طرق الحشيش و”الكبتاغون”: كيف تحوّلت سوريا إلى المركز الأساسي لتصنيع وتهريب المخدرات في الشرق الأوسط؟

طرق الحشيش و”الكبتاغون”: كيف تحوّلت سوريا إلى المركز الأساسي لتصنيع وتهريب المخدرات في الشرق الأوسط؟

باتت المناطق السورية المحاذية للحدود اللبنانية والأردنية سوقاً حرةً للتهريب، خصوصاً تهريب للمخدرات، ويندر أن يمرّ يوم دون إعلان سلطات #لبنان والأردن عن إحباط محاولات إدخال الممنوعات إلى أراضيها، أو الاشتباك مع عصابات المخدرات، وكأن سوريا أصبحت بؤرة للعصابات في الشرق الأوسط.

وبرزت في الآونة الأخيرة قضية “شحنة الرمان”، المستوردة من لبنان، التي احتوت على مخدرات، ما دفع #السعودية إلى حظر استيراد الفواكه والخضروات من لبنان. وظهرت تقارير تدين #حزب_الله اللبناني بعملية التهريب، إذ أنّ تجفيف مصادر التمويل الخارجية للميلشيات الموالية لإيران، بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية، وملاحقة شبكاتها السرية حول العالم، دفع الحزب إلى البحث عن مصادر مالية بديلة، فأغرق الأسواق بالمخدرات، للحصول على ما يكفيه من المال لاستكمال حروبه بالمنطقة، بحسب التقارير.

وأصدر مركز “التحليل والبحوث العملياتية” البحثي، المختص بالشأن السوري، تقريراً أشار فيه إلى أنَ «سوريا أصبحت دولة مخدرات، يُصدّر منها صنفان رئيسان يثيران القلق، هما الحشيش والكبتاغون، لدرجة أن  سوريا باتت مركزاً عالمياً لإنتاج الكبتاغون، و يتم الآن تصنيعه وتطويره تقنياً، بمعدل أكبر مما مضى».

 

أوامر بنقل تجارة المخدرات إلى سوريا

قيادي في اللواء الثامن من #الفيلق_الخامس بدرعا، المدعوم من #روسيا، قال لموقع «الحل نت»: «المعلومات التي تصلنا، عبر جهاز الاستخبارات التابع للواء، تفيد بأن الميلشيات الموالية لإيران وحزب الله، المتواجدة في #درعا وريف دمشق ، تعتمد كلياً في تمويلها على تجارة المخدرات».

وأضاف القيادي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنّ «لجنةً في الفيلق الخامس حققت مع أحد تجّار المخدرات، الذي اعترف أن حزب الله أمر عصابات صناعة وتجارة المخدرات بالانتقال إلى مناطق سيطرة الحزب في الداخل السوري».

“محمد زيتون”، عضو مجلس بلدية #الزبداني السابق، أكد هذه المعلومات، مشيراً، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى «وجود مئة واثنين وثلاثين معبراً غير شرعي، على طول الحدود اللبنانية السورية، وأربعة عشر مصنعاً لإنتاج المخدرات،  تم تشييدها حديثاً، في المناطق المحاذية للحدود بين البلدين».

وتابع “زيتون” أن «الطرق غير الشرعية متواجدة في قرى وبلدات لبنانية، متداخلة مع الأراضي السورية، مثل “الطفيل”، و”دير العشائر”»، لافتاً إلى أنّ «أجهزة الأمن السورية على اطلاع بجميع تحركات عصابات التهريب».

 

القرى الحدودية باتت محطات  للتهريب

معظم الحدود المشتركة بين سوريا ولبنان باتت محطات للتهريب، من #مزارع_شبعا في جنوب لبنان إلى “جبل أكروم” في #عكار شمالي البلاد، ويقابل كل نقطة تهريب من لبنان أخرى من الناحية السورية، ووفقاً لـ”زيتون”، فإنّ «بلدات الزبداني ومضايا وسرغايا وبلودان في سوريا تقابلها بلدات “الصويري” و”مجدل عنجر” في البقاع الغربي بلبنان، في حين توجد في جبال #القلمون حوالي ثمانين قرية سورية، تقابلها عديد من البلدات اللبنانية، وكل هذه البلدات والقرى مراكز للتهريب».

وشدد عضو المجلس المحلي السابق على أنّ «معابر التهريب لا تقتصر على #ريف_دمشق، فهنالك معبر “العبوسية”  في منطقة “وادي خالد”، مقابل بلدة #تلكلخ بريف #حمص، إضافة إلى معبر “العريضة” في محافظة  #طرطوس، وهو من أهم المعابر غير الشرعية  شمالاً، إذ كان وما يزال يُستخدم لتهريب المخدرات والأسلحة»، مشيراً إلى أن «السلطات اللبنانية حاولت التنسيق مع الشرطة الروسية، طالبةً منها الضغط على #القوات_النظامية السورية، لضبط الحدود بين البلدين».

وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد أشار في بيان له، بتاريخ السادس عشر من شباط/فبراير 2021، إلى أن «مادة الحشيش والحبوب المخدرة تنتشر بين أوساط السوريين بشكل علني، وبأسعار رخيصة، مقارنة مع أسعارها في باقي دول العالم»، لافتاً إلى «مشاركة حزب الله اللبناني، ومليشيات تابعة له، بالترويج للمخدرات».

 

حركة التهريب شبه اليومية إلى الأردن

وبالانتقال إلى جنوب البلاد فقد أعلن #الأردن، للمرة الرابعة خلال شهر واحد، عن ضبط شحنة مخدرات قادمة من سوريا.

وقال الجيش الأردني، في بيان اطلع «الحل نت» على نسخة منه، إنّ «عدداً من المهربين، حاولوا اجتياز الحدود الأردنية، ولكنهم فروا نحو الحدود السورية، بعد الاشتباك معهم، فيما تم ضبط شحنة المخدرات، التي كانت بحوزتهم، وتحتوي على 377,000 حبة كبتاغون».

»حركة التهريب على الحدود الأردنية-السورية تنشط بصورة شبه يومية، وتحتل المخدرات المرتبة الأولى بين المواد المهربة من مناطق سيطرة الحكومة السورية وحزب الله في الجَنُوب»، وفقاً لما أفاد به القيادي في اللواء الثامن لموقع «الحل نت«.

ناشطون محليون أوضحوا للموقع أنّ «المنطقة باتت بؤرة للتهريب، بعد سيطرة القوات النظامية على جَنُوب سوريا، في آب/أغسطس 2018، ولا سيّما بعد تغلغل المليشيات الموالية لإيران في المنطقة».

ويعتبر كثير من المراقبين أت تجارة المخدرات في سوريا شهدت تحولاً جذرياً منذ عام 2011، فبعد أن كانت البلاد ممراً لعبور شحنات المخدرات، منذ تسعينيات القرن المنصرم، أصبحت اليوم مصدراً لتصنيع المواد المخدرة، لا سيما بعد سيطرة الميلشيات الأجنبية على كامل الشريط الحدودي بين لبنان وسوريا، من #القصير في ريف حمص، وصولا إلى جرود القلمون.

وتعدّ أعمال التهريب مصدراً رزق لفئة كبيرة من اللبنانيين والسوريين، الذين يشكّلون عصابات، تستخدم معابر متعددة، ومعدات ضخمة، من حفارات وجرافات، ضرورية لتمهيد وصيانة الطرق الجبلية الوعرة، التي يسلكونها لنقل بضائعهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.