عصابات تزعم أنها من “داعش” لتمارس الخطف والسرقة في ديرالزور

عصابات تزعم أنها من “داعش” لتمارس الخطف والسرقة في ديرالزور

لا تبدو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في ديرالزور، استثناء في صراعها مع حالة الفوضى والفلتان الأمني التي صارت سمة مميزة لعموم المحافظة، سواء ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام والقوات الرديفة لها من طرف، أو ضمن مناطق سيطرة مليشيات إيران في أقصى شرق المحافظة من طرف آخر.

فلتان أمني
حتى في فترة ما قبل الاحتجاجات، عرفت منطقة الجزيرة (شمال شرق نهر الفرات) جرائم خطف هدفها المال غالباً، لكن ما يميز الفترة الحالية، وخصوصاً بعد خروج «داعش» من المنطقة وسيطرة قسد عليها، هو تحول عمليات السرقة والخطف والقتل إلى قضية داخل حدود خط الجزيرة، على الرغم من القبضة الأمنية الشديدة التي تفرضها قسد بدعم من قوات التحالف الدولي عليها، حيث باتت غالبية العصابات المنتشرة تنفذ أعمالها مستغلة اسم «داعش» ، كما قال محمد عبد السلام الملا (أحد العاملين في مشفى #الشحيل التخصصى) لموقع «الحل نت».

وأوضح “الملا” بأنه «خلال أكتوبر الماضي اقتحمت عصابة مؤلفة من أربعة أشخاص ملثمين يرتدون زي التنظيم المشفى، وقامت بتهديد الكادر في حال امتناع مالكيها عن دفع “الزكاة”، حيث جاءت تلك الحادثة بعد أسبوع واحد من إلقائهم لكفن ورسالة ورقية أمام المشفى ذاتها تضمنت ذات المطالب، إلا أن عناصر من التنظيم دخلوا إلى المشفى بعد يومين من ذلك، وتحدثوا إلى الكادر بأنهم لم يقوموا بطلب مبلغ مالي منهم و أن من قام بذلك هم عصابة تحاول تشويه سمعتهم، وسيقوم التنظيم بإلقاء القبض عليهم في أقرب وقت وتنفيذ القصاص بهم» على حد زعمهم.

وذكر المصدر آخر الحوادث في المنطقة، حيث كانت مطلع الشهر الجاري، حين لاحقت سيارة لا تحمل لوحة مرورية الشابان “يونس الجبارة” وابن عمه “موفق الراشد”، بينما كانا يستقلان دراجة نارية بطريقهما إلى محلهما التجاري في بلدة #ذيبان، بعد صدم دراجتهما، حاول المسلحون في السيارة اختطاف الشابين، ولم يفشلوا في ذلك إلا بسبب تنبه نساء في القرية للأمر وشروعهن بالصراخ، ما دفع الخاطفين إلى الهرب عقب إطلاق النار عليهما، ما أدى إلى إصابتيهما بجروح خطيرة، تم نقلهما على إثرها إلى المشفى، وفقاً للمصدر ذاته.

ترهيب وتهديد
لم تكن خلايا «داعش» أقل أجراماً من تلك العصابات، وفق عبد الحسيب.م (من سكان بلدة الحوايج) إذ تحدث لموقع «الحل نت» قائلاً: إن «خلايا التنظيم لا تقل خطورة عن تلك العصابات، فهم يقومون بأعمال قتل وتفجير وترويع للمدنيين بشكل مستمر، ففي سبتمبر الماضي، استهدفت خلية لداعش، بقنبلة يدوية، منزل المهندس “أحمد العلي” (رئيس قسم الصيانة بدائرة المياه في المجلس المدني لديرالزور) في مدينة #البصيرة، دون إلحاق خسائر بشرية، حيث جاءت تلك الحادثة بعد أربعة أيام من قتل خلايا التنظيم لأحد العاملين في محطة مياه الدحلة، وقد تبنى التنظيم العملية على الفور، وسبقها، استهدافهم لمنزل “محمود الأحمر”، صاحب متجر لبيع الذهب والحولات المالية، بقنبلة يدوية أيضاً في بلدة الحوايج».

ولفت المصدر إلى أن «تلك الاستهدافات لم يكن هدفها قتل (العلي أو الأحمر)، بل للضغط عليهما بغية الخضوع لمطالب التنظيم المتمثلة بدفع مبلغ 15 ألف دولار أمريكي عن كل واحد منهما “كزكاة” للتنظيم، وتم إبلاغهما بذلك عبر رسائل نصية على هاتفيهما، تضمنت ضرورة دفعهما المبلغ المطلوب، على أن يتم تحديد طريقة التسليم لاحقاً، وجرى تهديدهما عبر رسائل نصية بالقتل في حال امتناعهما عن دفع المبالغ المطلوبة، إلا أن أنهما رفضا الرضوخ لمطالب العصابة، ليتم استهدافهما بالقنابل كتحذير لهما»، وفق قوله.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر له في ديرالزور وصفها بالموثوقة، بأن «التنظيم يعتمد على تمويل نفسه من خلال جباية الزكاة من التجار والمتعهدين وخصوصاً العاملين بمجال النفط والتوريد وذلك إما عبر الحديث مع الشخص المطلوب وجهاً لوجه بطرق باب منزله تحت جنح الظلام وتهديده بشكل مباشر، أو عبر رسائل نصية على الهواتف المحمولة تتضمن المبلغ المراد، وفي حال موافقة متلقي الرسالة وهي الأرجح في غالبية الأمر، يتم إرسال رسالة أخرى تتضمن طريقة التسليم ويتم بعد التسليم إعطاء الشخص وصل لضمان عدم التعرض له من قبل خلايا التنظيم» .

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.