الحر لم نرى غير الشيخ حجي والبرنس وغيرهم من قادة الفصائل الذين أضروا الناس أكثر مما نفعوا المدينة، وأيام داعش ذاق الناس أمرّ الظروف”.

بين احتمال سيطرة أحد الطرفين الزاحفين باتجاه منبج يبقى مشهد الحرب الدامية يسيطر على حاضر المدينة كسواها من المناطق السورية التي أتعبها هذا الواقع من الدمار والتشرد والقتل المجاني، دون أن تلوح في الأفق بوادر أي حلٍ من شأنه أن يعيد الأمل للسوريين بغدٍ أفضل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.