بينما تصعّد قوّات “الجيش السوري” قصفها على محافظة #إدلب، وسط أنباء عن نيّة الأخير التقدم مجدداً في المحافظة، تتجه أرتال #هيئة_تحرير_الشام العسكريّة بأسلحتها الثقيلة إلى بلدة “كفر تخاريم” استعداداً لاقتحامها وانتزاعها من أهلها طمعاً بموسم الزيتون الوفير فيها.

وبلدة “كفر تخاريم” هي منطقة سكنيّة صغيرة تقع في ريف إدلب الشمالي، وقد شهدت على مدار الأيام القليلة الماضية تظاهرات واحتجاجات، رفضاً لانتهاكات “هيئة تحرير الشام” وما تسمّى بـ”حكومة الإنقاذ” التابعة لها.

وتعتبر بلدة “كفر تخاريم” من أكثر المناطق إنتاجاً للزيتون في محافظة إدلب، وفيها عدد كبير من معاصر “الزيتون” ومعامل لإنتاج مشتقاته، ذلك ما دفع هيئة تحرير الشام لإرسال لجان تابعة لها، لمراقبة عمليّات حصاد وعصر الزيتون، وفرض الضرائب و”الزكاة” على الأهالي بـ”القوّة” تزامناً مع موسم حصاد الزيتون، وذلك باعتبار محصول “كفر تخاريم” هو الأوفر في إدلب.

ووظفت “الهيئة” العديد من العاملين لجمع الزكاة، بصفة “مراقبي معاصر”. ومن مهام المراقبين وموظفي اللجان حساب كميات الزيت لكل مزارع لتقدير قيمة “الزكاة”، ثمّ اقتطاعها بالقوة، من دون استئذان صاحب الزيت.

وتمكن الأهالي عبر التظاهرات التي استمرت لعدّة أيام متتالية، من طرد كافة اللجان التابعة للهيئة، كما هاجم المتظاهرون الحاجز العسكري التابع للهيئة، وطردوا عناصره إلى خارج المنطقة، الأمر الذي تسبب بتوتر أمني عاشته المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية.

يؤكد أحمد أبو العز وهو من أهالي بلدة “كفرتخاريم”، أن المظاهرات جاءت على خلفية احتقان الأهالي من تصرفات هيئة تحرير الشام وانتهاكاتها في المنطقة، ويقول “يريدون من الأهالي دفع الزكاة بالقوّة، أنا لا أريد دفع الزكاة لتحرير الشام، حتى وإن أردت دفع الزكاة، فأدفعها بمعرفتي أنا، يفرضون الضرائب على الأهالي لتمويل أنفسهم وقتلنا فيما بعد”.

ويشير أبو العز خلال حديث لموقع الحل إلى أنه رفض هو والكثير من الأهالي إشراف لجنة “حكومة الإنقاذ” على حصاد موسمه من الزيتون، وتعرض للتهديد من قبل اللجنة بالاعتقال، من قبل عناصر المخفر التابع للهيئة.

وساد التوتر والترقب بلدة كفر تخاريم صباح اليوم الخميس بعدما حشد “قطاع الحدود” في “تحرير الشام” عناصره في ريف المدينة، وفي مدينة أرمناز.

في حين أكدت مصادر محليّة، أن وفداً أمنياً من “تحرير الشام” التقى مع وجهاء من كفر تخاريم، للتفاوض حول التهدئة، وتسهيل عودة موظفي “الإنقاذ” وعناصر وشرطة “تحرير الشام” إلى المدينة، ألا أن الأهالي رفضوا أي اتفاق يسمح لهيئة تحرير الشام بالعودة إلى مدينتهم.

وتتلخص مطالب المتظاهرين في كفر تخاريم برفض وجود مؤسسات “الإنقاذ” ومقار وحواجز “تحرير الشام”، ورفض دفع “زكاة الزيتون” لـ”الإنقاذ” معتبرين العمليّة سرقة لأموالهم. هذا بالإضافة للمطالب العامة التي يُجمع عليها أهل إدلب، بسبب تحكم “الإنقاذ” بمختلف القطاعات الخدمية.

وبعيداً عن حصاد الزيتون، فرضت “حكومة الإنقاذ” خلال الأشهر الماضية عشرات الضرائب والرسوم على أهالي محافظة إدلب، في كافة المجالات، وسط موجة الغلاء التي طالت مختلف أنواع الخدمات الأساسية من الكهرباء والمياه والخبز، مع تضاعف أسعار المحروقات.

ويؤكد محللون بأن تجفيف بعض مصادر الدعم عن هيئة تحرير الشام، دفعها إلى جمع الضرائب من الأهالي لتمويل نفسها، ورواتب عناصر المنتشرين في الشمال السوري.

وحتى ساعات الظهيرة من يوم الخميس، لا تزال قوّات هيئة تحرير الشام تحاصر البلدة، وسط مخاوف من الأهالي من اقتحامها بـ”القوّة”، كل ذلك بينما تتحدث أنباء عن نيّة “الجيش السوري” توسيع مناطق سيطرته في محافظة إدلب، واقتحام مدينة “جسر الشغور” بعد إمطارها بالصواريخ والقنابل المتفجرة على مدار الأيام الأخيرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.