كشفت مصادرمحلية، بعدة مدن وبلدات شمال شرقي وغربي سوريا، عن تنامي تجارة الأعضاء البشرية في المشافي التركية، مع ارتفاع عدد الضحايا والمصابين في سلسلة العمليات الارهابية التي تشهدها المنطقة، أو الاشتباكات التي تندلع بين التشكيلات العسكرية السورية المعارضة، في مدن سورية تسيطر عليها الحكومة التركية.

وأكد “مصطفى خليل”، الناشط والكاتب صحفي، المتحدر من مدينة #رأس_العين، أن «التفجيرات الإرهابية، والمعارك الناشبة بين الكتائب المسيطرة على “رأس العين- سري كانيه”، تخلّف عشرات الجرحى والمصابين  المدنيين والعسكريين، الذين ينقلون للعلاج في المشافي التركية، وغالبيتهم يسلّمون فيما بعد جثثاً هامدة لأهاليهم».

وتابع، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الجرحى، رغم إصابة بعضهم بشظايا في أقدامهم أو أياديهم، وهي إصابات غير مميتة، يعودون الى “رأس العين” في توابيت، بعد سلب أعضائهم».

 

 جثث مسلوبة الاعضاء

وأشار “خليل” إلى أنه «وثّق عديداً من تلك الحالات، ومنها جثة وجدت في قرية “العزيزية”، في ريف “رأس العين”، لشاب قُتل أواخر العام الماضي، ورُميت، مسلوبة الأعضاء، على قارعة الطريق».

كما تحدث عن «إصابة طفلة في التاسعة من عمرها، قبل شهور قليلة، تدعى “ريماس محمد”، خلال اشتباكات حصلت بين #فرقة_السلطان_مراد ومجموعة “أبي مرعي سلطان” في “رأس العين”. تم نقل الطفلة الى #تركيا، وسُلمت ميتةً لأهلها بعد أيام. وانتشرت صور لجثتها تُظهر وجود جرح طولي في صدرها، يدّل علي استقطاع بعض الأعضاء من جسدها».

“أبو جميل”، مزارع ستيني من عفرين، فضّل عدم الكشف عن اسمه، خوفاً من تبعات شهادته، تحدث عبر تطبيق “واتس اب” لموقع «الحل نت»، عن «إصابة قدم ابنه في تفجير سيارة مفخخة العام الماضي في مدينة #عفرين، ونقل بعدها لتركيا، ولم يستطع الأب معرفة المشفى الذي نُقل إليه، ليتفاجأ بعد أيام باتصال من أحد الناشطين، يخبره بضرورة المجيء إلى تركيا لاستلام جثة ابنه».

ويضيف “أبو جميل”: «ذهبنا واستلمنا الجثة، وقمنا بدفنها. وكما يحدث مع الجميع، أتانا ببطن مفتوحة».

 

تشريح مثير للريبة

«دمرت الحرب السورية البنيه التحتية للبلاد، لاسيما المشافي والمختبرات الطبية، ما دفع مصابي سوريا إلى اللجوء للمستشفيات التركية، التي استغلّتهم  بدورها»، حسبما يقول “زهير”، الملقب بـ”أبي نمر”، وهو نازح خمسيني من مدينة #حلب، مقيم في مدينة #الباب، أصيب شقيقه الاصغر بشظية في قدمه، قبل ثلاث سنوات، في تفجير ارهابي بسيارة ملغّمة في سوق المدينة، ونقل إلى المشفى الجامعي في مدينة أنطاكيا التركية.

«مُنعت، خلال تواجدي في المشفى، من زيارة شقيقي، وأبلغتني إدارة المشفى بوفاته بعد خمسة أيام. سلموني جثته لأتفاجأ أن في بطنه شقاً كبيراً، تمت خياطته بشكل رديء. حملت الجثة وتوجهت بها إلى سوريا وأنا أشعر بالاستغراب: لماذا يفتحون بطنه؟ إصابته في القدم، فما الحاجة لتشريح الأحشاء؟ وبدأت تراودني الشكوك بسرقة أعضائه، واقترحت، كما اقترح شقيقي الأوسط، إعادة تشريح جثته من قبل أطباء المشفى الميداني، الذين أكدوا لنا أن كليتيه مفقودتان». يقول “أبو نمر”.

ويضيف في حديثه لموقع «الحل نت»: «حسبما يتداوله الناس هنا فإن العصابات العاملة بهذه التجارة تتربص بالمصابين على الحدود السورية- التركية، بعد عقدها اتفاقات غير معلنه مع بعض المستشفيات، بشأن سرقه أعضاء المصابين، وبيعها في أوروبا».

 

ضحايا أحياء

أطلق حراس الحدود التركية، المعروفين بـ”الجندرما”، النار على “باسل محمد نذير”، البالغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً، من مدينة “الدرباسية”، أثناء محاولته، مع سبعة عشر شخصاً، العبور بطريقة غير شرعية الى تركيا، بقصد العمل، وأصيب بطلقة في قدمه اليمنى، ثم تم القبض عليه، واقتياده الى المخفر الحدودي، ونُقل، بعد تعرضه للتعذيب، لمشفى تركي.

«راودتني الشكوك بعد ملاحظة أن جانبي الأيمن عليه علامات خياطة، فعرضت نفسي على طبيب، بعد تزايد حالات الضعف والمرض التي تنتابني، وفوجئت به يخبرني أني بكلية واحدة، وأن كليتي اليمنى قد سُرقت»، حسبما يؤكد “نذير”، في حديثٍ لموقع «الحل نت»، أدلى به بعد عودته إلى بلدته.

 

التشريح إجراء قانوني

من جانبه فنّد الطبيب السوري “كفاح الراوي”، العامل، منذ ثمانية اعوام، في أحد المشافي في استنبول، الروايات التي تتداولها أسر الضحايا عن عمليات سرقة الأعضاء في المشافي التركية، وأكد، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن: «تشريح الجثث عملية اعتيادية، وجانب من الإجراءات القانونية، التي تتبعها بالعادة المشافي التركية، لتحديد سبب الوفاة، وإرفاقه في تقرير المتوفي، وهذا يفسّر أسباب وجود جروح طولية في بطون الجثث المسلّمة للأهالي».

إلا أن مصادرإعلامية نقلت عن “هيئة الطب الشرعي” بمدينة حلب، منتصف 2016، توثيقها لـ«ثمانية عشر ألف حالة سرقة أعضاء بشرية في الشمال السوري، أثناء سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على مناطق واسعة من حلب، وعن دور تركي في ذلك».

وأكدت الهيئة  أن «عمليات سرقة الأعضاء البشرية في حلب كانت سهلة جداً، نتيجة القرب من الحدود التركية، إضافة إلى ظهور مافيات تتعامل مع أطباء غير سوريين، تتظاهر بتقديم خدمات إنسانية، فيما تهرّب الأعضاء البشرية إلى تركيا».

واتهم الطبيب السوري “غياث الملحم”، الذي عمل في عدة مشافي تركية، قبل لجوئه الى #ألمانيا منذ ثلاث سنوات، الحكومة التركية بـ«سرقة أعضاء السوريين»، وقال في حديثه لموقع «الحل نت»: «تتم عملية سرقة الأعضاء عبر مافيات منظمات طبية وغير طبية، تستهدف السوريين الجرحى وحتى الأصحاء».

مشيراً إلى أن «العملية  تتم عبر شبكة متواجدة في عدة دول، تعمل على سرقة الأعضاء، وإرسالها إلى الجهات التي تطلبها».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.