لا نبالغ إذا قلنا أن الكثير من سكان دمشق لم يسمعوا بأعمال اللجنة الدستورية في جنيف، ولا يعلمون شيئاً عن مُجريات الأيام التي مضت، ولا يهتمون بكل العملية السياسية التي من المفترض أنها تسيرُ برعاية أممية وحضور ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني.

في الشارع والدوائر الحكومية والجامعات والأسواق، لا حديث يعلو عن الوضع الاقتصادي والشأن الخدمي والمحلي، ولا أحد يكترث ما يجري خارج الحدود، وربما توقف الكثير منهم عن متابعة نشرات الأخبار والمحللين السياسيين.

وإن فعل البعض ذلك، فستكون النشرة التي يتابعها نشرة أخبار لبنانية، لما تعكسه الأوضاع في لبنان على الوضع الاقتصادي في سوريا ليس أكثر.

تجولت مراسلة موقع “الحل نت” في كليتي العلوم والهندسة بجامعة دمشق، وسألت عدة طلاب من مختلف السنوات، وقلة منهم فقط سمعوا بأعمال اللجنة الدستورية، وأقل منهم يعلمون أنها منعقدة الآن، وواحد فقط تمكن من الإجابة عن سؤال ما يجري بالضبط في جنيف السويسرية.

بعد 9 سنوات من التجاذب السياسي، لا يكترث الكثير من سكان دمشق بتصريحات السياسيين، الموالين منهم والمعارضين، ولا يُعيرون أذناً للمؤتمرات السياسية، في جنيف أو أستانة أو أي مدينة أخرى.

وبات الكثير من السوريين يفهمون اللعبة السياسية، والأطراف الخارجية الداعمة للأطراف الداخلية، من أميركا إلى روسيا، مروراً بإيران والسعودية وتركيا، وأصبح الناس يتمنون انتهاء الحرب والخلاص بأي ثمن، ومهما كانت التنازلات، حفاظاً على دماء السوريين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.