مخيم الهول: نموذج مصغّر لـ “الخلافة”

مخيم الهول: نموذج مصغّر لـ “الخلافة”

أجرت شبكة “سكاي نيوز” الإخبارية تقريراً من داخل مخيم الهول الذي يضم أعداداً كبيرة من الناس من بينهم عائلات مقاتلي تنظيم “داعش” الفارين من آخر معاقله في الباغوز بديرالزور. وبين التقرير تحول هذا المخيم الصغير في شمال شرق سوريا والذي يضم زوجات مقاتلي التنظيم وأطفالهم إلى “خلافة” مصغرة، بالرغم من مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الشهر الماضي بغارة جوية أمريكية.

فمخيم الهول، الواقع في شمال شرق سوريا، يضم اليوم أكثر من 70 ألف شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، ويشتبه بأن الآلاف منهم هم من عائلات مقاتلي تنظيم “داعش”. وقد استنزف الاجتياح التركي لشمال شرق سوريا الحرّاس الأكراد، وأصبحت حالات الطعن بالسكين شائعة. كما أن العديد من جرائم القتل وقعت في داخل المخيم. وفي حديثٍ شبكة “سكاي نيوز” إلى طفلٍ يبلغ من العمر عشرة أعوام، قال هذا الأخير لمراسل الشبكة: “سوف نقتلك عن طريق فصل عنقك عن رأسك، سوف نذبحك”. وأضاف: “توجه إلى الله بتوبةٍ صادقة على أمل أن يخلصك ربك من ذنوبك السابقة”.

هذا ويمشي الأطفال، ومعظمهم من الأوروبيين، في المعسكر حيث الظروف المعيشية السيئة وحيدين باستثناء مرافقتهم لأمهاتهم المتطرفات لطلب النصح والتوجيه منهن. وعند طلب الحديث إلى الأمهات، رفضت العديد منهن الحديث، بينما كنّ أخريات حازمات في آرائهن. فعند سؤال إحداهن عن رأيها بمقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، صرخت من تحت نقابها الأسود، قائلة: “الدولة الإسلامية باقية! الدولة الإسلامية باقية!”. بينما بدت أخرى، وهي من باريس، غير مهتمة، حيث قالت لسكاي نيوز: “لقد آمنا به حتى وصلنا إلى دولة الخلافة… ونحن هنا. بكل الأحوال لقد مات البغدادي. وكما تعلم ففي الإسلام هناك حياة بعد الموت. سوف يعوض شخص آخر مكانه”. وعند سؤالها عما إذا كانت الدولة الإسلامية عائدة، أجابت بكل ثقة: “إن شاء الله”.
ويذكر أن الأكراد يحتجزون الآلاف من المقاتلين السابقين في صفوف تنظيم “داعش” في مكانٍ ليس ببعيد عن مخيم الهول. لكن وبعد أيامٍ قليلة من الاجتياح التركي لشمال شرق سوريا، قال الأكراد بأن مئات من نساء مقاتلي تنظيم داعش وأطفالهم قد هربوا من مخيمٍ آخر يقع تحت سيطرة الأكراد أيضاً في بلدة عين عيسى القريبة من الحدود مع تركيا. كما أشارت تقارير عدّة أخرى إلى فرار رجال مرتبطين بتنظيم داعش من السجون كذلك.

وفي الوقت الذي كان فيه من المفترض أن يكون مخيم الهول حلاً مؤقتاً بعد انهيار تنظيم “داعش” خلال المعارك التي دارت في معقله الأخير في بلدة الباغوز القريبة من الحدود السورية مع العراق، فإنه ليس هناك اليوم أية خطة لما يجب فعله بهؤلاء الناس المحتجزين في هذا المخيم.

وتجري القوات الكردية دوريات بين الخيام داخل المعسكر والبندقيات معلقة فوق أكتافهم. الثياب منشورة على الحبال المعلقة بين الخيام، بينما يلعب الأطفال حفاة الأقدام بين الأقذار. وتضيّق الإجراءات الأمنية على السكان المتواجدين بالقسم الخاص بالأجانب من المعسكر، حيث يحاط القسم بسياج، وتراقب حركة الساكنين بكاميرات مراقبة معلقة إلى أطرافه. ويصف “مارك ستون”، من شبكة “سكاي نيوز”، المخيم قائلاً: “ا هذا لمكان حاضنة مثالية لإعادة إحياء داعش. المعسكر يشكل بجوهره خلافة جديدة مصغرة”. وبحسب أحد الحراس، يضم القسم الأجنبي حوالي عشرة آلاف شخص بالرغم من أنه ليس لديهم أية سجلات دقيقة تخصهم.

وقد قابلت “سكاي نيوز” نساء وأطفال التنظيم من أستراليا وفنلندا والبوسنة وفرنسا والصين وأوزباكستان. حيث كان التنظيم قد أعلن “الخلافة” عبر مساحات واسعة من سوريا والعراق في العام 2014 قبل أن تعلن قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد هزيمة التنظيم الإقليمية في الربيع الماضي. إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترك الأكراد لقمة سائغةً للغزو التركي الشهر الماضي من خلال أمره بسحب قواته التي كانت تدعمهم في حربهم ضد خلايا التنظيم النائمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.