عمليات الخطف مستمرة على طريق اللاذقية-حماة، والحكومة السورية تفقد سيطرتها على المليشيات الموالية لها

عمليات الخطف مستمرة على طريق اللاذقية-حماة، والحكومة السورية تفقد سيطرتها على المليشيات الموالية لها

تواصل الميليشيات الأجنبية، الموالية للحكومة السورية، وعناصر المخابرات التابعة للأمن الجوي والعسكري، عمليات الخطف  في أرجاء مدينة #اللاذقية وريفها، ومناطق “سلحب” بريف #حماة. وتقوم هذه المليشيات بنهب السيارات، إضافة إلى إجبار الأغنياء من الأهالي على دفع مبالغ كبيرة مقابل عدم التعرّض لهم، او إطلاق سراحهم بعد خطفهم.

ولم تستثن المليشيات النساء والأطفال من عملياتها، ليصبح الخطف والقتل شبحاً يلاحق جميع الأهالي والعابرين على الطريق العام. وتملك المليشيات مراكز اعتقال، يتم وضع المختطفين فيها إلى حين دفع فدية مالية لإطلاق سراحهم.

“محمد ياسر” (اسم مستعار)، طالب جامعي في كلية الطب البشري من ريف #إدلب الجنوبي، اختطفته عصابة مسلحة في منطقة “عين الكروم” بريف حماة، أثناء ذهابه إلى جامعته في مدينة اللاذقية، وظل في أسر المليشيا التي خطفته لأكثر من ثمانية أيام، حتى تم إطلاق سراحه مقابل مبلغ ثلاثة عشر ألف دولار.

يقول “محمد ياسر” لموقع  «الحل نت»: «لمدة أكثر من عام كنت أذهب إلى الجامعة دون التعرض لمضايقات على الطريق، حتى تم إيقافي في أحد المرات من قبل حاجز في ريف حماة، عليه ملثمون بملابس مدنية، طلبوا مني بطاقاتي الشخصية، وسألوني عن سبب ذهابي لمدينة اللاذقية».

وأضاف:  «اعتقلوني ووضعوا غطاءً قماشياً على رأسي، وأخذوني إلى مكان مظلم لا يوجد فيه أغطية. بعد عدة ساعات، قاموا بإزالة الغطاء القماشي، ورأيت العشرات من المختطفين في المبنى نفسه. وكانوا يطلبون من كل واحد منّا التكلّم مع أهله، من أجل دفع الفدية، أو سيتم قتلنا فوراً».

وأشار: «خلال فترة خطفي لم يقدموا لي سوى كسرات من الخبز وزجاجة ماء. طلبوا بدايةً خمسين ألف دولار، ثم بعد مفاوضات مع أحد الوسطاء، قبلوا بمبلغ ثلاثة عشر ألف دولار، ومن ثم تمّ تسليمي للوسيط في منطقة ريف حماة، وهو قام بإرجاعي لأهلي، بعد دفع الأموال كاملة».

وأوضح: «الغريب أنه كان معنا مختطفون من القوات النظامية، فالمُعتقل لا يشمل فقط المعارضين للنظام، إنما الموالين. وكان أحد عناصر المليشيا الخاطفة يشتم بشكل مستمر رموز للنظام، وينفي صلته بهم».

ومن أشهر العصابات في المنطقة عصابات مناطق “الشيخ أبو رعد” و”شيخ شمسين”  و”دير شميل” و”سلحب”، إضافة إلى مليشيا “فواز الأسد” و”عمار جابر” في اللاذقية، التي تغضّ القوات الحكومية الطرف عنها لحاجتها إليها. ولكنها فقدت سيطرتها عليها، بعد نجاح هذه العصابات بفرض سلطتها على مناطق عديدة.

“عمر فادي”، وهو أحد سكان مدينة اللاذقية سابقاً، يشرح لموقع «الحل نت» قصة مقتل أخيه في منقطة “بيت ياشوط” بريف اللاذقية: «كان يملك مزرعة للبرتقال في منطقة اللاذقية، وقرر هو وعائلته زيارة بلدتنا في ريف حماة، وبعد قضائه خمسة أيام، وعودته إلى اللاذقية، فقدنا الاتصال معه، وبدأنا بالبحث عنه دون جدوى، حتى اكتشفنا أنه قُتل مع زوجته وأطفاله الخمسة وإمرأة كانت معهم، وتم رميهم في أحد الوديان، بعد سرقة السيارة التي كانوا يستقلونها. ولم تقم الشرطة بالتحقيق بالقضية».

من جهته يقول “وائل علوان”، الباحث في “مركز جسور للدراسات”، لموقع «الحل نت»: «الخطف في مناطق سيطرة القوات النظامية هو إما بسبب الفوضى الكبيرة، لعدم قدرة #الحكومة_السورية على بسط سلطتها الأمنية، كما في #السويداء وبعض مناطق الساحل. أو لغضّها البصر عن ممارسات عناصر القوى الأمنية والمليشيات الموالية لها”.

ويضيف: «الهدف من الخطف تأمين مورد مالي كبير للمليشيات، ربما لا تستطيع الحكومة السورية تأمينه، فهي تغطي جزءاً من نفقات المليشيات الموالية لها. وتترك لها تحصيل القسم الآخر، عن طريق عمليات الخطف أو الابتزاز أو الرشاوى».

ويشير علوان: «هنالك حالات خطيرة في هذا السياق، مثل عصابة “أحمد درويش” في ريف حماة، التي يمكن اعتبارها دولة ضمن الدولة،  ولديها سجون وحواجز وهيكلية كاملة خارج سلطة الحكومة ورقابتها. فتقوم بإلقاء القبض على المطلوبين والمدنيين والتجّار، الذين يظهر عليهم الثراء، ولا تطلق سراحهم إلا مقابل فدية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.