نزع ملكيات المُهّجرين في الريف الحلبي: تمويل لنشاط الميلشيات أم خطة ممنهجة للسيطرة على مدينة حلب؟

نزع ملكيات المُهّجرين في الريف الحلبي: تمويل لنشاط الميلشيات أم خطة ممنهجة للسيطرة على مدينة حلب؟

استولت ميلشيات محليّة، تابعة لحزب الله اللبناني، من بلدتي “نبل” و”الزهراء” في ريف #حلب، على ممتلكات تعود لنازحين في مناطق ريف حلب الشمالي، الخاضعة لسيطرة #الحكومة_السورية.

وقامت ميلشيا #حزب_الله في بلدة “مسقان”، شمالي حلب، بوضع يدها على الأراضي الزراعية والمنازل، التي هجرها أصحابها، قُبيل سيطرة #القوات_النظامية عليها في العام 2016، بعد تحجيم دورِ الميلشيات المحلية “الشبيحة”، التي كانت تسيطر على الممتلكات بشكلٍ غيرِ شرعي.

ويرى بعض المراقبين للأوضاع في المنطقة أن الأسباب الأساسية لهذه الممارسات هي غياب المحاسبة من جانب الحكومة السورية والقوات الروسية، ونقص تمويل ودعم القوات الإيرانية للميلشيات، ما يدفعها إلى تعويض عجزها المادي بالسيطرة على ممتلكات المدنيين.

 

سياسة ممنهجة

إلا ان “أحمد رحال”، العقيد المنشق عن القوات النظامية، يُرجع تصرفات الميلشيات الموالية لإيران لأسباب أكثر تعقيداً، ويقول في حديثه لموقع «الحل نت»: «سيطرة الميلشيات على ممتلكات المُهجّرين في ريف حلب سياسة متبعة من قبل الحكومة السورية وحلفائها الإيرانيين في كل المناطق السورية، وتتخذ في محافظة حلب أبعاداً خاصة، باعتبار أن رئيس اللجنة الأمنية فيها، اللواء “سليم حربة”، مقرّب من #إيران، وينفذ كل ما تريده، والسيطرة على حلب سياسة إيرانية ممنهجة، فالإيرانيون يولون أهمية سياسية واستراتيجية وعقائدية كبيرة للمدينة وريفها».
ويسترسل “رحال” في توضيح ما يعنيه بالسياسة الإيرانية الممنهجة: «الموضوع بالنسبة للإيرانيين أكبر من حماية بلدتي “نبّل” و”الزهراء” الشيعيتين، فهم يعتبرون أن حلب تحوي كثيراً من المواقع والمزارات المهمة للعقيدة الشيعية، وأنها مدينة ذات هوية شيعية، منذ العصر العباسي على الأقل، وبالتالي باتوا يركزون عليها أكثر من #حمص ودمشق، اللتين ضمنوا السيطرة عليهما. وبالتالي نحن نشهد عملية تشييع ممنهجة للمدن السورية، ذات أبعاد سياسية واستراتيجية، إضافة لأبعادها العقائدية المباشرة. والحكومة السورية تسهّل للإيرانيين تحقيق غاياتهم، مقابل استمرار دعمهم، الضروري لبقاء نظام الحكم في سوريا»، حسب تعبيره.

وتُعتبر ميلشيا حزب الله من أهم المليشيات الموالية لإيران في منطقة “نبّل” و”الزهراء”، إضافة إلى “لواء الباقر”، الذي يسيطر على جزء من مدينة حلب، وله ثقل كبير في مدينة #دير_الزور، والحرس الثوري الإيراني، المسيطر على مراكز “البحوث العلمية” و”التصنيع” ومطار “النيرب”.

 

استملاك الأراضي

وقامت الميلشيات الموالية لإيران في “نبّل” و”الزهراء” بالتضييق على أهالي ريف حلب الشمالي، الذين عادوا إلى منازلهم بعد نزوحهم، وهدمت المنازل المتضرّرة نتيجة الحرب، لبيع مواد البناء التي تحتويها، مثل أحجار بناء والحديد والبلاط، بينما تقوم بتأجير المنازل الصالحة للسكن، بحثاً عن التمويل.

“عدنان الإمام”، الناشط الإعلامي من ريف حلب الشمالي، يكشف لـ«الحل نت» عن ممارسات أخرى لتلك الميلشيات، يمكن اعتبارها ذات نتائج طويلة الأمد على المنطقة: «الميلشيات الإيرانية، المتواجدة في ريف حلب الشمالي، ومناطق “عندان” و”حريتان” و”كفر حمرا”، القريبة من مدينة حلب، تسعى حالياً إلى شراء الأراضي من المدنيين بأسعار عالية، واستملاك أكبر مساحة ممكنة من الأراضي المحيطة بحلب».

ويشرح “الإمام” غايات الإيرانيين من عمليات الاستملاك: «الميلشيات الموالية لإيران، التي خسرت مئات المقاتلين في هذه المنطقة، في معاركها مع #الجيش_الحر، تسعى اليوم إلى الهيمنة الكاملة على مناطق ريف حلب، ومحاولة إجراء تغيير ديموغرافي فيها، من أجل إنشاء حزام حول حلب من الأراضي المستملكة، إلى جانب القرى الشيعية في الريف الشمالي، فضلاً عن محاولة تشييع السكان، كما يجري في مناطق دير الزور، وبعض مناطق #درعا، وذلك لضمان عدم عودة الفصائل المعارضة إلى حلب».

 

تغيير مذهبي

موضوع التغيير المذهبي يشغل حيزاً كبيراً من اهتمام المراقبين على ما يبدو، فبحسب “سالم العمر”، الخبير في الشؤون الإيرانية، فإن «الهدف التالي للإيرانيين، بعد الاستيلاء على الأراضي، هو إغراء السكان بالأموال، من أجل تغيير مذهبهم، ومن ثم تشكيل قوة عسكرية من الشبان، تعمل لصالح السياسة الإيرانية. إضافة إلى القيام بعمليات تصفية، لكل من يقف ضد المشروع الإيراني بريف حلب. كذلك ستعمل الميلشيات على منح منازل المُهجّرين للمواليين لها من المقاتلين الشيعة».

ويضيف “العمر” في حديثه لـ«الحل نت»: «إيران باتت تسيطر على مناطق واسعة في محافظات #دمشق وحلب ودير الزور ودرعا، ولديها آلاف المقاتلين السوريين، تقوم بتدريبهم وتمويلهم بهدف تأسيس تشكيل عسكري، يشبه #الحشد_الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان».

ويُشار إلى أن الميلشيات الإيرانية كان لها الدور الأكبر في السيطرة على مناطق المعارضة، أثناء الحملة العسكرية الروسية، عام ٢٠١٩، في مناطق ريف #إدلب الجنوبي وريف #حماة الشمالي وريف حلب الغربي، فأرسلت آلاف المقاتلين إلى الجبهات، ونجحت بالاستيلاء على كثير من المواقع الاستراتيجية في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.